إدلب.. القوات النظامية تسيطر على خان شيخون ..هل تخلت تركيا عن فصائل المعارضة ؟

إدلب.. القوات النظامية تسيطر على خان شيخون ..هل تخلت تركيا عن فصائل المعارضة ؟

ريف إدلب (الحل) – تمكنت قوات الجيش النظامي والميليشيات الداعمة لها من دخول بلدة #خان شيخون جنوبي #إدلب والسيطرة عليها، بعد تمهيد جوّي ومدفعي مكثّف وعقب ساعات من استهداف الرتل العسكري التركي بريف إدلب، وبعد أيام من المعارك وُصفت بالأعنف منذ بدء الحملة العسكريّة على مناطق الشمال السوري.

وتتسارع الأنباء الواردة من خان شيخون التي باتت عنوان عريض، يتصدر عناوين الأخبار في سوريا، حيث تصر فصائل المعارضة أنها لا تزال تقاوم هجمات النظام المدعومة جوّاً باتجاه المدينة، وأنها أجبرت المجموعات المهاجمة على الانسحاب من المناطق التي تقدمت إليها، في حين يؤكد “الجيش السوري” سيطرته على المدينة، لكن ما هو مؤكد أن الساعات الأخيرة شهدت معركة محتدمة بين الجانبين لا تزال مستمرة حتى هذه اللحظات.

وما هو مؤكد أيضاً، أن مناطق المعارضة جنوبي إدلب والتي ظلّت “حصناً منيعاً” أمام هجمات “الجيش السوري” وحليفها روسي، على مدار الأشهر الأربعة الماضية، باتت أهدافاً سهلة أمام تلك القوات التي نجحت أخيراً في كسر خطوط الدفاع الأولى للفصائل والتقدم باتجاه “خان شيخون”.

ويرى المحلل العسكري “أحمد عبّاس” أن تقدم “الجيش السوري” السريع بريف إدلب جاء بعد تخلّي تركيا عن فصائل المعارضة، حيث أن الأخيرة مدّت فصائل المعارضة بالسلاح الثقيل خلال الفترة الماضية، ذلك ما ساعدها على الصمود أمام هجمات النظام المدعومة من سلاح الجو الروسي حتى وقت قريب.

ويقول “العبّاس” خلال حديثه لموقع (الحل): “تركيا ساهمت بصمود مناطق المعارضة خلال الأشهر الماضية، لكنها مؤخراً اتفقت مع روسيا على وصول الجيش السوري إلى الطريق الدولي حلب – دمشق، الشروط التي رفضتها الفصائل وفق الهدنة التي تسعى روسيا إلى تنفيذها عبر القتال”.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن “الجيش السوري” أعلن قبل أسبوعين خرق هدنة “أستانا”، عقب أربعة أيام فقط من الهدوء العسكري، بسبب عدم التزام الفصائل بشروط الجانب الروسي والتي تنص على سحب الفصائل لعتادها الثقيل لمسافة ٢٥ كيلو متراً بحسب اتفاق المنطقة المنزوعة من السلاح وفق ما يعرف بـ”اتفاق سوتشي”.

ويقول المحلل العسكري: إن “استخدام الجيش السوري لترسانته العسكري كاملة في المعركة الأخيرة إضافة إلى الدعم الروسي، كان بهدف الدخول إلى مدينة خان شيخون قبل نجاح الرتل التركي بالوصول إليها، وذلك للأهمية الاستراتيجية التي تتمتع بها المدينة لكل من المعارضة والنظام في الشمال السوري”.

ويضيف: “النظام يدرك أن تدخل تركيا أو إنشاء نقاط مراقبة جديدة في طريقه إلى خان شيخون من شأنه أن يعقّد المسار العسكري الذي اتخذه للوصول إلى المدينة وطريق حلب – دمشق، وبالتعاون مع روسيا حاول عرقلة القوّات التركيّة ومنعها من التقدّم بأقل الخسائر”.

وتشير التطورات العسكريّة الآن إلى أن القوّات التركية انحسر دورها بضمان عدم تجاوز “الجيش السوري” لخطوط اتفاق “سوتشي” أي وصوله إلى طريق حلب – دمشق الدولي وسيطرته على العديد من مناطق المعارضة المشرفة على الطريقة إضافة إلى مدينة خان شيخون، دون التقدم إلى إدلب المدينة وريفيها الغربي والشمالي.

وصول “الجيش السوري” وسيطرته على مدينة خان شيخون التي ربما تعلن خلال ساعات، تعني حصار العديد من المناطق بريف حماه الشمالي، بينها مدينة مورك التي تحوي نقاط مراقبة تركيّة بحسب اتفاقية خفض التصعيد.

وبالنظر إلى المجريات العسكريّة خلال الساعات الأخيرة،يجمع العديد من المراقبين على أن “اتفاق سوتشي ينفّذ بالقوّة” لكن يبقى التساؤل عن مصير فصائل المعارضة وما تبقى من مناطق سيطرتها في الشمال السوري، حيث نجح النظام في ابتلاع تلك المناطق واحدة تلو الأخرى، في ظل تخلي “الحليف الأبرز” وهو تركيا على حساب مصالحها الإقليمية والقوميّة، من خلال الاتفاق مع الأطراف الدوليّة باستخدام ورقة الشمال السوري.

إعداد: فتحي سليمان
الصورة: إنترنت

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة