دمشق (الحل) – يمرّ عيد الأضحى للمرة السادسة على أم ابراهيم، وولداها الوحيدان بعيدان عن عينيها، إثر هربهما في العام 2013 عبر قوارب الموت إلى ألمانيا في رحلة طويلة خاضها آلاف السوريين خلال موجات اللجوء وطلب النجاة من الحرب الدائرة في البلاد.

وكما كلّ مرة عندما يمرّ العيد، تعيش أم ابراهيم في غصّتها، إلا أن عزاءها الوحيد هو أنها تتواصل بشكل شبه يومي مع ولديها ببرامج الاتصال المجاني، مثل واتساب وتلغرام، لكن يبقى برنامج سكايب أساسي في التحدث والمشاهدة.

تطلبُ أم ابراهيم والتي بلغت من العمر خمس وخمسون عاماً، من أحد جيرانها أن يقوم بتحديث برنامج سكايب، فهي على موعد لكي تلقى ابنيها، وبالفعل تمت المكالمة بالصوت والصورة، وتقول أم ابراهيم لموقع الحل «لا يتوقف الأمر على ابراهيم ويوسف، بل بات السكايب وسيلة التواصل المفضلة لدي للحديث مع العديد من الأقارب المسافرين، والذين لا أتمكن من زيارتهم، لكن تبقى دائماً مشكلة بطء الانترنت هي العائق الأكبر لإتمام أية محادثة».

بالمقابل، يقول ابراهيم الابن البكر «السكايب يسمح بنقل الصوت والصورة، لكن هناك الكثير من التفاصيل الأخرى التي لا يمكن لأي برنامج أن ينقلها، مثل أن أعانق أمي وأقبل يدها وأشم رائحتها، سيبقى كل ذلك حسرة في قلبي حتى أرى أمي بشكل مباشر».

ويستعين السوريون اليوم بالوسائل الافتراضية لكي يبقوا على التواصل مع ذويهم داخل البلاد، بعد أن تجاوز عدد اللاجئين السوريين إلى الخمسة ملايين شخص، ولجميعهم أقارب وأهالي بقوا داخل سوريا.

يتابع ابراهيم «محادثة السكايب صعبة، وتحتاج لتنسيق مسبق، تشبه أخذ الموعد للزيارة، وبالفعل سجلت على قائمة مواعيدي عدة محادثات سكايب مع عدد من الأقارب والأصدقاء، وكانت أشبه بصلة الرحم التي كنا نقوم بها خلال العيد».

وكحال ابراهيم وأمه، يتواصل السوريون مع بعضهم البعض، إلا أن الأمر كان مختلف بالنسبة لأنس الذي يدرس في كلية اللغة العربية بجامعة دمشق، ويقول «أخي فرّ من الخدمة الإلزامية منذ خمس سنوات، واستقرّ في لبنان، ورغم قرب المسافة لا يمكنه المجيء إلى سوريا الآن لأنه لا يملك مالاً كافياً ليدفع البدل النقدي، أما اليوم فقد اتصلت به عبر سكايب، وزرنا سوية قبر أمي في مقبرة الدحداح بدمشق.. كان الأمر مؤلماً للغاية، لكن ليس في اليد حيلة».

 

إعداد: سعاد العطار – تحرير: سامي صلاح

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.