محاولة انتحار تتستر عليها العائلة بعبارة “كانت تنشر الغسيل”

محاولة انتحار تتستر عليها العائلة بعبارة “كانت تنشر الغسيل”

“كانت تنشر الغسيل عالسطح”، عبارة ردّدها الكثير من الأهالي في قرية #صباح_الخير التابعة لمحافظة #الرقة للتستر على محاولة انتحار الطفلة ح. أ (16عاماً) المتزوجة والمطلقة حديثاً، واقعة تجسد مأساة متكررة تواجه ليس فقط الفتيات القاصرات وإنما الكثير من النساء في المحيط ذاته.

فبعد أن أُرغمت على الزواج من شخص يكبرها ب 14 عاماً، وجدت ح. نفسها بعد أقل من عام امرأة صغيرة مطلقة محبوسة في منزل والديها الذان حملاها مسؤولية فشل زواجها، إذ منعاها الخروج من المنزل والاختلاط بأحد لأنها من وجهة نظرهما، “قد جلبت العار لهم أمام أفراد العشيرة والقرية ككل”.

فبحسب مصادر خاصة لموقع «الحل» من القرية ذاتها، “أقدمت الطفلة على الانتحار في منتصف الشهر الفائت؛ وحتى اليوم، ما تزال ترقد في إحدى المشافي الخاصة في مدينة الرقة”.

وفي التفاصيل التي حصل عليها موقع «الحل»، “تمّ تزويج ح. قسراً من ابن عمتها، الذي يعمل في إحدى دول الخليج والذي يكبرها بـ 14عاماً، وبعد سنة من الزواج لم يتفق الزوجان، وكانت الخلافات مستمرة بينهما لعدم حدوث حمل خلال تلك المدة، وتحميل زوجها لها المسؤولية بذلك إلى جانب أسباب عدة ومنها محاولة ح. إكمال تعليمها ورفض الزوج وعائلته ذلك، لينتهي الزواج بالانفصال، وتعود ح. إلى منزل والديها”.

ونتيجة لشدة الضغوطات الممارسة عليها سواء من محيطها العائلي أو الاجتماعي، أقدمت على الانتحار عبر رمي نفسها من سطح منزل عائلتها التي بررت الأمر للجيران وباقي سكان القرية بأنها وقعت أثناء نشرها للغسيل، ليتستروا على واقعة محاول الانتحار.

تم إسعافها إلى مشفى بلدة #الكسرة بريف #دير_الزور_الشمالي اختصاراً للوقت والمسافة وتجنباً للمسائلة من قبل الأمن العام التابع لقوات سوريا الديمقراطية «قسد» في حال قاموا بإسعافها إلى مشفى الرقة الوطني والخوف من انفضاح السبب الحقيقي لما أصابها، لتدخل في غيبوبة لمدة 6 أيام، إلا أن حالتها انتكست مرة أخرى لتصاب بنزيف دماغي ، مما استدعي نقلها إلى مشفى خاص في مدينة الرقة

مراسل موقع «الحل» في ريف ديرالزور الشمالي حاول الاستفسار عن وضع الفتاة من إدارة المستشفى إلا أنهم رفضوا تقديم أية معلومة إلا بموافقة الأهل الذين أصروا على أن الحادثة كانت عرضية وليست محاولة للانتحار.

تجسد هذه الحادثة الواقع الأليم الذي تتعرض له النساء بالعموم في المنطقة سواء من ناحية العائلة أو المحيط الاجتماعي، فـ ح. ليست القاصر الأولى ولا الأخيرة التي تزوجت بهذه الطريقة في مجتمع ذكوري معتاد على تجاهل رغبات النساء وإنكار حقوقهن. فمحاولة الانتحار التي قامت بها ح، تجسد أيضاً قسوة وجهل العائلة التي تهتم بما سيطلقه المحيط من أحكام على حساب الوضع النفسي والصحي لطفلتهم التي لاتزال معلقة بين الحياة والموت.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.