ترجمة- الحل العراق

التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، تزيد من خطرها مجدداً على أرض العراق، التي تتابع فيها هاتين السلطتين حرب ظلهم، مسرحاً لشن الهجمات على القوات الأميركية والقوات المتحالفة مع إيران في المنطقة.

وفي الوقت الذي تبحث فيه #طهران عن وكلائها وحلفائها في #الشرق_الأوسط لتشديد الضغط على المصالح الأميركية في المنطقة، تسعى الحكومة العراقية في بغداد للعمل على قص أجنحة الميليشيات القوية التابعة لإيران والتي تعمل على أراضيها.

إلا أن المسؤولين العراقيين قلقون من احتمال أن تنجر بلادهم إلى الصراع، حيث ازدادت تلك المخاوف بعد الغارة التي شنّت على خط أنابيب في الجارة المملكة العربية السعودية في شهر مايو أيار الماضي.

فبحسب نوابٍ ومسؤولين غربيين، فإن المسؤولين العراقيين شعروا بالحرج بعد أن علموا بأن الهجوم لم يقع من قبل الثوار المدعومين من إيران في #اليمن، والذين أعلنوا مسؤوليتهم عن الغارة، وإنما جاء من الأراضي العراقية.

«رئيس الوزراء كان غاضباً جداً»، قال أحد النواب والذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية المسألة.

وقد أعقب ذلك اجتماع متوتر جمع رئيس الوزراء العراقي #عادل_عبد_المهدي بـ #فالح_الفياض رئيس معظم الجماعات شبه العسكرية الشيعية المعروفة باسم قوات الحشد الشعبي والتي تتحالف بعضها مع إيران، ذلك بحسب بعض الأشخاص المطلعين على الاجتماع. وبحسب أحد هؤلاء الأشخاص، قال عبد المهدي لـ الفياض: «اهتم بالأمر».

وبعد الهجوم المدمر الذي تعرضت له المنشآت النفطية في المملكة العربية السعودية قبل أسبوعين من قبل طائرات بدون طيار وصواريخ كروز، والتي أعلن #الحوثيون في اليمن مجدداً مسؤوليتهم عن الهجمات، وجّه المسؤولون الأميركيون مسؤولية تلك الهجمات مباشرة إلى إيران.

يقول نائب عراقي: «انظر إلى الثقة»، ويضيف: «أصدر رئيس الوزراء العراقي بياناً فور وقوع الهجوم ينفي فيه أن يكون قد جاء من العراق، فعلى عكس الهجوم السابق حيث تعرض للإحراج، كان متأكداً هذه المرة».

وبحسب “ميشال نايتس” زميل بارز في معهد واشنطن، فإن ردود الفعل على الهجوم السابق، جعل الأمر مزعجاً بالنسبة للميليشيات الشيعية أن تكرره ثانية. وأضاف قائلاً: «لقد تفادى العراق الرصاصة هذه المرة، ولم يحالفه الحظ، وذلك بسبب تسليط الضوء على الهجوم الذي وقع منتصف مايو أيار الماضي».

فالنواب العراقيون يخشون من أن الهجمات التي انطلقت من أراضيهم لن تلهب التوترات الإقليمية فحسب، وإنما يمكن أن تثير الأعمال الانتقامية ضد الأهداف داخل أراضي بلادهم، الأمر الذي من شأنه أن يجرّ العراق نحو نزاع مدمّر جديد.

وكرئيس لحكومة منقسمة، تبقى يد عبد المهدي ضعيفة وغير قادرة على فعل شيء.

وفي إشارةٍ إلى دبلوماسية بغداد الحساسة والهشة بآنٍ معاً، اجتمع الرئيس العراقي #بهرم_صالح مع الرئيسين الأمريكي #دونالد_ترامب والإيراني #حسن_روحاني في لقاءين منفصلين كلّ على حدا.

وفي هذه الأثناء كان عبد المهدي في ضيافة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في #الرياض لمناقشة هجمات هذا الشهر على المنشآت النفطية.

وفي تعليقاته إلى جانب ترامب، وصف “صالح” الجهود المبذولة لحل القوات شبه العسكرية في البلاد بـ “العمل المستمر”.

إلا أن فصائل #الحشد_الشعبي لا تزال تعمل في #العراق بشكلٍ مستقل نسبياً في العراق. وقد تم تمديد مهلة 31 تموز لدمجهم بشكل رسمي ضمن #الجيش_العراقي إلا أن النتائج كانت غير واضحة.

«إنها ليست مجرد منظمة عسكرية، إنها أيضاً شبكة سياسية واجتماعية واقتصادية، ولا يمكن دمجها بسهولة»، يقول ريناد منصور، باحث في مركز (تشاثام هاوس) الفكري في #لندن.

ولكن بالنسبة لفصائل الحشد الشعبي، «فمن المفيد أيضاً أن تصبح جزء من #قوات_الأمن العراقية الرسمية، فذلك الموقع يمكن أن يشرّع قوة المجموعة ضمن التحالف شبه العسكري، ومن شأن ذلك أيضاً أن يضفي غطاءاً رسمياً. إنه يعطي المجموعة الفرصة للعمل دون أن تتم مهاجمتها من الخارج»، يضيف منصور.

هذا وقد لعبت الميليشيات الشعبية الإيرانية أيضاً دوراً محورياً في طرد تنظيم #داعش من العراق قبل عامين.

لكن وفي السنوات التي أعقبت سقوط نظام #صدام_حسين عام 2003، وجهّت #إيران عنف المقاومة الشعبية أيضاً ضد #القوات_الأميركية، الأمر الذي أغرق البلاد بالتفجيرات الدموية التي قتلت المئات.

وقد تم إلقاء اللوم مراراً وتكراراً في الأشهر الأخيرة على عناصر ضمن قوات الحشد الشعبي في الهجمات الصاروخية على القوات الأميركية وحلفائها العراقيين، حيث تم استهداف منطقة القواعد الأمريكية.

ففي صباح الثلاثاء الماضي، سقط صاروخ ضمن مجمع #السفارة_الأميركية الواقع في #المنطقة_الخضراء في #بغداد، وآخر وقع في مكان فارغ بالقرب منها.

وبحسب الخبراء، فإن الغرض من هذه الهجمات هو الإزعاج وليس الاستفزاز، فهي تهدف فقط للتذكير بأن الميليشيات قادرة على شن الضربات الأشد في حال التصعيد.

وقد أدت التوترات الإقليمية الأوسع إلى تفاقم الانقسامات ضمن قيادات الحشد الشعبي. وبعد الغارات الإسرائيلية المشتبه بها والتي استهدفت قواعد للميليشيات هذا الصيف، ألقى #أبو_مهدي_المهندس وهو أحد قيادات الحشد الشعبي والمقرب من أطراف من المؤسسة الإيرانية، باللوم على الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.

إلا أن “فياض” اعترض على هذا الاتهام قائلاً بأن المهندس «لم يتحدث عن التحالف شبه العسكري».

من جانبه قال مسؤول آخر في #الحكومة_العراقية، طلب عدم الكشف عن اسمه: «الطريقة التي يعالجون بها الأمر الآن سوف تؤدي إلى تأزيم الوضع».

معتبراً أن «الحشد الشعبي قنبلة موقوتة، ورئيس الوزراء يحتاج أن يقف ضدهم، لكنه غير قادر على الصمود طويلاً، فالأمر يعتمد على كيف يمكن لـ “فياض” السيطرة عليهم».

 

عن صحيفة (Washington Post) الأميركية- ترجمة الحل العراق

تحرير- فريد إدوار


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.