قاموس إعلامي بثلاث لغات لتطوير لغة وسائل الإعلام الكردية

قاموس إعلامي بثلاث لغات لتطوير لغة وسائل الإعلام الكردية

في خطوة هي الأولى من نوعها، أطلق عدد من الكتاب والصحفيين في القامشلي، مؤخراً، مشروع تأليف وإعداد قاموس تخصصي، من شأنه أن يساهم في “وضع لغة معيارية” لوسائل الإعلام الكردية في سوريا.

“مشروع القاموس الإعلامي ثلاثي اللغة”، بدأ شهر آب الفائت، على أن يستمر 10 أشهر، يتم فيها إعداد معجمين (عربي-كردي-إنكليزي) و(كردي-كردي-عربي-إنكليزي)، مع “التركيز” على اللغة الكردية من ناحية وضع السياقات لكل مصطلح، وتحديد جنس الكلمة و كيفية توظيفها، إضافة الى كتابة المرادفات.

ووفق الكاتب والصحفي فريد ميتان(من المشاركين في المشروع)، فإن إطلاق المشروع جاء بهدف المساهمة في “وضع لغة معيارية موحدة لكافة الوسائل الإعلامية الكردية في سوريا و عموم كردستان، خصوصاً من ناحية المفردات الاصطلاحية، وسياقاتها، ولضبط الأخطاء الشائعة”، ويُرجع “ميتان” في حديث لموقع “الحل”، الدوافع وراء إطلاق المشروع إلى ملامسة ما وصفه بـ”النقص الواضح في المكتبة الكردية وخصوصاً من ناحية القواميس والمعاجم التخصصية” بعد تأسيس الإدارة الذاتية وما رافقها من إطلاق العشرات من الوسائل الإعلامية الكردية، ذلك أن حركة النشر والثقافة الكردية “تعرضتا للشلل” من قبل الأنظمة المتعاقبة على حكم سوريا، وذلك عن طريق “خطة أمنية استخباراتية ممنهجة، منذ خمسينات القرن المنصرم إلى بداية الأزمة في البلاد”، بحسب رأيه.

ويضيف “ميتان” أن عملهم يتضمن الرجوع الى الكثير من المعاجم، الكردية بلهجتيها “الكرمانجية” و “السورانية”، وكذلك الفارسية، والعربية-الإنكليزية، بالإضافة إلى الصحف و المجلات الكردية القديمة، مشيراً إلى اعتمادهم “مبدئيا على قاموس الإعلام العربي (Arabic Media Dictionary) لمصطفى الهلالي، الذي يعتبر كقاموس عربي-إنكليزي حديث”.

“قاموس للهواتف المحمولة”
أوضح الصحفي أنهم يعملون على “وضع مسرد بأسماء الدول، والمدن الكردستانية، والأحزاب، والمؤسسات والمنظمات المحلية والإقليمية والدولية باللغة الكردية”، كما سيتم إنشاء تطبيق إلكتروني للهواتف المحمولة (اندرويد – آيفون)، “لأجل الاستفادة من المشروع لأقصى حد ممكن”، بحسب تعبيره.
ويقول “ميتان” الذي يعمل في الإعلام الكردي والمتخرج من المعهد الكردي للعلوم التربوية، إن المشروع يشارك فيه مختصون بعلوم اللغة الكردية و لهم تجربة في المجال الإعلامي؛ مثل “إبراهيم خليل”: كاتب ومترجم كردي خريج أدب فرنسي. و”عبدالله شيخو”: مترجم كردي و يدير دار نشر، و “هوشنك نوح”: يعمل كمحرر لدور النشر و مختص في المجال التقني.

ويضيف أن المشروع الذي تشرف على تنفيذه منشورات “نقس”، وتدعمه وكالة نور برس(NPA)، يسعى إلى أن يكون هذا المعجم مرجعاً للوسائل الاعلامية المسموعة و المقروءة و المكتوبة، وأن يساهم في “وضع حد للعوائق” التي يواجهها الوسط الاعلامي من الناحية اللغوية، و أن يكون “معجماً إعلامياً شاملاً”، يمكن المحررين و المدققين و المراسلين والمقدمين و الكتاب الصحفيين الاستفادة منه والاستناد عليه.

“بداية لمشاريع مستقبلية”
ويأمل “ميتان” أن يكون مشرع القاموس الثلاثي اللغة مقدمة لإعداد معاجم و قواميس كردية تخصصية في كافة المجالات، الأمر الذي من المفترض أن يستمر، لكونه “عمل ضروري في هذه المرحلة”، بحسب رأيه، ولكن استمرارية العمل مرهونٌ” بتبني و دعم المشروع من قبل جهات رسمية.

وعبر الصحفي عن اعتقاده أن الوسائل الاعلامية بـ”حاجة ماسة” الى مثل كهذا معجم، لذلك من “المفترض أن يتم اعتماده كمرجع أساسي”، مؤكداً أنهم سيعملون على مناقشة هذه المسالة مع المؤسسات المعنية كاتحاد الإعلام الحر و المجلس الأعلى للإعلام.

ورغم أن المشروع يستهدف الإعلام الناطق بالكردية بشكل خاص، إلا أنه يوفر الفرصة للاستفادة منه للوسائل الإعلامية الناطقة بالعربية والإنكليزية، وفق إدارة المشروع.
وتعمل العشرات من وسائل الإعلام الكردية في مناطق الإدارة الذاتية، تبث غالبيتها باللغتين العربية والكردية، إلى جانب برامج تقدم باللغة السريانية، ونشرات باللغات الأجنبية.

وشهدت مناطق الإدارة الذاتية فورة في وسائل الإعلام، عقب تراجع سيطرة النظام إلى المربعين الأمنيين في مدينتي القامشلي والحسكة. لتتوافد العديد من وكالات الإعلام العالمية والعربية بعد تدخل التحالف الدولي في الحرب على تنظيم “داعش”، عام 2015.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.