منذ أن عادت جميع المناطق المحيطة بدمشق تحت سيطرة القوات النظامية، سارعت الأجهزة الأمنية للتنقيب على الآثار والذهب في العديد من المواقع الأثرية وتمكنت من استخراج العديد من الكنوز الدفينة تحت تلك الأوابد والمواقع الأثرية، مستغلة حالة الدمار التي شكلتها تلك المعارك الطاحنة ونزوح العديد من السكان.

نهب كنوز ببيلا
قبل نحو أسبوعين ارتكبت الأجهزة الأمنية عملية سرقة جديدة لآثار وكنوز بلدة #ببيلا جنوبي #دمشق، حيث تمكنت من استخراج كميات هائلة من الذهب والقطع الأثرية من تحت جامع قديم وسط البلدة. وتزامنت عمليات التنقيب تلك مع انتشار أمني كثيف وإغلاقٍ للشوارع والأزقة المؤدية إليه، خاصة في ساعات الليل المتأخرة.

مصادر محلية أكدت أن عمليات الحفر والتنقيب تلك تولاها عناصر يتبعون لفرع الأمن السياسي، الذين نقلوا في نهاية المطاف كميات كبيرة من الذهب والآثار العائدة للعهد الروماني من تحت الجامع القديم الذي يعتبر من أهم المعالم الأثرية في البلدة وبني على أنقاض معبد يهودي قديم.

تواصل عمليات التنقيب في جوبر
منذ أسابيع تعمد القوات النظامية للتنقيب عن الذهب والآثار في حي جوبر الدمشقي، حيث استقدمت خبراء وآليات لتسهيل تلك الأعمال في الحي الذي يمنع سكانه من العودة إليه منذ أن أحكمت سيطرتها عليه في الربع الثاني من العام 2018.

مصادر محلية أكدت أن عمليات الحفر والتنقيب تلك تجري تحت إشراف القوى الأمنية التي شكلت طوقاً محكماً حول المناطق المستهدفة، ومنعت من تبقى من السكان من الاقتراب منها.

“فيلق الرحمن” شريكٌ في نهب كنوز جوبر
عمليات سرقة الآثار وكنوز حي جوبر سبق أن قام بها فيلق الرحمن، إبان سيطرته على الحي الدمشقي. ورغم حديث السكان المحليين عن عمليات التنقيب عن الآثار من قبل الفيلق إبان سيطرته على العديد من مناطق غوطة دمشق الشرقية إلا أن أمر تلك السرقات وقيمة تلك الكنوز اتضحت بعد خروج قياداته إلى الشمال السوري، حيث اندلعت خلافات كبير بين قيادات من الفيلق وأعضاء من المجلس المحلي لحي جوبر على خلفية سرقة مخطوطات قديمة وآثار كانت في عهدة قيادة فيلق الرحمن في جوبر وتمت سرقتها من الكنيس اليهودي ضمن الحي.

وبعد تنفيذ عملية التهجير بداية نيسان / أبريل من العام 2018، عمد فيلق الرحمن لنقل الآثار والمخطوطات معه إلى وجهته في الجديدة في الشمال السوري، وعند مطالبة المجلس بعد الوصول إلى الشمال السوري، لقيادة الفيلق بتسليمها “الأمانات”، أنكر الأخير توجدها لديه، الأمر الذي خلق توتراً كبيراً بين الطرفين.

وحسب المرصد السزوري لحقوق الإنسان أن الطرفين المعنيين بالمشكلة، أجريا لقاءات متتالية، بهدف التوصل إلى حل للخلاف، فيما أصر فيلق الرحمن على إنكاره لوجود الآثار والمخطوطات لديه، ما دفع المجلس وبعض المقاتلين المنحدرين من حي جوبر، والمنضوين تحت قيادة الفيلق، إلى اتهام فيلق الرحمن متمثلاً بقائده “عبد الناصر شمير”، بـ “سرقة المخطوطات والآثار التي كانت موجود في الكنيس اليهودي”، ما صعَّد الوتر بين الطرفين بشكل أكبر، حيث أكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن الآثار المتواجدة ثمينة جداً.

وفي ذات الفترة لقي مسؤولٌ في فيلق الرحمن ويلقب بـ “أبو عصام عوكة” مصرعه في محافظة إدلب، بعد وصوله إليها، على يد أحد التجار، وذلك إثر خلاف جرى بين أبو عصام عوكة وهو مسؤول مالية فيلق الرحمن، وبين أحد شركائه من التجار على خلفية تقاسم الأموال الموجودة في خزينة فيلق الرحمن، والتي تم نقلها إلى إدلب، بعد خروجهم ضمن الدفعات الخارجة وفق اتفاق جوبر – زملكا – عربين.

الصورة: إنترنت

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.