ترجمة خاصة- الحل العراق

مع دخول عملية “إرادة النصر” في #العراق مرحلتها الرابعة للبحث عن قادة التنظيم، باءت محاولات فهم وتحديد من هم قادة تنظيم #داعش العسكريين الحاليين بالفشل.

فبحسب تصريحات العديد من المصادر ومحللي الأمن العراقيين، يُعتقد أن #أبو_بكر_البغدادي وغيره من قادة التنظيم العراقيين الرئيسيين متواجدون في #سوريا اليوم، لكن لا معلومات أخرى تواترت بعد ذلك.

ويشير أحد المصادر، وهو من أهالي مدينة #دير_الزور وهو يتمتع بعلاقات واسعة لا يمكن ذكر اسمه حفاظاً على سلامته، بأن شخصاً يُعرف باسم “جبّار العراقي” قد يكون هو المفتاح لتحديد ومعرفة مكان تواجد البغدادي.

ويُعرف هذا المصدر بتقديمه إحداثيات للتحالف الدولي لأهدافٍ لمواقع تنظيم داعش في سوريا في السابق. المصدر ذاته بيّن أن “جبّار العراقي” ينتمي إلى #قبيلة_الشمر، «إنه بدوي عراقي يستخدم انتمائه هذا لصالحه ليتمكن من تمرير قادة تنظيم داعش عبر الحدود».

حيث تعتبر قبيلة الشمر من أكبر القبائل في العراق، كما أن هناك أيضاً عدد كبير من أفراد هذه القبيلة شمال شرقي سوريا.

ويشير المصدر إلى أن “جبّار العراقي” هو قائدٌ عسكري لولاية الجزيرة وأنه شخصية مقرّبة جداً من البغدادي.

مُضيفاً أن «مصادر محلية عدّة أخبرته بأن البغدادي قد فرّ من #الباغوز السورية، آخر معاقل تنظيم داعش، خلال المعركة التي وقعت هناك بين شهري شباط وآذار من العام الحالي».

«حيث عبر زعيم تنظيم داعش الحدود إلى العراق مع رعاة الأغنام ليقضي هناك بعض الوقت في صحراء #الرمانة العراقية غربي منطقة #الأنبار. لكنه اليوم، وبحسب ذات المصدر، موجود على الجانب السوري من الحدود العراقية السورية» يؤكّد المصدر.

ونفى ادعاءات بعض المسؤولين في الاستخبارات بأن البغدادي قد أصيب بالشلل نتيجة تعرضه لإصابة خلال معركة تحرير الباغوز، حيث تصعب عليه تلك التحركات لو كانت المعلومة صحيحة.

ويتزامن خبر وجود البغدادي في سوريا، على أية حال، مع ما قيل من قبل مصادر رفيعة المستوى في #الاستخبارات_العسكرية_العراقية لمكافحة الإرهاب، كما أنه رأي يدعمه بشدّة “فاضل أبو رغيف”، محلل الأمن العراقي.

وفي الوقت ذاته، فإن الإعلان الزائف الذي ظهر مؤخراً عن قرار يُدّعى بأن البغدادي قد اتخذه بشأن “مدير” جديد للعمليات اليومية للمجموعة الإرهابية الدولية قد أثار حيرة المراقبين.

وفي مقابلةٍ سابقة مع “أبو رغيف”، يؤكّد الأخير أن «الاستخبارات العراقية تعتقد أن عبد الله قره دوش هو في أي حال من الأحوال المسؤول عن إدارة العمليات التنفيذية اليومية لتنظيم داعش الآن».

وأضاف بأن «”عبد الله قره دوش” كان قائداً دينياً للقاعدة مقرّب من العديد من قاده تنظيم داعش الرئيسيين، مثل الشخص الثاني السابق في القيادة #عبد الله_العفري والذي قتل قبل انضمامه إلى التنظيم في العام 2016».

وأشار “أبو رغيف” إلى أن لـ “قره دوش” «ثلاث أخوة، أحدهم كان في السجن قبل أن يتم قتله، والآخر والذي كان أستاذاً جامعياً في #جامعة_الموصل وقد قتل أيضاً، أما الثالث فقد كان رئيساً سابقاً لجمعية التركمان في #تلّعفر ويتواجد حالياً في العاصمة التركية #أنقرة».

وأكد “أبو رغيف” بأن «قره دوش والبغدادي كانا قد تجادلا في السابق، لكن ترك كلّ منهما الماضي وراءه عندما دخل الأخير إلى مدينة الموصل في العام 2014».

مشيراً إلى أن «البغدادي حاول مؤخراً دفع قره دوش إلى العودة إلى العراق من سوريا في محاولةٍ منه لإعادة بناء التنظيم الإرهابي في البلاد».

وشدّد “أبو رغيف” على أنه «لا شك أن البغدادي يتواجد الآن في سوريا، وذلك منذ أن لم تعد الأراضي العراقية أرضاً خصبة للتنظيم. حيث يمكن رؤية مؤيدين وداعمين أكبر للتنظيم في كل من إدلب والمنطقة القريبة من تدمر، وكذلك في مخيم الهول الذي يضم عشرات آلاف الأشخاص اليوم».

حيث يزعم “أبو رغيف” بأن كل هؤلاء المتواجدين في مخيم الهول من رجال وأطفال ونساء “جميعهم” يدعمون تنظيم داعش.

وهناك اتصال دائم يجمع “أبو رغيف” بالعديد من الشخصيات رفيعة المستوى في أجهزة الأمن العراقية مساهمةً في عملية مكافحة الإرهاب في العراق.

فبحسب أبو رغيف، فإنه «من المتوقع أن يتم الوصول إلى معلومات مهمة من أكثر من 1600 معتقل من أعضاء تنظيم داعش الذين تم نقلهم من سوريا إلى العراق خلال الأسابيع القليلة الماضية. حيث يتم استجوابهم الآن في سجن المثنى الواقع في بغداد».

وبحسب “هشام الهاشمي”، خبير أمن ومكافحة الإرهاب في العراق، فإن تنظيم داعش «قد عمل منذ عام 2018 على تغيير منهجه الأمني ليصبح أكثر سرية بشأن الإعلان عمن هم قادته».

وقال: «في الوقت الحالي، ليس هناك أية فكرة عن التسلسل الهرمي لقادة تنظيم داعش».

كما أشار الهاشمي إلى أن «الولايات المتحدة الأميركية قد حددت مكافأة لمن يدلي بمعلومات تفيد بمكان تواجد ثلاثة من كبار قادة التنظيم، من بينهم رئيس المالية ورجلين من قبيلة الجبوري، في حين لم يخض بتفاصيل أخرى».

ويقول “الهاشمي” مسلطاً الضوء على أسباب هزيمة داعش: «لقد خلق التنظيم أعداءً له في كل مكان حط به، بما في ذلك كل من تنظيم القاعدة والإخوان المسلمين وميليشيا المقاومة الشيعية والقوات الكردية، فضلاً عن الولايات المتحدة الأميركية وروسيا والاتحاد الأوروبي وإيران وتركيا وجامعة الدول العربية. أما القبائل التي دعمت التنظيم وانضمت إليه فقد فعلت ذلك مجبرة بالإكراه والترهيب».

ويبدو أن الهجمات الإرهابية التي وقعت في مناطق شرقي سوريا في الأسابيع القليلة الماضية قد تكون مرتبطة بالاستياء المحلي من إدارة قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد لمنطقة دير الزور ذات الغالبية العربية.

وبالنظر إلى الصعوبات التي تواجه السلطات في تحديد هوية القادة الجدد في تنظيم داعش أو التعرف على القادة الناجين من المعارك ومع تحول التركيز الآن في العراق نحو قضايا أخرى، فإنه من المحتمل أن يتم إهمال مطاردة البغدادي، الشخصية الاستراتيجية الأهم، والقادة العسكريين والدينيين للتنظيم خلال الوقت الحالي على الأقل.

عن موقع (AL-Monitor) الأميركي- ترجمة الحل العراق

تحرير- فريد إدوار


هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.