(الحل) – يُحاصر الجيش السوري النقطة التركية الموجودة في بلدة مورك شمالي مدينة حماه دون أن يتعرّض لها بشكل مباشر، وبدون أن تسجل أي مناوشات أو تبادل لإطلاق النار، فيما يشبه وجود الجيش السوري بمحيطها، وضعية الحماية للنقطة التركية أكثر منها وضعية حصار.

التقط بعض الجنود صور سيلفي بجانب النقطة التركية دون أن تظهر على وجوههم أية حالات قلق أو خوف من التعرّض للهجوم، إذ اقتربوا من السور المخصص للنقطة، وأخذوا صوراً تذكارية، في حالة تشبه السياحة وليس المعركة.

ليس خفياً على أحد، أن مستوى التلاسن الإعلامي بين أنقرة ودمشق قد تراجع خلال الأشهر الأخيرة، واقترب إلى مستوى الصمت.

بالمقابل، يرى البعض أن ما يجري في الغرف المغلقة وتحت الطاولة، يختلف عما يتم تداوله في وسائل الإعلام، فالواقع السياسي التركي السوري الجديد يفرض نفسه، ويغير من موقع أنقرة التي كانت في صف «العدو» إلى موقع «المحايد» على الأقل.

وبعيداً عن آراء الشارع الانفعالي، على ضفتيه، الموالي والمعارض، فإن العلاقة التركية السورية على الصعيد الرسمي، ترسم إطاراتها الجديدة، في ظل تغيّر سلة المصالح بين الدول الكبرى المتورطة في سوريا، مثلا روسيا وأميركا وإيران والسعودية.

ونقل مصدر مقرب من أنقرة لموقع (الحل) عدم خشية عناصر القوات التركية الموجودة في نقاط المراقبة من تقدم الجيش السوري، وأكّد المصدر أن أحداً من عناصر الجيش السوري لم يتعرض أو يقترب من أي نقطة، بما في ذلك نقطة مورك القريبة من مدينة إدلب، والتي تقع في ريف حماه الشمالي.

وفي السياق ذاته، نقلت الوكالة الأوروبية عن ضابط في الجيش السوري، أن الجنود الأتراك قاموا بالتلويح بأيديهم لعناصر الجيش السوري، في إشارة إلى تبادل الملاطفة بين الطرفين، وإعطاء الأمان لكل طرف على حساب الآخر.

يرى محللون أن الجيش السوري لن يجرؤ على التعرّض لأي نقطة تركية، بل العكس، سيفتح لها الطريق من أجل إيصال الإمداد اللوجستي، مثل الماء والطعام والمحروقات، وسيبقى محافظاً على «مسافة الود» مع النقاط التركية، لمعرفة مصير المناطق التي انسحب منها في شمال غرب حلب، ليفسح المجال لتقدم الأتراك، على حساب المناطق التي أخذها الجيش السوري في ريفي إدلب وحماه!

سامي صلاح

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.