عقب سلسلة الغارات الجوية المجهولة التي تعرضت لها، مليشيات #إيران المسلحة، بدأت باتباع سياسة جديدة ضمن مناطق سيطرتها الرئيسية في ديرالزور (#البوكمال و#الميادين)، تعتمد على أسلوب تغيير مواقع مقراتها ومستودعات سلاحها الثقيل، وذلك للمرة الثانية على التوالي، بعد أن قامت بتغييرها قبل أشهر قليلة ماضية، إلا أنها الآن تقوم بذلك وسط إجراءات أمنية مشددة وفي ساعات متأخرة من الليل.

إسرائيل مسؤولة عن القصف المجهول
ووفقاً لشهادات عناصر من #الحرس_الثوري_الإيراني من أبناء المنطقة، لموقع (الحل)، فإن القصف الجوي الذي تعرضت له مواقعهم في مطلع الأسبوع الفائت وأسفر عن وقوع قتلى وجرحى، دفع بقيادات الميليشيات إلى تغير مقراتها وأماكن مستودعات الأسلحة المتوزعة بداخل مدينة البوكمال، بسرية تامة، حتى أن غالبية المقرات الجديدة التي يتم فيها اجتماعات القادة الكبار، لم يتم الكشف عنها لعناصرهم وخاصة المحليين منهم.

ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الأحد الفائت، بأن مواقعاً لفصائل عراقية وقوات إيرانية في قرية #العباس ومنطقة #الحزام الأخضر والمنطقة الصناعية في مدينة البوكمال، ومناطق أخرى قرب الشريط الحدودي بين سوريا والعراق، قد استهدفتها طائرات مجهولة الهوية، أسفرت عن مقتل 18 مقاتلاً”.

وقال الصحفي العسكري الاسرائيلي “باباك تاغفاي” إن القصف نفذته #إسرائيل.

إعادة انتشار ومواقع سريّة
كشف ي.ف (قائد مجموعة في الحرس الثوري من أبناء مدينة البوكمال)، لموقع «الحل»، إنّ “قيادات الحرس، تشك بوجود جواسيس وعملاء لأطراف معادية لهم، ضمن صفوفهم، وخاصة بعد انتشار صور لمقراتهم ومستودعات الذخيرة الخاصة بهم في مختلف مناطق سيطرتهم في المحافظة على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى جانب القصف المتكرر الذي يستهدف حواجزهم ومقراتهم بين الحين والآخر.

وأضاف المصدر: “لذلك عمدت القيادات على تغير مواقع ومخازن سلاحه تحت جنح الظلام وضمن حلقة ضيقة من العناصر المشرفة على تلك العملية، حيث أشرف على ذلك الحاج سليمان (القائد الأعلى لميليشيات الحرس) والذي أمر بإطفاء الأنوار ليلاً عن المقرات الخاصة بهم عند سماع أصوات الطيران، وتقليل عدد العناصر في المقرات وتوزيعهم في المنازل المجاورة”.

وشمل القرار أيضاً نقل مقرات كل من #حركة_النجباء و #حزب_الله_اللبناني و#الحشد_الشعبي_العراقي بالإضافة لعدد من الميليشيات الاخرى المرتبطة بالحرس الثوري، وفق المصدر.

وكشف المتحدث عن “نقل ما لا يقل عن 7 مستودعات حتى الآن، تتوزع ما بين الميادين والبوكمال، وتمت الاستعانة بآليات تابعة للجيش النظامي في تلك المهمة”، مبيّناً أنّ “قيادات الحرس، تتولى خطة واسعة من أجل إضفاء سرية أكبر على ترسانتها في المنطقة وجردها ورفع مستوى الأمن لها، بما فيها اعتماد أسلوب الخزن الأرضي (مستودعات خزن السلاح تحت الأرض).

من جانبها نقلت شبكات محلية، أواخر الشهر الفائت، قيام مليشيات مدعومة من إيران بتغير مواقعها العسكرية قرب الحدود السورية العراقية، على خلفية شن إسرائيل غارات جوية على مواقع الحشد الشعبي في مدينة القائم العراقية، حيث قامت بسحب آليات عسكرية كانت تنشرها بالقرب من معبر البوكمال الحدودي، كما أقدمت على إفراغ مقار عسكرية ونقلها إلى أماكن مجهولة، تحسباً لتعرضها لضربات مشابهة.

تسريح عناصر وتخفيض رواتب آخرين
لم تقتصر السياسة الجديدة لمليشيات إيران على تغيير المقرات ومستودعات الذخيرة وحسب، بل قامت أيضاً بالاستغناء عن عناصر محليين ممن انتموا مؤخراً إلى أحد فصائلها، وتخفيض رواتب آخرين.

عدنان (أحد عناصر حزب الله اللبناني من الميادين) تحدث لموقع «الحل» عن الموضوع، قائلاً: إن “السبب الكامن وراء تخفيضات الرواتب مؤخراً، وفقاً لقادة، أنه لا يوجد سيولة حالياً، في حين أن هناك شائعات أخرى تقول إن تخفيض الرواتب هدفه الحد من العناصر المحلية التي تتبع للمليشيات الإيرانية على اختلاف مسمياتها”.

وأضاف: هم “يتلقون رواتبهم من ميليشيا حزب الله بشكل مباشر، حيث كان العنصر المحلي يتقاضى 75 ألف ليرة سورية في الشهر الواحد قبل ثلاثة أشهر، أما الآن فلا يتجاوز راتب العنصر الواحد 40 ألف ليرة فقط، حيث يضطر قسم كبير من العناصر إلى طلب سلفة على الراتب وخاصة المتزوجين، مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية والأساسية وخاصة مع اقتراب دخول فصل الشتاء”.

وكشف المصدر ذاته، أن “قيادة الحزب قامت بإلغاء عقود 500 مدني منتسبين لهم خلال الشهرين الماضيين، مرجعاً السبب إلى الأزمة المالية أيضاً وأن “قيادة الحرس الثوري، اتبعت ذات الأسلوب في المدينة أيضاً، حيث قامت بتخفيض رواتب عناصرها خلال الشهرين الماضيين، حيث بات العنصر الواحد يتقاضى مبلغ 150 دولار شهرياً، بعد أن كان يتقاضى 300 دولار، كما قامت بإلغاء عقود قرابة 70 عنصر منتمي لها من أبناء المدينة والبلدات المحيطة بها”.

إنشقاقات جديدة
وكشف المصدر السابق أيضاً في حديثه إلى ازدياد أعداد المنشقين من صفوف المليشيات الإيرانية وهروبهم باتجاه مناطق سيطرة #قسد شمال شرق نهر الفرات، حيث بلغ تعداد الفارين خلال الشهر الفائت فقط، قرابة 120 عنصر، والسبب الرئيسي هو تردي الأوضاع المعيشية جراء تخفيض الرواتب والتأخير في استلامها غالب الأحيان.

ويرى مراقبون أن الأزمة المالية الإيرانية، الناجمة عن العقوبات الأميركية، بدت تظهر آثارها جلية على النفوذ الإيراني في سوريا، من خلال ما تم ذكره أعلاه، ولكن ذلك يمكن اعتباره مجرد تغيير في التكتيكات، وليس الاستراتيجية، المتعلقة بمصالح طهران طويلة الأجل في سوريا. حيث تحاول طهران استغلال انشغال العالم بإدلب والمنطقة الآمنة، لتوطيد أقدامها أكثر في المنطقة من خلال التوصل إلى مجموعة من الااتفاقيات اقتصادية مع دمشق، إذ قامت غرفة الصناعة الإيرانية بإنشاء مكتب لها في دمشق مؤخراً ، كما تحاول طهران تسريع إعادة فتح معبر القائم الحدودي، مما سيتيح لها الوصول إلى سوريا عبر الأراضي العراقية بأقل التكاليف.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة