“القوباء” ينتشر بريف ديرالزور والتلوث وقلة المناعة من أسبابه

“القوباء” ينتشر بريف ديرالزور والتلوث وقلة المناعة من أسبابه

تراجع مستوى الرعاية الصحية في محافظة #دير_الزور، ولا سيما الوقائية منها، بعد مرور أكثر من عامين على انتهاء الحرب التي شهدتها عموم المنطقة سابقاً، فيما يعد مرض «القوباء» من أبرز الأمراض الجلدية التي تعاني منها سوا المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام أو خارجها ضمن حدود المحافظة ذاتها.

ومرض «القوباء» ناجم عن جرثومة من عائلة الجراثيم العقدية (Streptococcus)، إذ ينتشر عادة لدى الرضع وفئات عمرية مختلفة، ويصيب مختلف أعضاء الجسم الخارجية، إلا أنه غالباً ما يصيب منطقة الوجه واليدين والعنق، وتنتقل العدوى به عن طريق التلامس أو عند استعمال الأغراض الشخصية كالمناشف وأغطية الأسرة وغيرها.

وينصح عادة باستخدام المضادات الحيوية للمساعدة في منع انتشار “القوباء” لدى الآخرين، كما ينصح مختصون بإبعاد الأطفال حتى بعد علاجهم لمدة يومين كي لا يصيبوا غيرهم بالعدوى.

نور طعمة (طبيبة من مدينة ديرالزور) تحدثت لموقع «الحل نت» عن الموضوع قائلة: إن “المدنيين في بعض القرى والبلدات الواقعة تحت سيطرة النظام جنوب المدينة وتحديداً في كلاً من (#كباجب و#الشولا)، يعانون من انتشار مرض القوباء مؤخراً، بسبب فقدان المياه الصالحة للشرب والاستعانة عنها، بمياه غير معقمة في الشرب والتنظيف، إضافة لقلة المراكز الصحية في المنطقة”.

وأوضحت أن من أعراضه “تشوهات وهالات صفراوية اللون تصيب الوجه مع انحراف في الفكين، وارتفاع في درجات الحرارة مصحوب بإسهال والتهابات وانتفاخ كبير في منطقة البطن، وقد سجلت أكثر من 60 حالة خلال الشهر الجاري في كلاً من القرى المذكورة أعلاه”.

ولفتت إلى أن “الوضع الصحي لمرضى القوباء بمختلف أنواعه في خطر، خصوصا بتزامنه مع نقص الأدوية التي وإن وجدت فإن الأسعار تكون باهظة، حيث يلجأ الأهالي إلى غلي الماء قبل استخدامه كحل إسعافي بديل”، ونوهت أيضاً إلى أن “بعض الحالات زادت حدة أمراضهم لقلة المناعة والعدوى وخاصة الأطفال” وفق تعبيرها.

وطالبت الطعمة محافظ دير الزور والجهات المعنية، بالوقوف على الحالات المرضية ومعالجتها عن طريق تقديم الرعاية الصحية الكاملة للمرضى والعمل على إيجاد آلية مناسبة للحد من انتشاره، مؤكدة ضرورة إنقاذ سكان تلك المناطق من الأمراض الخطرة التي تفتك بهم نتيجة زيادة عدد المصابين عن طريق العدوى ولانعدام العلاج والبيئة الصحية المناسبة.

من جهته، قال رامي السعد (من سكان قرية كباجب) لموقع «الحل نت» إن “بعض القرى المجاورة لنا في الخط الغربي (#العنبة و#الخريطة) تعاني من انتشار المرض أيضاً إلى جانب الأمراض الجلدية الأخرى، والتي تنتقل بالعدوى بسبب انقطاع مياه الشرب وقلة الرعاية الصحية والتلوث، وعدم وجود طرق مكافحة صحيحة لها، ما يساعدها على الانتشار”.

وأضاف أن “ما يزيد الأمر تعقيداً شح الأدوية التي وإن وجدت يعجز غالبية المرضى على شرائها، ما أدى لانتشار الأمراض المعدية والأوبئة الفيروسية بين الأطفال وكبار السن، إلى جانب عدم توفر مستوصفات أو نقاط طبية وكوادر مختصة يحتاجها المرضى”.

وبحسب السعد، قد ناشد أهالي القرى والبلدات التي تعاني من انتشار المرض، الجهات المسؤولة وأصحاب الصيدليات وجميع المنظمات الإنسانية والمهتمة بالصحة التدخل من أجل الحد من انتشاره، وتوفير العلاج وطرق الوقاية منه، لكن بدون جدوى إلى الآن.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.