“طريق اليونان” ينتعش مجدّداً والواصلون أمام آفاق مسدودة

“طريق اليونان” ينتعش مجدّداً والواصلون أمام آفاق مسدودة

منذ مطلع الشهر الحالي، ازدادت قوارب اللاجئين السوريين وغير السوريين، الواصلة من تركيا إلى الجزر اليونانية، وذلك بعد سنوات من إغلاق هذا الطريق بشكل شبه تام. وعبر من هذا الطريق البحري، غالبية اللاجئين السوريين الذين وصلوا إلى الاتحاد الأوروبي بين عامي ٢٠١٣ و٢٠١٦، إلّا أنّ هذا الطريق تم إحكام إغلاقه في شهر آذار ٢٠١٦، وذلك عقب اتفاق تركيا – أوروبي، منح تركيا مزايا مقابل استضافة اللاجئين على أراضيها ومنع تدفّقهم نحو القارة العجوز.

ولكن مؤخّرًا، عاد هذا الطريق للانتعاش مجدّدًا، لعدّة أسباب يأتي على رأسها التهديدات المتكرّرة التي أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإعادة فتح الطريق أمام اللاجئين في حال عدم حصوله على دعم لتأسيس المنطقة الآمنة شمال سوريا، إضافةً لانسداد الآفاق أمام نسبة كبيرة من السوريين في تركيا الذين لا يحملون وثائق ويواجهون خطر الترحيل سواء بين الولايات التركية أو خارج تركيا.

انسداد الآفاق
منذ شهر تموز الماضي، أصدرت السلطات التركية سلسلة تعاميم وقرارات بحجة تنظيم وجود السوريين في تركيا، عبر منح مهلة لمن لا يملك “بطاقة حماية مؤقّتة” للانتقال إلى ولاية تمكّنه من استخراجها، إضافةً لتنظيم الاستثمارات والعمل والتعليم وغيرها.شكّلت هذه القرارات صدمة بالنسبة لكثير من السوريين المخالفين على الأراضي التركية، ولا سيما أولئك الذين لا يملكون “بطاقة الحماية المؤقّتة”.

“منذر” ٢٦ عامًا، كان يعمل في خياطًا في مدينة اسطنبول التركية، اضطر ترك العمل بسبب عدم حيازته بطاقة الحماية المؤقّتة فاستغنى رب العمل عن خدماته بسبب استحالة حصوله على “إذن عمل” وبالتالي فإن تشغيله بشكلٍ مخالف يفرض رسومًا باهظة.
بعد انسداد الآفاق أمامه وفقدان عمله وعدم امتلاكه أوراقًا،، قرّر منذر التوجّه إلى اليونان أملا بالالتحاق في عائلته المقيمة في ألمانيا غير أن رحلته فشلت أربع مرّات لتنجح في المرّة الخامسة، بعد أن دفع ٩٠٠ دولار أمريكي للمهرّب الذي أوصله لجزيرة كوس اليونانية.

وبحسب ما تابع “موقع الحل” من قبل “فريق الإنقاذ الموحّد” المتخصّص بمساعدة اللاجئين الذين يعلقون في البحر، شهدت الفترة الممتدّة منذ مطلع الشهر الحالي حتّى الآن، وصولًا يوميًا لقوارب اللاجئين إلى الجزر اليونانية.

وبحسب التحديثات التي ينشرها فريق “الإنقاذ الموحّد” فإنّه في يوم السبت ١٤ أيلول وصل إلى اليونان ثلاثة قوارب، وفي يوم الجمعة الذي سبقه ثلاثة قوارب، وفي هذا اليوم نفسه أمسك خفر السواحل التركي بـ ١٢ قاربًا كان على متنهم ٤٥٥ لاجئًا من عدة جنسيات.
ووصل في يوم الخميس خمسة قوارب من إلى جزيرة ساموس وإحدى عشر قاربًا يوم الأربعاء الذي سبقه، وبشكلٍ عام فإن معدّل القوارب اليومية يصل إلى سبعة قوارب بشكلٍ وسطي قد تزيد أو تنقص وهو ما يشبه إلى حدٍ كبير موجة اللجوء في عام ٢٠١٥.

الطريق البري.. فرصة أقل للعبور
أمّا من جهة الطريق البرّي بين تركيا واليونان، فلا زالت فرص العبور من خلاله ضعيفة، وخصوصًا مع التشديد على هذا الطريق من الجانبين التركي واليوناني، على إعادة العابرين إلى تركيا.
“محمد فاضل”، شاب سوري ينحدر من محافظة حمص، يحاول منذ أكثر من عام الوصول إلى أراضي الاتحاد الأوروبي بحثًا عن فرص أفضل للحياة، غير أنّه يقول: “إنّه يعاني من فوبيا من المياه لذلك لا يستطيع السفر عبر البحر كونه لا يجيد السباحة”.
منذ شهر حتّى الآن، حاول محمد الوصول إلى اليونان عبر البر تسعة مرات وفشل، ويضيف: “الرحلة البرّية آمنة من حيث الغرق ولكنّها شاقّة جدًا تبقينا لأيام داخل غابات لا نعرف شيئًا عن مسارها”.
وأوضح محمد، أنّه في أحد المرّات تمكّن من دخول الأراضي اليونانية والمشي فيها لعدّة ساعات، قبل أن يمر على بقالية موجودة بمنطقة حدودية داخل الأراضي اليونانية لشراء المياه، لكن يبدو أن مالك البقالية اليوناني بلّغ الأمن عنه الذي أمسك به داخل اليونان وأعاده إلى تركيا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.