العام الدراسي الجديد في الرقة من الصراع على التعليم إلى صعوبة تجهيز الطلبة

العام الدراسي الجديد في الرقة من الصراع على التعليم إلى صعوبة تجهيز الطلبة

يستعد أطفال مدينة الرقة، شرق سوريا، لاستقبال عامهم الدراسي الجديد، ببعض المنغصات التي وقفت عائقاً بوجه عدد كبير من أهالي الطلاب، بسبب ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية التي أصبحت عبئاً لا يستهان به ويقع على عاتق الأسرة، يضاف إلى جملة من الأعباء الأخرى في تأمين مستلزمات الحياة اليومية، في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي تعيشها معظم العائلات.

ارتفاع الأسعار
عمار المحمد (صاحب مكتبة لبيع المستلزمات الدراسية) تحدث لموقع «الحل» حول الموضوع قائلاً، إن: «أسعار المستلزمات المدرسية من ملابس وقرطاسية، ارتفعت هذا العام بنسبة 30%، مقارنة بالعام الماضي، وذلك نتيجة لارتفاع سعر صرف الدولار، بالإضافة إلى الرسوم الجمركية المفروضة على البضائع الداخلة للمدينة، حيث أن تكلفة تجهيز الطفل الواحد للمدرسة هذا العام تبلغ 15000 ليرة سورية، فأغلب العوائل من أصحاب الدخل المحدود، ولا يملكون القدرة على تجهيز أكثر من طفل للمدرسة، الأمر الذي انعكست آثاره بشكل سلبي على المستهلك وأصحاب المكاتب والمحلات معاً».

فيما إبراهيم المحمود (من سكان مدينة الرقة) تحدّث لموقع «الحل» عن محنته مع قدوم المدارس، موضحاً أن: «تكلفة تجهيز الطالب ارتفعت ضعفين هذا العام، فالحقيبة التي كان سعرها 1000ل.س، أصبحت 2000ل.س، وأنا لديّ أربعة أطفال وتكلفة تجهيزهم للمدرسة تبلغ 50000 ل.س تقريباً، ونظراً لوضع العمل في المدينة هذا مبلغ كبير جداً، ويصعب تأمينه في كل موسم دراسي، حيث يضطر الطالب للاستعانة باللوازم القديمة من العام المنصرم»، مشيراً إلى أنه «في حال استمرت الأسعار بالارتفاع سيضطر أغلب الأهالي من أصحاب الدخل المحدود لإيقاف التعليم عن أبنائهم، مما يعني أن العملية التعليمية في مأزق حقيقي ويجب إيجاد حلول سريعة لذلك».

تجهيزات لاستقبال العام الدراسي

عملت لجنة التربية والتعليم في #مجلس_الرقة_المدني خلال العطلة الصيفية على تحسين الواقع التعليمي في المدينة، من خلال أعمال عدة وأهمها إعداد برنامج لتأهيل وتدريب المعلمين في المدينة وريفها، بعد انعدام الخطط التعليمية في السنوات السابقة.

وعن ذلك تحدث أحمد المهندس، عضو مجلس الرقة المدني، لموقع «الحل»، قائلاً: إن «اللجنة أعدت دورة لتأهيل المعلمين في المدينة وريفها، واستمرت الدورة شهرين وبلغ عدد المنتسبين إليها 2800 معلم، اختارت اللجنة من ضمنهم 1100 معلم، عن طريق مفاضلة من الأعلى إلى الأقل درجة، وتم فرزهم على مدارس عدّة في المحافظة».

وكانت منظمة اليونيسيف قد ذكرت في تقارير سابقة أن أكثر من سبع ملايين طفل سوري متأثرين بالحرب الدائرة بالبلاد، منهم 2.8 مليون طفل خارج العملية التعليمية بين من هم في الداخل والخارج، إذ باتت سوريا في المرتبة الأولى كأقل نسبة تسجيل في المدارس عالمياً.

ترميم المدارس حسب الكثافة السكانية
لقد عملت اللجنة على ترميم العديد من المدراس بهدف استيعاب أكبر عدد ممكن من الطلاب في المدينة وريفها، بحسب «مصعب البدوي»، عضو لجنة التربية والتعليم) الذي أوضح لموقع «الحل»: أن «اللجنة باشرت منذ الأيام الأولى من العطلة الصيفية بإعادة تأهيل 25 مدرسة في المدينة، بالإضافة لإعادة بناء ثلاثة مدارس كانت شبه مدمرة، ومن أهم المدارس التي تم ترميمها هي إبراهيم هنانو، ومدرسة حسين جاهد، وعقبة بن نافع)، وقد تمّ اختيارها نظراً لموقعها الجغرافي في وسط أحياء كثيفة بالسكان».

وأضاف «البدوي» أن «أعمال تجهيز المدارس لم تقتصر على المدينة فحسب، بل وعملت اللجنة على تجهيز مدارس عدّة في أرياف المدينة بهدف تسهيل تنقّل الطلاب خلال العام الدراسي، ومن أهمها مدرسة حذيفة بن اليمان والخيالة الشرقية ومدرسة السبيعية الغربية ومدارس أخرى في منطقة الكرامة وحزيمة وقلطة والكسرات بريف المدينة» مشيراً إلى أن «أعمال الترميم تشمل إصلاح النوافذ والأبواب والمرافق الصحية والكهرباء والباحات العامة والجدران، وذلك بهدف تأمين الطالب بداخل المدرسة» وفق تعبيره.

وأنهى عضو #لجنة_التربية_والتعليم حديثه، منوهاً إلى أن «اللجنة وعدت جميع طلاب المدينة باستلام الكتب المدرسية خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، حيث تعمل اللجنة بالتعاون مع منظمة اليونيسيف على طباعة 165 ألف نسخة كتاب مدرسي من منهاج #الإدارة_الذاتية، ستوزع على #محافظة_الرقة.

حق التعليم
ما يجب تأكيده في هذه العجالة أن التعليم حق من الحقوق التي يجب أن يحصل عليها الطفل، سواءً في حالة السلم أم الحرب، وسيظل هذا الحق أولوية في كل زمان ومكان، ومختلف الدول التي استطاعت الخروج من مأساتها بإعادة الحياة لأجيالها من خلال التعليم والعيش الكريم، وخرجت أقوى بهمة هؤلاء عبر تاريخها لذلك رغم كل ما حصل؛ فإن التعليم سيبقى في المرتبة الأولى من حيث الأهمية، كما سيبقى الأساس ونقطة التحوّل في المستقبل الذي ينتظره أطفال سوريا بشكل عام، وفي مدينة الرقة حديث تقريرنا على وجه الخصوص.

إعداد التقرير: على إبراهيم

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.