خاص- الحل العراق

رغم مرور نحو سنتين على إعلان العراق الانتصار العسكري الكامل على تنظيم “داعش”، إلا أن الأخير لغاية الساعة مازال قادراً على شن هجمات عسكرية والقيام بتفجيرات في أغلب المدن والمحافظات العراقية، حتى التي كان غير مسيطر عليها في صيف 2014، عند دخول #العراق واحتلال ثلث الأراضي العراقية.

تفجير محافظة كربلاء، يوم الجمعة الماضي، والتي أعلن التنظيم المتشدد المسؤولية عنه، أثار الرعب والخوف لدى العراقيين، من عودة تنظيم “داعش” إلى البلاد من جديد، خصوصاً بعد أن شن عملية انتحارية في المحافظة التي تشهد تشديداً أمنياً وعسكرياً، لتأمين زيارة الأربعين، التي يشارك فيها ملايين الزائرين من داخل العراق وخارجه.

الحافلة التي استهدفها داعش في كربلاء

الخبير الأمني والعسكري مؤيد الجحيشي، قال معلقاً على ذلك لـ”الحل العراق”: إن «استمرار العمليات العسكرية في أغلب المدن والمناطق المحررة، تثبت بأن تنظيم داعش مازال موجوداً في العراق، والحديث عن القضاء عليه مجرد أمنيات، لا أكثر».

وأوضح الجحيشي، أنه «حتى الخطط الأمنية المتخذة لتأمين الزيارات الدينية أو أي مناسبات أخرى، تفتقد إلى الدقة في التخطيط، فالقيادات الأمنية يعتمدون بتلك الخطط على غلق بعض الطرق وانتشار أمني كثيف في الشوارع، وسط غياب تام للجهد الاستخباراتي، الذي هم العنصر الأساسي لإحباط أي مخطط إرهابي أو إجرامي».

وأكد الخبير الأمني العراقي، بالقول: «بكل صراحة، أن تفجير كربلاء، أثبت فشل الأجهزة الأمنية بالقضاء على خلايا داعش، التي مازالت تتواجد في كافة المدن العراقية، حتى تلك المحافظات غير المحتلة من داعش سابقاً».

مشيراً أن «العاصمة بغداد، لا تخلُ أيضاً من خلايا داعش النائمة».

من جانبه، قال المتحدث باسم #وزارة_الدفاع العراقية، #اللواء #تحسين_الخفاجي، لمراسل “الحل العراق”: إن «المنطقة التي حصل فيها التفجير والمناطق القريبة منها تتواجد فيها خلايا إرهابية تابعة للتنظيم».

مبيناً أنه «للأسف أن هناك من كان متعاون مع هذه الخلايا الإرهابية، وتمكنت الأجهزة الاستخباراتية من القبض على بعض المتعاونين معها والمشتبه بهم».

وأضاف الخفاجي، أن «تفجير #كربلاء يكشف أن هناك خلايا إرهابية تحاول القيام ببعض الأعمال، كاستهداف لزيارة الأربعينية وزوارها، وهذا التفجير دفعنا إلى إعادة الخطط والإجراءات المتخذة لتأمين زيارة الاربعينية وزوارها».

اللواء تحسين الخفاجي

واشار المتحدث باسم وزارة الدفاع، إلى أن «الخلايا الإرهابية المتواجدة في بعض المدن، تحاول استغلال ما قامت به الحكومة العراقية والأجهزة الأمنية، من فتح الطرق المغلقة وتسهيلها للمواطنين».

في غضون ذلك، حذرت #لجنة_الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، من قيام تنظيم داعش بعمليات إرهابية كبيرة بالسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة، مع بدء مراسيم زيارة أربعينية الإمام الحسين، والتي يقصدها الملايين من العراقيين والزوار من كافة أنحاء العالم.

ويقول عضو اللجنة، #كريم_المحمداوي، لـ”الحل العراق”: إن «الخطط الأمنية والعسكرية، بحاجة إلى مراجعة كبيرة وشاملة، من أجل منع استغلال داعش لشن هجمات إرهابية في المناسبات الدينية، لإثبات قوته ووجوده».

وأضاف المحمداوي، أنه «على الجهات الأمنية، الحذر من شن تنظيم داعش عمليات إرهابية كبيرة بالسيارات المفخخة والانتحارين، مع بدء مراسيم زيارة #الأربعينية، ففشل الإجراءات الأمنية في هكذا مناسبات، تعني وتثبت أن الأجهزة الأمنية وخططها فاشلة».

ولفت عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، إلى أن «تنظيم داعش، ما زال يشكل خطراً حقيقياً على أمن العراق واستقراره، لذا يجب تكثيف العمليات العسكرية في المناطق الصحراوية والحدودية، وتكثيف الجهد الاستخباراتي في كافة المناطق، حتى غير المحررة، للقضاء على هذا التنظيم وكشف خلاياه، الذي يحاول إعادة نفسه من خلال شن عمليات وضربات نوعية في بعض المحافظات الآمنة والمستقرة».

وتبنى تنظيم “داعش”، أمس السبت، تفجير الحافلة التي أودى بحياة 12 شخصاً في مدخل محافظة كربلاء.

 

تقرير- محمد الجبوري – بغداد

تحرير- سيرالدين يوسف

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.