(فيديو) – القصف على إدلب…آلاف العائلات النازحة في مواجهة مصير مجهول شمال سوريا

(فيديو) – القصف على إدلب…آلاف العائلات النازحة في مواجهة مصير مجهول شمال سوريا

ريف إدلب (الحل) – على الأوتوستراد الرئيسي الواصل بين محافظة إدلب ومعبر باب الهوى الحدودي تتوافد عشرات السيّارات بشكل متواصل محمّلة بأمتعة الأهالي الهاربين من القصف والمعارك التي تشهدها قراهم وبلداتهم في الشمال السوري.

فاتساع رقعة القصف على مناطق ريف إدلب الجنوبي من قبل “الجيش السوري” وحليفته روسيا، إضافة إلى التقدم البرّي الذي حققته القوّات السوريّة، دفع بالآلاف من الأهالي إلى النزوح باتجاه الشمال بحثاً عن مأوى، بعد أن فقدوا أمل العودة إلى منازلهم.

“خرجنا بالثياب التي علينا” يقول أبو حسام وهو أب لأربعة أطفال اضطر لمغادرة قرية “مدايا” شمال غرب #خان شيخون أثناء المعركة التي انتهت بسيطرة “الجيش السوري” على قريته. ويتابع: “لم أستطيع حمل الأمتعة من منزلي بسبب اشتداد وتيرة المعارك والقصف في القرية، لا أستطيع البقاء في المنزل إذا سيطر النظام على منطقتنا، ما زلنا هنا ننتظر المجالس المحليّة والمنظمات كي تساعدنا، لم نعد نستطيع العودة إلى منزلنا في المستقبل القريب”.

حال أبو منذر حال المئات بل ربما الآلاف من العائلات التي غادرت منازلها إما بسبب المواجهات العسكرية حيث اقترب نقاط التماس من أماكن إقامتها أو نتيجة القصف الجوّي المكثف التي يشنّه الطيران الحربي السوري مدعوماً بالقوّات الروسيّة، والذي تسبب بمقتل عشرات المدنيين وتمدير المنازل والبنى التحتيّة في المناطق السكنيّة جنوب إدلب.

والاستهداف المتعمّد والمركّز للمشافي ومحطّات المياه وسائر المرافق الحيويّة جعل الحياة في بعض المناطق في إدلب أشبه بالمستحيلة، فلجأت آلاف العائلات إلى النزوح من منطقة إلى أخرى بحثاً عن أبسط مقوّمات وسبل الحياة.

وبحسب إحصائية فريق “منسقو الاستجابة” فإن ٢٢٣ من المنشآت الحيويّة تعرضت للاستهداف المباشر في ريف حلب الغربي ومحافظة إدلب، حيث تدمر بعضها بشكل كامل وخرج عن الخدمة خلال الأشهر الأربعة الأخيرة.

وتقول إحصائية “منسقو الاستجابة” في الشمال السوري إن أعداد النازحين قد يتجاوز الـ٨٠٠ ألف نسمة منذ شهر شباط الماضي، وذلك من قرى وبلدات مختلفة في المناطق المشمولة في اتفاق ما يعرف بـ “خفض التصعيد” في إدلب وحماة.

وشهدت المناطق السكنيّة بريف إدلب الشمالي وريف حلب إضافة على المناطق الحدوديّة اكتظاظاً كبيراً في السكّان، ذلك بعد أن وصلت مئات العائلات النازحة على مدار الأيّام القليلة الماضية.

ويؤكد مراسل الحل في إدلب أن عشرات العائلات تنتشر في مدينة إدلب دون مأوى، في حين ارتفعت أسعار الإيجارات ارتفعت بشكل “جنوني” في مدينة إدلب والمناطق الريفية القريبة منها.

ووصل سعر آجار المنازل في المناطق الشمالي إلى ٢٠٠ و٣٠٠ دولار أمريكي شهريّاً، ويؤكد ناشطون بأنه حتى المنازل المدمّرة جزئياً يتم تأجيرها إلى النازحين بسبب عدم توفر منازل كافية للأعداد الكبيرة التي وصلت مؤخراً إلى مدينة إدلب.

وعلى الحدود الغربيّة لمحافظة إدلب قرب الشريط الحدود يتجمع عشرات العائلات والشبّان الذين يطمحوا لعبور الحدود والوصول إلى الأراضي التركيّة، ذلك ما يعرضهم أيضاً إلى ابتزاز “المهرّبين” الذي يتقاضون مبالغ باهظة لقاء مساعدتهم في عبور الحدود خلسةً من عناصر حرس الحدود التركي “الجندرما”، في ظل إغلاق الحكومة التركيّة كافة أبوابها في وجه النازحين الهاربين من جحيم القصف والمعارك” شمال سوريا.

إعداد: فتحي سليمان – تحرير: مالك الرفاعي

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.