(الحل) – وثق مصدر حقوقي مقتل ما يقارب ثلاثة آلاف شخص خلال الأشهر الثلاثة الماضية في إدلب، خلال الحملة العسكرية الشرسة التي يشنها النظام السوري بدعم من روسيا، وصمت تركي يخفي دعم الجهات المهاجمة لآخر معقل للمعارضة السورية.

ووفقاً للأرقام التي أوردها المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ 30 نيسان/أبريل حتى 30 تموز/يونيو فإن عدد الضحايا المدنيين زاد عن 1700 شخص، قضوا بالضربات الصاروخية والجوية والقذائف والتفجيرات والاستهدافات البرية.

 

تنديد علني وتعاون خلف الأبواب المغلقة

#تركيا، التي باتت حليفةً لـ #روسيا بعد فتور العلاقات مع الإدارة الأمريكية، تندد بالضربات على #إدلب علناً، لكن موسكو لم تخجل أن تفضح الجهود التي تقدمها أنقرة لروسيا في العمليات بإدلب مراراً.

أيار (مايو) الماضي شهد تصريحاً كان الأول من نوعه حول ذلك، حيث أعلنت الخارجية الروسية أنها تنسق والنظام السوري العمليات العسكرية في إدلب مع تركيا، مبينةً أن التعاون في الهجمات مبني على وثيقة تفاهم جرى توقيعها في أيلول/سبتمبر 2018 بشأن وقف إطلاق النار في الشمال، بضمان تركي-إيراني-روسي.

الاتفاق الأساسي الذي جرى توقيعه من قبل تركيا وروسيا وإيران، تحديداً بتاريخ 17 أيلول العام الماضي، يضم عشر نقاط أساسية أهمها “إخراج جميع الجماعات الإرهابية المتطرفة” من المنطقة منزوعة السلاح، وتسيير القوات المسلحة التركية والشرطة العسكرية التابعة للقوات المسلحة الروسية “دوريات منسقة” والرصد بواسطة طائرات بدون طيار على طول حدود المنطقة المنزوعة السلاح.

 

روسيا تشيد بدور تركيا في “تحييد الإرهابيين”

ودار في نهاية شهر أيار/مايو الماضي اتصال هاتفي بين الرئيس التركي (رجب طيب #إردوغان) ونظيره الروسي (فلاديمير #بوتين) لبحث “اتفاق وقف إطلاق النار”، لتخرج الدولتان بعد نهايته ببيانين متناقضين.

أنقرة من جهتها أكدت أن إردوغان “أبلغ بوتين بضرورة تطبيق وقف إطلاق نار في إدلب للحيلولة دون مقتل المزيد من المدنيين وتدفق اللاجئين على تركيا”، لكن نبرة الكرملين كانت مختلفة، حيث شدد على “ملاحظة أهمية تكثيف العمل المشتركة لتحقيق الاستقرار في محافظة إدلب، بما في ذلك اتخاذ إجراءات فعالة لتحييد الجماعات الإرهابية”، في إشارة إلى نجاح الاستراتيجية المتبعة بين البلدين في الهجوم.

 

غرفة عمليات مشتركة؟

مزاحم السلوم، ناشط سوري معارض كتب في سلسلة تغريدات منذ أكثر من شهرين أن “لدى الأتراك والروس غرفة تنسيق عسكري مشترك، يتم من خلالها إخطار الأتراك بإحداثيات الاستهداف، كما يقوم الأتراك بإخطار الروس حول أي رتل عسكري يتحرك ضمن مناطق خفض التصعيد”.

ولم يقرن الناشط تغريداته بأي سند، لكنه أوضح أن هذه الغرفة هي “جزء من عدة مشاريع استخباراتية لتبادل المعلومات بين الطرفين، أحدها حول سوريا يشمل (مكافحة الإرهاب)”.

لاحقاً خلال شهر أيار/مايو، حركت #تركيا أرتالاً في الشمال، في حادثة فسرها معارضون أنها بهدف حماية المنطقة الخاضعة لنفوذ الفصائل، لكن مع بداية الضربات الجوية لم تحرك “القوات الضامنة لوقف إطلاق النار” ساكناً، باستثناء مناوشات محدودة وقعت نتيجة ضرب موقع مراقبة، غالباً عن طريق الخطأ.

روسيا عادت هذا الأسبوع لتأكد مجدداً أن العمليات التي تخوضها في إدلب تجري بالتنسيق مع الروس، بعد أن كانت قد كشفت سابقاً أنها تنفذ ضرباتها على الفصائل في الشمال بناءً على إحداثيات تأخذها من تركيا، حيث قالت هيئة الأركان الروسية إن “روسيا وتركيا تتخذان التدابير لتحديد وتدمير مواقع ومخازن المسلحين في سوريا”.

 

تركيا من حليف موسكو إلى صديق محتمل للنظام؟

بعيداً عن العسكرة، تدفع أنقرة من بقي من الشخصيات المعارضة إلى الرضوخ إلى اتفاق آستانا، وجلساته التي بات يصعب إحصاء عددها، وتجبرهم على الحضور بهدف إعطاء شرعية لمخرجاته، التي كان إحداها إنشاء “مناطق خفض التصعيد”.

وتنطلق جولة جديدة من المحادثات الأسبوع الجاري، بحضور وفد عن الفصائل المسلحة، رغم مطالبة رئيس هيئة التفاوض المعارضة (نصر #الحريري) الفصائل بعدم الحضور، وإيقاف كل أشكال التواصل مع روسيا “لعدم جدية موسكو في الحل السياسي”.

التقارب التركي الروسي الجديد، المتزايد بتسارع كبير، هل يمكن أن ينهي خلافاً دام 8 سنوات بين أنقرة ودمشق؟ حضور ممثلين عن لبنان والعراق في محادثات آستانا المقبلة يشير إلى احتمالية بحث إعادة العلاقات إقليمياً، في ظل إشارة تقارير إعلامية إلى وجود اتصالات جديدة بين سوريا وتركيا، على مستوى ضبّاط المخابرات، مع تصاعد حدة التهديدات القادمة من أنقرة لقوات سوريا الديمقراطية، العدو المشترك لأنقرة ودمشق.

 

إعداد وتحرير: سامي صلاح

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة