حلب تخضع للوصاية الإيرانية…روسيا تفشل في معركة النفوذ بالمدينة

حلب تخضع للوصاية الإيرانية…روسيا تفشل في معركة النفوذ بالمدينة

تنسحب مجموعات الفيلق الخامس التابع للقوّات الروسيّة من المناطق الجنوبيّة لمدينة حلب، أمام تقدم الميليشيات الإيرانيّة التي بسطت سيطرتها على المدينة، لكن هذه المرة دون مواجهات مباشرة بين الجانبين.

فالميليشيات الإيرانيّة انتشرت في كافة أحياء مدينة حلب، ذلك بعد أن حسمت معركة الصراع على النفوذ في حلب مع القوّات الروسيّة، التي فشلت في تحجيم النفوذ الإيراني داخل المدينة.

ومنذ أشهر يدور صراع بين روسيا وإيران في مدينة حلب، ذلك بعد أن أدركت روسيا خطر التمدد الإيراني على حساب سلطتها العسكريّة التي تسعى هي أيضاً إلى توسيعها في سوريا، ليصل ذلك الصراع في بعض الأحيان إلى الاشتباكات المباشرة بين الميليشيات الإيرانيّة والمجموعات التابعة لروسيا، والتي بدأت بتشكيلها موسكو قبل عامين لتوسيع وجودها العسكري في المنطقة.

ويرى المحلل العسكري أحمد عبّاس أن روسيا أدركت مؤخراً أنها أخطأت في معركة السيطرة على مدينة حلب، حيث وفّرت للجيش السوري والميليشيات الإيرانيّة الدعم الجوّي الكامل، وأهملت الجانب البرّي، ذلك ما سمح للميليشيات الإيرانيّة بالتفرّد خلال الدخول براً إلى المدينة وفرض نفوذها في المنطقة.

ويضيف عبّاس خلال حديثه لموقع الحل نت أن حلب باتت معقلاً عسكريّاً للقوّات الإيرانيّة ويقول “روسيا سحبت آخر مجموعاتها من حلب عبر نقلها جوّاً، أصبحت المدينة الآن تحت الوصاية الإيرانيّة في ظل غياب سلطة النظام الحاكم”.

وتشرف الميليشيات الإيرانيّة على العديد ن المقرات العسكريّة في مدينة حلب، حيث تعد الأكاديمية العسكريّة في حي الحمدانيّة من أكبر المعسكرات لتلك الميليشيات في المدينة، إضافة إلى إحداثها عدداً من المقرات في أحياء حلب الشرقية، ونشرها لرايات العديد من الميليشيات على الطرقات في شوارع حلب.

ولم يقف التمدد الإيراني عند النفوذ العسكري، فحاولت تلك الميليشيات نشر أفكارها ونهجها على أهالي المدينة، كنشر وترويج فكرة “زواج المتعة” التي تعتبر فكرة دخيلة على مجتمع كالمجتمع الحلبي، إضافة إلى محاولاتها نشر “التشيّع” في صفوف أهالي المدينة، لأسباب ربما لا علاقة لها بالدين، بل لكسب الولاء السياسي والتبعية لطهران.

ويرى محللون أن إيران حققت اختراقاً جديداً في سوريا مع سقوط مدينة حلب بيد الجيش السوري، لا سيما مع انفراد ميليشيات طهران بسطوتها على المدينة، إضافة إلى أن أكبر التجمعات العسكريّة لتلك الميليشيات موجود في ريف حلب الشمالي في منطقتي نبّل والزهراء، وذلك بسبب الصبغة الشيعية التي تتمتع بها تلك المناطق”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.