للأسبوع السادس على التوالي ما تزال محافظة إدلب تعيش هدوءاً نسبيّاً، بعد إعلان وارة الدفاع الروسيّة نهاية شهر آب الماضي عما سمّتها بـ«هدنة أحاديّة»، إذ أكدت أن الجيش السوري سيلتزم بوقف إطلاق النار داعيةً فصائل المعارضة إلى الانضمام للهدنة.

وعلى الرغم من الخروقات العديدة التي تنفذها القوّات السوريّة، إلا أن المحافظة عاشت فترة من الهدوء، خاصة إذا ما تمت مقارنتها بالأشهر الأخيرة، التي شهدت حملة عسكريّة هي الأعنف، على مناطق الشمال السوري، وراح ضحيّتها مئات المدنيين.

وتشهد قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي عودة خجولة للنازحين مع توقف القصف الجوّي على تلك المناطق، حيث سجلت المجالس المحليّة عودة مئات العائلات إلى منازلهم خلال الأسابيع القليلة الماضية.

ويقول أحمد المحمد وهو أب لعائلة مكونة من ستة أفراد، إنه يترقب هدنة حقيقية ليتمكن من العودة إلى منزله في مدينة معرّة النعمان، ويؤكد أنه لم يستطيع التكيف مع عائلته في مخيّمات النازحين شمال إدلب، لا سيما مع اقتراب فصل الشتاء.

ويضيف «المحمد» خلال حديثه لموقع «الحل نت» يوميّاً أتابع أخبار مدينتي، صحيح أن وتيرة القصف انخفضت، لكن الهدنة مهددة، وفي أي وقت قد تعود العمليّات العسكريّة على المنطقة، لا أستطيع اتخاذ قرار العودة إلى منزلي في ظل هذا الشك”.

ويؤكد النازحون أن ضمان هدنة حقيقية ستمكنهم من العودة إلى منازلهم، إلا أن الجميع متخوفون من عودة القصف الجوّي والمعارك إلى أماكن إقامتهم، فيما إذا استطاعوا ضمان الاستقرار فيها.

وأصدر فريق «منسقو استجابة سورية» بياناً، قدم فيه تفاصيل عن أعداد النازحين الذين عادوا لبلداتهم منذ إعلان وزارة الدفاع الروسية عن الهدنة في إدلب، موثقاً عودة 13671 نازحاً إلى ريف إدلب مستغلين الهدوء النسبي الذي تشهده بعض المناطق.

وتوقع الفريق، بحسب بيانه، توافد المزيد من المدنيين النازحين إلى المنطقة في حال استمر الهدوء النسبي. وطالب البيان مع استمرار وقف إطلاق النار “الدول الغربية والمجتمع الدولي بالمساهمة في تثبيت الاستقرار من جديد في المنطقة، إضافة لزيادة العمل من المنظمات الدولية وأبرزها الأمم المتحدة على تقديم المساعدات الأساسية للبدء بمشروعات تنموية تساهم في تحسين الواقع المعيشي للمواطن السوري، فضلاً عن العمل من قبل الهيئات والمنظمات الإنسانية المحلية على إحصاء ودراسة المتطلبات الأساسية للمدنيين”.

وعلى الرغم من ميل الأوضاع الميدانية في إدلب إلى نوع من التهدئة، في ظل رغبة أطراف الصراع من الفاعلين الدوليين إلى إتاحة الفرصة للجهود الدبلوماسية والتفاوضية لحل مسألة إدلب، إلا أن تحرّكات الجيش السوري العسكريّة في المنقطة ما تزال تزيد الأمور تعقيداً وتعزز مخاوف النازحين من العودة.

وتقول مصادر ميدانيّة إن الجيش السوري استقدم تعزيزات عسكريّة خلال الفترة الأخيرة، إلى مواقع التماس مع فصائل المعارضة جنوب إدلب.

ويذهب الكثير من المحللون إلى القول إن الجيش السوري يجهّز لعمليّة عسكريّة جديدة، قد يفاجئ فيها الفصائل شمال سوريا، وذلك للسيطرة على المزيد من المواقع ما يعني انحسار سيطرة الفصائل باتجاه عمق مدينة إدلب.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.