معوقات مستمرة بوجه الطلبة السوريين في تركيا في بداية عامهم الجديد

معوقات مستمرة بوجه الطلبة السوريين في تركيا في بداية عامهم الجديد

بعد انقضاء الأسبوع الأول للعام الدراسي في #تركيا، لايزال غالبية أولياء أمور التلاميذ والطلاب السوريين في حالة ضياع بين إدارة المدرسة ومديرية التربية ودائرة النفوس.

بعد حصول طالب الصف الرابع على ورقة «الدنكلك» وهي بمثابة شهادة تعديل بسبب صدور جلاء الطالب من المدارس المؤقتة، يقوم أولياء الأمور بمراجعة أقرب مدرسة لسكنهم، لتبدأ الأعذار من قبل إدارة المدرسة وفقاً لما تحدث به أبو أحمد من تجربته في مراجعة مدرسة هوشكور لتسجيل ابنه، يقول «بدأ المدير التركي الحديث بوجود المترجم السوري عن سكني وبأنه توجد مدرسة أقرب من هذه المدرسة إليه، حيث كان ردي، بأن مدرسة هوشكور هي الأقرب إلينا، ليتهرب بعدها من النقاش والاكتفاء بالصمت، سألت المترجم، هل سيتم تسجيل ابني بها، يهمس المترجم بأذن المدير، ليخبرني بعدها بضرورة إحضار ورقة عنوان البيت من النفوس».

وبعد عناء طويل لشدة الازدحام في دائرة النفوس، عدت إلى المدرسة ومعي ورقة العنوان، إذ تم تسجيل ابني في المدرسة كما يقول المدير في قائمة الاحتياط أي أنه سيباشر الدوام، إذا كان له مكان بها، حيث أخبرني المترجم، بأنه من الأفضل البحث عن مدرسة أخرى، لأن الطلاب الذين سجلوا وبعد معاناة كبيرة في هذه المدرسة لن يتركوها، وفق قوله. ولازال أبو أحمد ينتقل من مدرسة لأخرى وذات الكلام يتكرر.

أما الحاج نجيب فيلخص معاناته متحدثاً لموقع «الحل» بالقول : ( من خمسة عشرة يوم وأنا أراجع المدرسة، وكل ما منروح لعند مدير المدرسة بيقول ارجعوا بعد كم يوم، واليوم الخميس بيقول انتهى التسجيل ومافينا نستقبل، ومامنعرف لوين نتوجه ولمين نشتكي ).

من جهته يقول أبو عمر (والد أحد الطالبات) لموقع «الحل»، “قمت بتسجيل ابنتي في الصف الخامس في مدرسة قريبة من بيتنا قبل أسبوعين من بداية الدوام، وفي اليوم الأول للدوام، وبعد ساعة من بدايته تمّ إخراجها من المدرسة، بحجة أن عدم وجود قيد لها، يتساءل أبو عمر ماذا سأفعل، فعند مراجعة أي مدرسة سيكون الجواب جاهزاً التسجيل انتهى، أين كنت كل هذا الوقت؟”.

توجهنا بالسؤال للأستاذ علي وهو إداري في إحدى المدارس المؤقتة عن إجراءات التسجيل لطلاب الصف الأول والصف الخامس وعن المعوقات، ليجيب: «وجهت مديريات التربية بتعليمات من أجل تسجيل الطلاب السوريين بأنه يتم قبول جميع الطلاب المتقدمين وفقاً لعنوان النفوس، إلا أن الأعداد الكبيرة للطلاب تجعل المدراء يقبلون بعدد محدد ورفض البقية، وذلك وفقاً للطاقة الإستيعابية للمدرسة من جهة، ووفقاً لأهالي الطلاب الأتراك من جهة أخرى والذين يرفضون رفضاً مطلقاً تسجيل أبنائهم بشعب صفية فيها أعداد كبيرة من السوريين».

وضرب مثالاً على ذلك، بموقف حدث أمامه مع والدة لأحد الطلاب الأتراك، حيث طلبت من الإدارة تسجيل ابنها بشعبة صفية لا يتواجد فيها طلبة سوريين، بحجة أن الطلاب السوريين مضطربين نفسياً، وأنها لا ترغب بأن يكتسب ابنها ثقافة عربية.

يتابع، متحدثاً عن مثال آخر، بأن هنالك مدرستين بجانب بعضهم يتواجد فيهما حوالي 500 طالب مستحقين التسجيل في الصف الخامس بفوج صباحي مع الطلبة الأتراك، فمن الطبيعي أنه لن يتم استيعابهم جميعاً، وأن التربية غير جادة في إيجاد الحل مناسب، وإنما الإدارة تراهن على ملل الأهالي وتعبهم، بعدم مراجعة المدارس، لتبرر ساحتها أمام مديرية التربية، بأننا لم نرفض أحداً على الإطلاق، وإنما الأهالي لا يقومون بتسجيل أبنائهم .

أما بالنسبة لطلاب الصف الثامن فيتم فرزهم لثلاثة أنواع من الثانويات إمام وخطيب وثانوية المسلك (المهني) وثانوية الأناضول (العامة) وذلك بعد خضوعهم لامتحان « lgs» امتحان الترجيح، إلا أن العدد الأكبر من الطلاب السوريين لم يخضعوا لهذا الامتحان، بسبب الضعف العلمي واللغوي، فغالبية الطلاب المسجلين في الصف الثامن، لديهم انقطاع في المراحل الدراسية السابقة.

بدوره تحدث الأستاذ سعد عن الموضوع لموقع «الحل» قائلاً: إن «عدد كبير من الطالبات لم يأتين ليأخذن ورقة الدنكلك للالتحاق بالثانوية، فقد تم فرز عدد كبير منهن لمدارس المسلك والتي لا يرغب معظم الأهالي بتدريس بناتهم فيها، بسبب الاختلاط ومدة الدوام الطويلة»، لافتاً إلى أن «قلة عدد المدارس الثانوية وبعدها عن أماكن سكن الطلاب، يزيد التكاليف المادية على الأهالي، الذين يعانون بالأصل من ثقل الحياة وأعبائها» وفق تعبيره.

واختتم حديثه بالقول إن «المسؤولين في تركيا ما يهمهم بالدرجة الأولى استمرار دعم “اليونسيف” بأي طريقة كانت، حتى ولو كانت غير ناجحة في استيعاب الطلاب السوريين وتقديم التعليم المناسب لهم».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة