يلجأ أهالي في #ريف_ديرالزور_الشرقي إلى زراعة خضروات صيفية وشتوية، في حدائق منازلهم أو في مساحات صغيرة بجانبها، كونها لا تحتاج إلى تكاليف مرتفعة، وتحقق نوعاً من الاكتفاء الذاتي لهم.

تقول (خنساء الصالح) 38 سنة من بلدة #الزباري، لموقع (الحل نت) إن “الارتفاع الكبير والملحوظ في أسعار الخضروات، دفعني وأسرتي للبحث عن وسيلة لتأمين متطلبات المنزل من خلال استثمار حديقة منزلنا، وتقدر مساحتها بنصف دونم”.

وتضيف الصالح “قمت مع أبنائي بتنظيف الحديقة من الأشواك والحصى، وتسويتها وفلاحة الأرض وزراعتها بخمس أنواع من الخضار الشتوية”.

وتتابع أنه “بهذه العملية نستطيع توفير أكثر من 30 ألف ليرة سورية شهرياً”، مشيرةً إلى أنها “تستوحي من حديقتها الطبخات اليومية التي تكون بنكهة ريفية ونقية”.

أما فائض الخضار، فتقوم خنساء ببيعة إلى أصحاب المحال التجارية في المنطقة أو بعض الباعة المتجولين، على حد قولها.

وتحدث (أبو تحسين) صاحب محال خضار في بلدة #بقرص لموقع (الحل) قائلاً إن “عملية زراعة حدائق المنازل، بالخضار الصيفية أو الشتوية، باتت تؤمن دخلاً أساسياً لقرابة 500 عائلة هذا في قرى بقرص والزباري وحدها”.

بينما لا توجد إحصائية دقيقة لتعداد العوائل المستفيدة في بقية مناطق الريف، فالغالبية العظمى منهم بات يعتمد على تلك الزراعة للهرب من ارتفاع أسعار الخضار في الأسواق، بحسب قوله.

ويلفت (أبو تحسين) إلى أن “هناك إقبالاً كبيراً من قبل الأهالي على شراء الخضار المحلية أو البلدية كما تسمى، لما تتميز به من جودة عالية ونكهة مميزة”.

(سفيان الخليل)، 39 سنة، من حي البلعوم، استفاد من هذه الزراعة أيضاً وتمكن من زراعة حديقة منزله، إذ سدت حاجته اليومية للخضراوات بدل شرائها من الأسواق، واعتمد في ريها على مياه البئر الخاص ببيته.

ويضيف الخليل في حديثه لموقع (الحل) أن “زراعة الحدائق المنزلية أو المساحات الصغيرة المحيطة أو المحاذية للمنزل هي أفضل طريقة لحفظ الخضروات، لأنها تفقد الكثير من قيمتها الغذائية بمجرد خروجها من التربة خاصة حين يطول وقت تخزينها”.

من جهته، تحدث (منصور العويد) 45 سنة وهو مهندس زراعي من #الميادين لـ (الحل) قائلاً: “باتت زراعة الحديقة المنزلية أو المساحة المحيطة بالمنزل مكملِّاً لاحتياجات المنزل في قرى ريف دير الزور، بدلاً من تركها وإهمالها”.

وأضاف أن ذلك جاء بعد تدهور الزراعة خلال سنوات الحرب، وذلك لما تحققه من اكتفاء ذاتي للأسر وتأمين احتياجات المنزل منها بأقل التكاليف، إلى جانب تحقيق دخل جيد جراء بيع الفائض منها، كون هذه الزراعة لا تحتاج لمعرفة عميقة أو تخصص معين”، بحسب قوله.

واختتم المهندس الزراعي حديثه مؤكداً على أهمية إعادة إحياء الزراعة المنزلية بقوله إن “أغلبية الأسر في ريف دير الزور تمتلك مساحات من الأراضي حول منازلها، لذلك لا بد من استثمارها بزراعة الخضار الموسمية، لأنها تكون زراعة عضوية تعتمد كلياً على الطبيعة وجهد المزارع فقط”.

إعداد: حمزة فراتي – تحرير: مهدي الناصر

الصورة من الأرشيف

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.