في ظل حملات المرشحين للرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية، أرسلت صحيفة «الواشنطن بوست» استبيانات مفصلة إلى كل من المرشحين الديمقراطيين تطلب من خلالها مواقفهم من مختلف القضايا.

وتساءلت الصحيفة عما إذا كانوا يدعمون التغييرات المختلفة في السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية. وعملت على تنظيم المرشحين ذوي المواقف المتشابهة في مجموعات وأدرجت ضمن تلك المجموعات إجاباتهم وتعليقاتهم العامة الأخرى، مثل مناقشة السياسة على مواقع الحملات على الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والمقابلات واجتماعات البلدية وغيرها من الآراء.

وقد طرحت الصحيفة من ضمن الاستبيان سؤالاً يتعلق بسياسة الولايات المتحدة في سوريا حيث طرحت التساؤل التالي: هل ستعمل حال انتخابك على إعادة العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري إذا ما بقي بشار الأسد في السلطة؟

وقد كانت الإجابة بنعم قد جاءت فقط من النائبة في الكونغرس التي مثّلت هاواي، تولسي جابارد. فقالت للصحيفة: “نعم، إنها من مصلحة أمننا القومي أن ننهي حربنا لتغيير النظام في سوريا”. وأضافت: “إن تلك الحرب تطيل أمد معاناة السوريين وتحرم اللاجئين من العودة إلى سوريا، كما أنها تدعم القاعدة والنفوذ الإيراني. فالعلاقات الدبلوماسية لا تمثل ختم الموافقة على ذلك النظام، وإنما هي ضرورية لمنع الحرب وحل النزاع. أنا أرغب في استئناف العلاقات مع سوريا، أياً كان رئيسها، والعمل لإحلال السلام من أجل شعبها الذي طالت فترة صبره ومعاناته”.

تولسي غابارد – مرشحة محتملة عن الحزب الديمقراطي للرئاسة

أما من كان من المرشحين منفتح على إعادة العلاقات الدبلوماسية فهم: تيم ريان وبيرني ساندرز وآندريو يانغ. فجاء في رد النائب تيم ريان، ممثل أوهيو، على سؤال الصحيفة: “سوف أكون منفتحاً على التفكير بإعادة العلاقات الدبلوماسية مع نظام الأسد، لكن فقط بعد تحقيق عدة شروط مسبقة”. وأضاف قائلاً: “أعني، تدمير مخزون السلاح البيولوجي وإنهاء فوري لكل انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها وتمويله للمنظمات المسلحة في المنطقة. ذلك إلى جانب الإصلاحات الحكومية التي تجذب عناصر من المعارضة”.

تيم رايان – مرشح محتمل عن الحزب الديمقراطي للرئاسة

أما السيناتور بيرني ساندرز، وهو من فيرمونت، فقد قال في جوابه للصحيفة: “سيكون العالم بشكلٍ عام والشعب السوري بشكلٍ خاص في وضعٍ أفضل بدون بشار الأسد، المسؤول عن القتل الجماعي لمئات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال الأبرياء، والمتسبب بالتهجير القسري للملايين وانهيار الأمة السورية. الأمر لا يعود للولايات المتحدة في إسقاطه، والعلاقات الدبلوماسية ليست دليلاً على الموافقة عليه أو على أفعاله. إذا ما بقي في الحكم، فالولايات المتحدة بحاجة للتعامل مع نظامه بطريقةٍ ما”.

بيرني ساندرز – مرشح محتمل عن الحزب الديمقراطي للرئاسة

واندرو يان، وهو رائد في الأعمال التقنية، فجاء في رده على الصحيفة أنه منفتح على إعادة العلاقات الدبلوماسية مجدداً مع الحكومة السورية إذا ما بقي بشار الأسد في الحكم.

اندرو يانغ – مرشح محتمل عن الحزب الديمقراطي للرئاسة

أما المرشحين الذين أجابوا بالرفض الواضح فهم: كوري بوكر وستيف بولوك وبيت بوتيج وبيتو أورورك وجو سيستاك وإليزابيث وارين وماريان ويليامسون.

فقد جاء في رد السيناتور كوري بوكر، من نيو جيرسي، على الصحيفة: “يجب على الأسد التنحي عن منصبه وأن تتم محاسبته على جرائم الحرب التي ارتكبها”.

كوري بروكر – مرشح محتمل عن الحزب الديمقراطي للرئاسة

ستيف بولوك، حاكم مونتانا، فقد قال في رده: “لن أعيد فتح العلاقات الدبلوماسية مع نظام الأسد”. وأضاف: “لقد قتل الأسد شعبه بقسوة مستخدماً السلاح الكيميائي، ورأينا الجماعات الإرهابية تلجأ للفوضى لتنظيم العنف في جميع أنحاء العالم. يجب أن تكون أولوية التقدم هي تحقيق الاستقرار. نحن بحاجة إلى إعادة تقييم كامل للوضع والعمل مع كلّ من حلفائنا وخصومنا، حلف الناتو وروسيا، للوصول إلى حل سلمي للنزاع”.

ستيف بولوك – مرشح محتمل عن الحزب الديمقراطي للرئاسة

رئيس بلدية جنوب بيند في ولاية إنديانا، بيت بوتغيغ، فقد قال: “لن أعيد فتح العلاقات الدبلوماسية مع الحكومة السورية هذه التي يحكمها بشار الأسد”. وأضاف: “يجب أن تشارك الولايات المتحدة في المفاوضات التي من شأنها أن تؤدي إلى تسوية سياسية شاملة تتضمن تقدماً حقيقياً نحو الانتقال السياسي وإنهاء جميع الأعمال العدائية وحماية المدنيين وبدء عملية المساءلة. إن نظام الأسد هو الدولة الحاضنة للإرهاب وقد استهدف مواطنيه بالسلاح الكيميائي وأشرف على عمليات التعذيب على نطاق واسع وقتل شعبه”.

بيت بوتيجيج – مرشح محتمل عن الحزب الديمقراطي للرئاسة

السياسي الأمريكي من ولاية تكساس بيتو أورورك، فقد قال للصحيفة: “من الضروري أن تصل الحرب الوحشية في سوريا والتي تسببت بمقتل حوالي نصف مليون شخص ونزوح ملايين اللاجئين إلى نهايتها”. وأضاف: “يجب أن تكون أولوياتنا الآن حشد المجتمع الدولي لإنهاء العنف وحماية المدنيين وضمان أن تتم محاسبة المسئولين عن انتهاكات حقوق الإنسان، ومن بينهم بشار الأسد، عن جرائمهم. كرئيس، بيتو أورورك لن يعيد فتح العلاقات الدبلوماسية مع الحكومة السورية في غياب التقدم الدبلوماسي الحقيقي نحو انتقال سياسي”.

بيتو أورورك – مرشح محتمل عن الحزب الديمقراطي للرئاسة

من جانبه قال النائب السابق عن ولاية بنسلفانيا، جو سيستاك، في رده على سؤال الصحيفة: “يجب على الأسد أن يرحل. يجب أن لا يكون لدينا أي شكلٍ من التعامل مع ديكتاتور وحشي قام بقتل الكثير من شعبه”.

جو سيستاك – مرشح محتمل عن الحزب الديمقراطي للرئاسة

السيناتور الأمريكية إليزابيث وارين، من ماساتشوتس، فجاء في ردها: “الأسد مسؤول عن ذبح وموت مئات الآلاف. ليس هناك حلّ عسكري فقط في سوريا، ولكن يجب على العالم أن يحمّله مسئولية انتهاكاته للقانون الدولي والعنف ضدّ الشعب السوري”.
وأضافت: “لن أعيد فتح العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري. أنا أؤيد المشاركة العملية كجزء من جهود التنسيق متعدد الأطراف، سعياً للوصول إلى أفضل حل دبلوماسي محتمل لإنهاء الحرب الأهلية, ومعالجة الأزمة الإنسانية المستمرة ومنع أي نتائج منبثقة من هذا النزاع، ومن ضمنها الإرهاب”.

السيناتور ماريان ويليامسون، وهي مؤلفة، فكان جوابها واضحاً كذلك: “لا. الأسد مجرم حرب. إن الدبلوماسية مهمة إذا ما كانت تؤدي إلى السلام، إلا أن تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع الأسد أمر غير ملائم”.

ماري آن ويليامسون – مرشحة محتملة عن الحزب الديمقراطي للرئاسة

المرشحون الذين صنّفت الصحيفة جوابهم بالغير واضح فكانوا مايكل بينيت وجو بايدن:

ففي جواب السيناتور الأمريكي مايكل بينيت، من كولورادو، للصحيفة، قال المتحدث باسم بينيت: “يواجه الشعب السوري عنفاً لا يمكن تصوره من قبل نظام الأسد. تعتقد الولايات المتحدة أنه يجب أن تعمل أكثر للدفع نحو حلّ سياسي للنزاع في سوريا والذي من شأنه حماية مصالح كلّ من الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها”. وأضاف: “الحالة في سوريا معقدة بسبب التدخل الروسي والإيراني ولا يمكن معالجتها بمعزل عن الجهود المبذولة لمواجهة تنظيم داعش. الخيارات العسكرية وحدها لن تجدي نفعاً بالوصول إلى حل سياسي مستقر. من الواضح أن هناك حاجة لإستراتيجية أوسع لمعالجة الأزمة المستمرة”.

مايكل بينيت – مرشح محتمل عن الحزب الديمقراطي للرئاسة

نائب الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن فقد قال: “تبقى الحاجة إلى إنهاء الحرب السورية مهمة، والتي لا تزال تواصل التسبب في معاناة إنسانية خطيرة. ويجب على الولايات المتحدة الأمريكية أن تتعامل دبلوماسياً مع كل الجوانب التي يمكن أن تؤدي بالنزاع نحو نهايته”. وأضاف: “من الضروري أيضاً إبقاء العلاقات لمنع إعادة ظهور تنظيم داعش. لسوء الحظ، تخلى الرئيس دونالد ترامب عن المبادرة الدبلوماسية في سوريا لصالح روسيا وتركيا وإيران، بينما اتخذ عدة خطوات من ضمنها إنهاء تقديم الدعم للمعارضة. وتشير نيته للتخلي عن حلفائنا في المعركة ضد تنظيم داعش والتي تحد من قدرتنا على إنهاء الحرب وصياغة تسوية سياسية دائمة”.

جو بايدن – مرشح محتمل عن الحزب الديمقراطي للرئاسة

في حين لم يجيب على سؤال الواشنطن بوست كلّ من المرشحين التالية أسمائهم: جوليان كاسترو عمدة سان أنطونيو السابق، وبيل دي بلاسيو عمدة مدينة نيويورك، وجون ديلاني النائب السابق عن ماريلاند، والسيناتور الأمريكية كامالا دي هاريس من كاليفورنيا، والسيناتور الأمريكية من مينيسوتا ايمي كلوبشر، وإين ميسام رئيس بلدية ميرامار، والملياردير توم شتاير.

وتختم الواشنطن بوست نتائج استبيانها بالإشارة إلى أن إعلان الرئيس السابق باراك أوباما بأنه “يجب على الأسد أن يرحل” في العام 2011 أصبح رمزاً للفشل الدبلوماسي للولايات المتحدة. وقد قدمت الولايات المتحدة الدعم للمعارضة التي لم تتمكن من الإطاحة بالأسد الذي كان ذات يوم يعتبر زعيماً حيوياً محورياً، إلا أنه اليوم ليس إلا مجرم حرب وتابع لروسيا. فسوريا لا تزال تشكل قوة إقليمية قوية ومفتاحاً للتسوية السلمية في الشرق الأوسط، بحسب الصحيفة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.