بغداد ـ رئم عادل

لم يكن الحصار الاقتصادي وسوء الأوضاع المعيشية خلال فترة حكم نظام #صدام_حسين عقبة أمام الشباب العازمين على الزواج وانجاب الأطفال، مع العلم أن الحياة كانت قاسية ومُدمرة بسبب الحروب التي تبناها النظام آنذاك، ضد #إيران ومن ثم غزو #الكويت وصولاً إلى أحداث عام 2003.

إلا أن السنوات السبع الأخيرة، كانت أساساً لولادة فكرة العزوف عن الزواج أو تأجيله إلى إشعار آخر، لا سيما بعد مواكبة شبان العراق للإنفتاح الفكري والتكنولوجي والتعرف على #ثقافات البلدان الأخرى من خلال السفر.

تحوَّلت الأولويات وتبدلت، فالاتجاه العام للشبان امتزج بالتعرف على المغامرات وممارستها، مثل #السفر والبحث عن وظيفة لا رتابة فيها وتأسيس قاعدة قوية من العلاقات #الاجتماعية وغيرها، ليحل الزواج في خانة “المستبعدات”.

ويعزو شباب العراق عن الزواج لقلة فرص العمل، فضلاً عن المسؤولية الكبيرة التي يتحملها الرجل، ناهيك عن أبرز تفصيلة، هي القلق الدائم من المتغيرات وتحديداً خطر المستقبل المجهول.

نبيل إبراهيم ـ فيسبوك

في السياق، قال نبيل إبراهيم “38 عاماً”، إن «أحد أهم أسباب عزوف الشباب عن الزواج هو الوضع المادي الضعيف للشاب، ناهيك عن أزمة #السكن المشترك مع الأهل الذي غالباً ما يؤدي إلى حدوث مشاكل عائلية، إضافةً إلى عدم الرغبة في تحمل المسؤولية وتكوين #أسرة وتلبية متطلباتها».

مضيفاً لـ”الحل العراق“، أن «الفجوة الكبيرة بين التقاليد القديمة التي تقيد #المرأة وتجعل منها تابع وبين #الحداثة واستقلالية المرأة على الصعيد المادي، تعد من أهم الأسباب لرفض الكثير من الشباب الإرتباط».

أثر العولمة

محمد الجاف “26 عاماً” رأى أن «العولمة وانتشار وسائل #التواصل #الإجتماعي أتاح فرصة للشباب للإطلاع على ثقافات باقي #البلدان والتأثر بها مما غيرّ من نظرة أغلب الشباب بشأن #الزواج».

مبيناً في حديثه مع لـ”الحل العراق“، أن «الشاب العراقي يرفع حالياً سقف متطلباته بخصوص زوجته المستقبلية، فضلاً عن #الظروف_الأمنية وأنعكاساتها الإجتماعية والقلق المستمر من المستقبل المجهول وعدم الإستقرار».

ضد التناسل

ولعل تطور فكرة عدم الزواج، قد تطورت إلى درجة عدم الانجاب، والدعوة إلى ذلك، مثلما أشارت إيمان الحسن “22 عاماً” إلى أنه «مع إرتفاع #الوعي الثقافي يرجح الشباب فكرة عدم #الإنجاب و يرجع ذلك لمنع إغفال حقوقهم الأساسية في ظل تماهي سيادة القانون في #العراق».

لافتة إلى أن «إذا لم تحفظ كرامة #الطفل مع ضمان حمايته وتوفير الموارد الضرورية لبقائه، كحقه في #السكن الملائم والتعليم والرعاية الصحية وحقه في التعبير عن آرائه بحرية وبحرية الفكر والوجدان والدين و ما إلى ذلك من الحقوق الأصيلة و المستحقة، فما الفائدة من انجابه؟».

وأضافت الحسن لـ”الحل العراق” أن «بعض الأزواج يجدون صعوبة في الموازنة بين الحياة #المهنية والحياة الخاصة، حيث أن تربية #الطفل وتنشأته بطريقة سليمة فيها مسؤولية كبيرة قد وتحتاج إلى جهد لا ينضب».

سعاد فتاح ـ فيسبوك

عودة إلى الماضي

سعاد فتاح، وهي مُدرسة متقاعدة “55 عاماً”، أوضحت أنه «في السابق كان التوافق الفكري والثقافي وعدم #المغالاة بالطلبات من أساسيات بناء الزواج الناجح على عكس الزواج في الوقت الحاضر الذي يتهم كثيراً بالأمور المادية والمظاهر».

مشيرة في حديثها مع “الحل العراق“، إلى أن «التعاون في السابق بين الرجل والمرأة كان واضحاً، حتى وإن كانت الزوجة ربة منزل فغالباً ما تكتسب صنعة لتُعين زوجها كالخياطة وغيرها، إلا أن الإتكالية الكبيرة للمرأة على الرجل، دفعت #الرجل إلى التفكير أكثر قبل الإقدام الزواج».

الطلاق أكثر من الزواج!

وعن إرتفاع نسب #الطلاق في المحاكم العراقية خلال السنوات الأخيرة، أكد القانوني عباس محمد، لـ”الحل العراق” أن «إحصائيات المحكمة الاتحادية العُليا في اختتام كل عام تنص بأن حالات الطلاق أكثر من الزيجات وهذا ينتج من عدم #التفاهم والتأقلم وكأن هذا الزواج بُنيَّ على اشباع الرغبة الجنسية فقط! فأغلب هذهِ الزيجات لا تستمر سوى سنة أو أكثر بقليل».

تفكير اقتصادي

الباحثة الاجتماعية سلوى العبدلي، قالت لـ”الحل العراق“، إن «الرجل العراقي وتحديداً المتولد في نهاية ثمانينيات أو بداية تسعينيات القرن الماضي، بات يشعر بأهمية الاقتصاد، لأنه أدرك بعد سلسلة الأحداث واجهها مثل أحداث إسقاط صدام حسين، وما أعقبها من مشاكل #اقتصادية على البلاد، ولذلك صار يستثني الزواج من قائمة أهدافه».

مؤكدة أن «المرأة هي الأخرى باتت تسعى إلى الدخول إلى سوق العمل ومنافسة الرجل، وهي أيضاً باتت تشعر بأهمية أن يكون لها وجود اجتماعي تحققهُ بنفسها على عبر الزواج.. بطبيعة الحال، المنظمومة #الفكرية العراقية اختلفت وتطورت كثيراً عن السابق، ولكن لا يعني أن العزوف عن الزواج هو أمر جيد».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.