بعد جريمة الـ 14 داعشياً.. ناجيةٌ إيزيدية تواجه أحدهم أمام محكمةٍ ألمانيّة

بعد جريمة الـ 14 داعشياً.. ناجيةٌ إيزيدية تواجه أحدهم أمام محكمةٍ ألمانيّة

في الشهر المقبل، ستسافر “شذى” إلى ألمانيا لمواجهة أحد مغتصبيها في المحكمة والذي يواجه المحاكمة في بلده الأوروبي لانتمائه إلى تنظيم داعش، حيث تعتزم “شذى” الشهادة ضدّه.

———————————————————-

ترجمة- الحل العراق

في أحدِ أيام الشتاء القارسة، وبينما كان عام 2017 يشارف على الانتهاء، أُنقِذت “شذى سليم بشار” من الجحيم، فعادت هذه الفتاة الإيزيدية إلى بيتها بعد نحو /3/ سنوات ونصف من الاستعباد الجنسي لدى تنظيم #داعش في #سوريا والعراق.

تقول “شذى” /28/عاماً، بحزن: «لا أستطيع أن أنسى اليوم الذي اغتُصِبت فيه لأول مرة». وتضيف: «لقد تم الاتجار بي أربعة عشر مرة بين الجهاديين».

“شذى” التي اختُطِفت إلى جانب والدتها وشقيقتها وشقيقيها الصغيرين، ادعت في البداية أنها أم شقيقها الأصغر والذي يبلغ من العمر فقط ثلاثة سنوات، ظناً منها أنها سوف تُنقذ نفسها من #الاغتصاب إذا ما ظن مقاتلو داعش أنها ليست عذراء.

لكنها اغتُصبت من قِبل كل مستعبديها والبالغ عددهم /14/ رجلاً، وعلاوةً على ذلك، اُستخدمت هذه الشابة الصغيرة كدرعٍ بشري من قبل جهاديي التنظيم، حيث دُفع بها إلى خطوط الجبهة في سوريا وأجبِرت على مشاهدة أفضل صديقةٍ إيزيدية لها وهي تموت في #ساحة_المعركة.

وكان من المفترض أن يكون حدث لم شملها بعائلتها مجدداً بعد أشهر سبباً للابتهاج، إلا أن عائلة صديقتها أيضاً وصلت مبتهجة ظناً أنه قد تم إنقاذ جميع النساء سويةً. وكانت “شذى” تحمل الأخبار المدمرة لتلك العائلة.

وبرغم كل الأمور التي تحملتها “شذى” منذ أن اقتحم تنظيم داعش قريتها #كوجو، الواقعة على سفوح #جبل_سنجار العراقي في الخامس عشر من شهر أغسطس آب 2014، فإن جروحها النفسية والجسدية أصبحت حكايتها.

ففي الشهر المقبل ستسافر “شذى” إلى #ألمانيا لمواجهة أحد مغتصبيها في #المحكمة والذي يواجه المحاكمة في بلده الأوروبي لانتمائه إلى تنظيم داعش. حيث تعتزم الشهادة ضدّه، وذلك بحسب ما صرح به ممثل مكتب الرئيس الكردي لقناة (فوكس  نيوز).

لقد مرّ ما يزيد عن خمسة أعوام منذ أن عاث تنظيم داعش خراباً في قرى #سنجار العراقية، حيث ذبح آلاف الأطفال والرجال #الإيزيديين واختطف آلاف الفتيات والنساء ليستعبدهن جنسياً. وتريد شذى أن تكون صوت من لا صوت له. تريد أن تذكّر العالم ألا ينسوا طائفتها المكسورة والتي تُركوا تشقى وحدها بدون مساعدةٍ تُذكر.

وبحسب إحصاءات مكتب شؤون المختطفين، الذي أنشأه رئيس حكومة #إقليم_كردستان الحالي #نيجيرفان_بارزاني عام 2014 لإنقاذ الإيزيديين المختطفين، فإنه لا يزال هناك 550 ألف إيزيدي في #العراق الذي مزّقته الحرب، وحوالي 360 ألف إيزيدي منهم لا يزالون نازحين.

فقد قتل ما لا يقل عن 1293 إيزيدي في الثالث من شهر آب 2014 والأيام القليلة التي تلته بداية احتلال داعش لقرى سنجار. وتم اختطاف ما مجموعه 6417 من الإيزيديين في ذلك الوقت، 3548 من الإناث و2869 من الذكور.

وقد تم توثيق حوالي 3509 إيزيدياً على أنهم ناجين من هذه المحنة: 1192 امرأة و337 رجلاً و1033 فتاة و947 من الفتية. وما تقشعر له الأبدان أن 2908 من الإيزيديين لا يزالون في عداد المفقودين، 1323 من الإناث و1585 من الذكور.

فيما يبلغ عدد الأيتام الذين خُلقوا نتيجةً للغزو 7452، أما عدد الإيزيديين الذين هاجروا خارج موطنهم الأصلي العراق فقد وثّق بما يزيد عن 100 ألف شخص.

وعلاوةً على ذلك، فقد تم اكتشاف 80 مقبرة جماعية في منطقة سنجار. فقد هاجم مسلحو تنظيم داعش /68/  من معابدهم الدينية على مدار سنوات الغزو الأربعة.

وفي الوقت الذي أنقذ فيه #مكتب_شؤون_المختطفين شذى ووالدتها وشقيقتها، فإن شقيقيها اللذين كانا فقط بعمر 8 و 3 سنوات، لا يزالان في عداد المفقودين. وكانت المرة الأخيرة التي شاهدوا فيها الطفلين هي عندما تم نقلهم إلى معسكرات تدريب داعش. «نحن بحاجة إلى المساعدة لإنقاذ بقية الناس الذين لا يزالون مفقودين»، تقول شذى.

وكانت آخر عملية إنقاذ قام بها مكتب شؤون المختطفين الأسبوع الماضي، حينما أنقذ فتاتين إيزيديتين تم استعادتهما من المعقل الأخير للمعارضة السورية المسلحة “إدلب”.

فمنذ انهيار #دولة_الخلافة رسمياً في وقت سابق من هذا العام، عمل مكتب شؤون المختطفين وبالاعتماد على مصادره على تحديد أماكن تواجد الفتيات والفتية المفقودين عبر سوريا وتركيا. ويُعتقد أن العديد منهن لا يزلن مموهات على أنهن زوجات مسلمات، حيث المعاناة  من العذاب مع الإرهابيين.

ويُعتبر شقيقي شذى ليسا إلا اثنين من آلاف الفتية الإيزيديين الذين تم سحبهم إلى عرين داعش ليجبروا على التدرّب على حمل السلاح وتغيير دينهم.

حيث تقول “آن سبيكارد”، مدير المركز الدولي لدراسة التطرف (ICSVE) وأستاذة مساعدة في الطب النفسي في جامعة جورج تاون: «إن الفتية الإيزيديين الذين أجبروا على تلقي التدريبات في دولة “الخلافة” غالباً ما يكونون من بين المقاتلين الأكثر شجاعة الذين يتطوعون لتنفيذ المهمات الانتحارية، معتقدين بأنهم سوف يذهبون إلى الجنة».

وتضيف: «لقد تم فصل هؤلاء الفتية عن أقاربهم من الذكور الأكبر سناً من قبل تنظيم داعش الذي قتلهم رمياً بالرصاص، وكذلك عن أمهاتهم وأخواتهم. بالطبع، سوف يختارون أي سبيل للهروب يعرض عليهم، هروبٌ مستساغ من الألم النفسي العميق وحزن ولوعة الفراق التي لا تطاق».

من جهته، يطالب “حسين القايدي”، المدير الإيزيدي لمكتب شؤون المختطفين، بالحصول على موافقة من الحكومة المركزية لإجراء اختبار الـ DNA لمقاتلي داعش الأجانب وعائلاتهم في أماكن احتجازهم.

يقول “القايدي”: «نعتقد بأن من بينهم إيزيديين. إذا ما استعادت الدول الأجنبية مقاتليها فقد تأخذ الأطفال الإيزيديين معها». ويضيف مشدداً: «عندها سوف يختفون إلى الأبد».

#الديانة_الإيزيدية التي تمنع الزواج من غير ديانة أو تغيير الدين، تطرح فكرة دمج الأطفال الذين خلقوا نتيجة تعرض أمهاتهم للاغتصاب من قبل الآباء المنتمين لداعش.

وقد دعا شيوخ الطائفة إلى تبنّي هؤلاء الأطفال، لكنها فكرة تبدو غريبة ومقلقة بالنظر إلى هذه الأقلية التي عاشت طوال حياتها منعزلة لفترة طويلة بين الأراضي الزراعية الهادئة.

ومن غير الواضح بالضبط كم هو عدد الأطفال الذين ولدوا نتيجة هذه المأساة. وفي الوقت الذي أعلنت فيه السلطات الدينية الإيزيدية بأنها سوف تتجاوز تقاليدها القديمة وتقبل بالأطفال على أنهم إيزيديين، فإن المسألة تتعقد أمام قانون بغداد الذي ينص على أن يدين الطفل بدين الأب.

وكما هو الحال اليوم، يعيش معظم الإيزيديين في خيامٍ رثّة في مخيمات النازحين وفي المساكن المنهوبة والمهجورة عبر سهول نينوى.

تقول “ليزا ميارا”، من مؤسسة منظمة ربيع الأمل: «البنى التحتية مدمّرة. من الضروري ترميم الحمامات العامة. هناك نقص مستمر بالماء والكهرباء في مخيمات النزوح والمناطق المحلية. بعض الإيزيديين لا يزالون يكافحون من أجل الحصول على طعام».

وتضيف بأسف: «تعاني بعض النسوة من متلازمة ستوكهولم وترغبن بالعودة إلى آسريهم. لا تزال هناك نساء إيزيديات محتجزات كزوجات لجهاديي تنظيم داعش».

كما لاحظت “سبيكارد” بأن الصدمة التي تعاني منها بعض النسوة الإيزيديات عميقة جداً بحيث تستعيد الواحدة منهن حدث اغتصابها والذي أشارت إليه “سبيكارد” باسم “النوبات الزائفة”.

فتتحدث “سبيكارد” عن إحدى الحالات قائلة: «استيقظت إحدى الفتيات الشابات مرتبكة وباكية. شقيقاتها يقلن بأنها هي السبب الذي يجعلهن يتجنبن الحديث فيه عن داعش ومحنة اغتصابهن لتجنب حدوث مثل هذا الموقف الذي يتكرر مع أختهن مرات عدّة في اليوم».

“شذى” وعائلتها هم من بين الآلاف الذين تُركوا في مخيم النزوح على أطراف مدينة “دهوك” الكردية. وبالرغم من أنه ليس لديهم سوى القليل من المساعدات، إلا أنها قالت بأن مخيمها هذا والذي يسمى “روانجا” يحتوي على كرفانات مجهّزة على الأقل.

فالعديد من المخيمات الأخرى محشوّة بالخيام المثبتة بالحبال منذ عام 2014، وتتمنى أن تجد تحسينات ولو صغيرة.

تقول شذى: «الإيزيديون لا يحتاجون إلى صناديق المعونات الغذائية فقط، نحن نحتاج ضماناً يؤكد لنا أنه بإمكاننا أن نبقى على قيد الحياة. لا يمكننا قضاء حياتنا كاملة في المخيمات. نحن نريد أن نذهب إلى بيوتنا، ولكن لا نستطيع الذهاب إليها بدون الأمان».

لكن الأمان المنشود، لحد الآن، هو شيء من الوهم. فأعلام داعش السوداء لا تزال ترفرف في الظل. «الهجمات التي يقوم بها تنظيم داعش لا تزال تحدث بشكلٍ منتظم، فالبعض منها يستهدف الإيزيديين على وجه التحديد. والطائفة الإيزيدية تعرف هذه الحقائق»، يقول “إيان برادبولي” وهو المدير التنفيذي لـ NAEF وهي جمعية غير ربحية تركز على المساعدات الإنسانية ومساعدة ضحايا العنف القائم على النوع الاجتماعي.

ويختم قائلاً: «بعد خمسة سنوات، هناك القليل من الأمل بأن يعود الإيزيديون إلى مظاهر حياتهم السابقة حيث كانوا يعيشون على سفح سنجار ووديانه».

عن موقع (Fox News) الأميركي- ترجمة الحل العراق

تحرير- فريد إدوار


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة