بعد خسارتها معركة النفوذ…روسيا تشعل خلافاً بين ميليشيات إيران والشبّيحة في حلب

بعد خسارتها معركة النفوذ…روسيا تشعل خلافاً بين ميليشيات إيران والشبّيحة في حلب

عاد التوتر الأمني بين إيران وروسيا في مدينة حلب، حيث تسعى القوّات الروسيّة إلى العودة إلى المدينة بعد خسارتها الأخيرة معركة النفوذ أمام الميليشيات الإيرانيّة التي بسطت نفوذها في كافة أحياء المدينة.

وبدأ التوتر بين روسيا وإيران في حلب خلال الأيام الماضية، إثر مقتل قياديين من مجموعات “آل برّي” المدعومين من قبل روسيا منذ يومين.

واتهمت القوّات الروسية ميليشيا “حركة النجباء” باغتيال القياديين من “آل برّي”، حيث عثر على جثتهما قبل أيام في حي العرقوب شرقي المدينة.

والقوّات الروسيّة سعت إلى دعم العديد من ميليشيات الشبّيحة في حلب، ومن بينها ميليشيات “آل برّي”، وذلك للوقوف بوجه الميليشيات الإيرانيّة التي باتت منتشرة في أغلب أحياء المدينة.

وبدأت المواجهات بين الطرفين مساء الأحد الماضي بعد قيام مجموعة من ميليشيات نبل والزهراء بالهجوم على أحد حواجز شبيحة “آل برّي” في حي الخالدية، إثر خلاف بين الطرفين على تقاسم النفوذ وقيام جهات نافذة بالتحريض ضد الشبيحة الذين عاثوا في الحي فساداً كغيرهم من الميليشيات المسيطرة على جميع مفاصل المدينة”، كما تجمعت الميليشيات على الأطراف الشمالية للحي قبل أن تبدأ هجومها”.

وتوعّدت مجموعات آل برّي الميليشيات الإيرانيّة بالقتال داخل مدينة حلب، ونقل شهود عيان أنباء تحدثت عن حشود عسكريّة دخلت الأحياء الشرقيّة في المدينة، وتركزت في حي الشعار والميسّر، حيث مركز مجموعات “آل برّي” الرئيسية.

ومنذ أشهر يدور صراع بين روسيا وإيران في مدينة حلب، ذلك بعد أن أدركت روسيا خطر التمدد الإيراني على حساب سلطتها العسكريّة التي تسعى هي أيضاً إلى توسيعها في سوريا، ليصل ذلك الصراع في بعض الأحيان إلى الاشتباكات المباشرة بين الميليشيات الإيرانيّة والمجموعات التابعة لروسيا، والتي بدأت بتشكيلها موسكو قبل عامين لتوسيع وجودها العسكري في المنطقة.

ويرى المحلل العسكري أحمد عبّاس أن روسيا أدركت مؤخراً أنها أخطأت في معركة السيطرة على مدينة حلب، حيث وفّرت للجيش السوري والميليشيات الإيرانيّة الدعم الجوّي الكامل، وأهملت الجانب البرّي، ذلك ما سمح للميليشيات الإيرانيّة بالتفرّد خلال الدخول براً إلى المدينة وفرض نفوذها في المنطقة.

ويضيف عبّاس خلال حديثه لموقع الحل نت أن حلب باتت معقلاً عسكريّاً للقوّات الإيرانيّة ويقول “روسيا سحبت آخر مجموعاتها من حلب عبر نقلها جوّاً، أصبحت المدينة الآن تحت الوصاية الإيرانيّة في ظل غياب سلطة النظام الحاكم”.

وتشرف الميليشيات الإيرانيّة على العديد ن المقرات العسكريّة في مدينة حلب، حيث تعد الأكاديمية العسكريّة في حي الحمدانيّة من أكبر المعسكرات لتلك الميليشيات في المدينة، إضافة إلى إحداثها عدداً من المقرات في أحياء حلب الشرقية، ونشرها لرايات العديد من الميليشيات على الطرقات في شوارع حلب.

ويبدو أن مدينة حلب على وشك أن تشهد معركة ستحدد الجهة التي ستبسط سيطرتها ونفوذها في المدينة، ذلك في ظل الصراع الروسي الإيراني على النفوذ في مناطق سيطرة النظام السوري، حيث يدرك الجانبان الأهميّة الاستراتيجية التي تتمتع بها مدينة حلب

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.