أطفال من ديرالزور يفترشون أرض المدرسة وسعداء بالعودة إليها

أطفال من ديرالزور يفترشون أرض المدرسة وسعداء بالعودة إليها

في بداية عامهم الدراسي الأول، يجلس تلاميذ صغار تتراوح أعمارهم بين 7 أعوام و15 عاماً على الأرض، في إحدى الصفوف بمدرسة الشرقية في قرية #الشعفة (شرقي #ديرالزور)، والتي تم تأهيلها بشكل مبسط، بجهود فردية من قبل أهالي القرية، وذلك بإخراج أكوام الأنقاض من داخلها وتنظيفها، لإعادة دوران عجلة التعليم فيها والتي أوقفتها ظروف الحرب السابقة لأكثر من خمسة أعوام متتالية.

سالم الجاسم (مدرس لغة عربية من قرية الشعفة) تحدث لموقع «الحل نت» عن واقع المدارس الحالي، قائلاً: “تم تجهيز ست مدارس (الأولى والمدرسة الثانوية سابقاً والتي تم تحويلها لابتدائية والمدرسة الشرقية والوسطى ومدرسة البنات الوسطى ومدرسة الكشمة) في القرية بجهود فردية من قبل الأهالي من أصل 27 مدرسة، دمر منها 15 مدرسة بشكل كامل، خلال المعارك الأخيرة بين تنظيم «داعش» وقوات سوريا الديمقراطية «قسد»، إذ تعاني المدارس المؤهلة حديثاً من بعض المعوقات، أهمها، عدم توفر مقاعد دراسية، ما يدفع الطلاب لجلب حصيرة معهم أو سجادة صلاة صغيرة يجلسون عليها أثناء تلقي الدروس، إلى جانب عدم توفر مناهج دراسية مخصصة، حيث يعتمد المدرسون على معلوماتهم العامة، ومناهج النظام القديمة” وفق قوله.

وعن أعداد الطلاب المسجلين حديثاً، يقول، “بلغ تعداد الطلاب حالياً قرابة 3000 طالباً، موزعين ضمن المدارس التي تم تأهيلها والعدد قابل للازدياد بسبب إقبال الأهالي على تسجيل أطفالهم، وجميعها تعليم أساسي إذ لم يتم فتح أي مدرسة إعدادية أو ثانوية، وفيما يخص الكادر التعليمي المشرف، فغالبيتهم متطوعين بدون راتب، إذ تتنوع شهادتهم واختصاصاتهم (جامعين، معاهد متوسطة، حملة شهادات ثانوية)، عدا نسبة قليلة منهم تم تثبيتهم من قبل المكتب التعليمي التابع لمجلس دير الزور المدني، ويبلغ الراتب الشهري لكل واحد منهم 60 ألف ليرة سورية”.

وأعربت أم عمر ( من سكان القرية)، عن سعادتها لرؤية ابنتها ريم البالغة من العمر (١٣ سنة) وهي تحمل حقيبتها الدراسية مرة ثانية، وتذهب إلى المدرسة في كل صباح، وتقول لموقع «الحل نت»: “فرحتي لا تقدر بثمن عندما أشاهد ابنتي تذهب برفقة صديقاتها إلى المدرسة بعد حرمان لسنوات”.

ولم يكن حال قرية #الباغوز أفضل من الشعفة، فمنذ عدة سنوات لم تستأنف فيها المدارس عملها و لا يوجد فيها أي مظهر من مظاهر التعليم، إذ أن المعارك التي شهدتها قبيل خروج «داعش» منها، طمست كل مظاهر الحياة بها.

بدوره، أفاد غسان المصلح (مدير مدرسة في قرية الباغوز) لـ «الحل نت»، بأنه “تم تأهيل مدرستين في القرية بجهود فردية من قبل الأهالي أيضاً، من أصل 12 مدرسة تم تدمير 9 منها بشكل كامل، حيث بلغ تعداد الطلاب المسجلين بكلتا المدرستين قرابة 1200 طالباً، إلا أن العدد في تزايد بعد عودة بعض الأهالي حديثاً إلى القرية بعد نزوح طويل، إذ أن المشكلة الكبيرة تكمن في انعدام المساعدة من قبل المنظمات التي مازالت تقدم الوعود فقط، والمدارس المتاحة تحتاج إلى الكثير من الصيانة والترميم و خاصةً ما يتعلق بالنوافذ والأبواب ومع اقتراب فصل الشتاء تصبح الحاجة لها ضرورية.

تقول أم عبدالله 35 عاماً (من سكان الباغوز) لموقع «الحل»، “كنت أخشى أن يمر هذا العام أيضاً، بدون مدارس، إلا أن فرحتي كبيرة بعودة ابني إلى المدرسة، بعد أن كان يمضي غالبية الوقت في ألعاب الحرب وتشكيل مجموعات مسلحة بالعصي مع أصدقائه، حيث كانت هذه الألعاب شغلهم الشاغل سابقاً، أما الآن فقد تغير الوضع فقد بات عمر ملماً بمدرسته ووظائفه، ينام مبكراً ويستيقظ مبكراً من أجل مدرسته”.

تحرير: رجا سليم

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.