رغم القلق وحجم الضخ الإعلامي… الأهالي يؤكدون صمودهم في وجه التهديدات التركية

رغم القلق وحجم الضخ الإعلامي… الأهالي يؤكدون صمودهم في وجه التهديدات التركية

ما يزال القلق يسيطر على المدنيين في المناطق الحدودية من شمال وشرق سوريا. فيما أكدت مصادر مطلعة أن قوات سوريا الديمقراطية، وقوات الأمن الداخلي (الأساييش) ما تزال في حالة استنفار منذ إعلان الرئيس التركي إصدار تعليماته للبدء بعمل عسكري لاجتياح المنطقة.

وترك انسحاب القوات الأمريكية المفاجئة من نقطتيّ تمركز في ريفيّ رأس العين «سري كانيه» وتل أبيض «كري سبي»، حالة قلق لدى السكان في معظم مناطق #الإدارة_الذاتية، إذ تتواجد غالبية المدن الرئيسة بمحاذاة الحدود التركية.

وقال «سرخوش محمد» (صاحب مغسلة في حي الصناعة بالقامشلي) لموقع «الحل نت» إن التهديدات التركية كانت أمراً معتادا بالنسبة للناس، «ولم يؤثر ذلك على عملنا، إلا أن الحركة في السوق توقفت بشكل المفاجئ منذ يومين، مع إعلان انسحاب القوات الأمريكية ، من تل أبيض ورأس العين»، وفق تعبيره.

وأضاف أن الناس كانت معتادة على التهديدات التركية، «وكانت تعول على الموقف الأمريكي في الحفاظ على الاستقرار، وعدم السماح لتركيا في تنفيذ تهديداتها، وما حدث خلال اليومين الماضيين هو إن الأمريكيين لم يعودوا محل ثقة بالنسبة للكثيرين بسبب هذا الموقف»، بحسب تعبيره.

ووفق «خليل أحمد» من قوات الأمن الداخلي «الأساييش» في رأس العين «سري كانيه»، فإنهم ما «يزالون يعيشون حالة استنفار منذ أربعة أيام، ولكنه استطاع اليوم العودة إلى منزله في إجازة بعد تراجع احتمالية شنّ عملية عسكرية من قبل الأتراك».

وحسب «أحمد» فإن تصاعد #التهديدات_التركية، «ترك أثره على الشارع والأسواق في مدينة رأس العين (سري كانيه)، وأدى إلى وقف حركة البيع والشراء، منذ 3 أيام» موضحاً أن «ذلك من الطبيعي خاصة وأننا من المدن القريبة على الحدود، وتركيا ترفض الوجود الكردي أينما كان».

وقالت مصادر محلية لموقع «الحل نت» إنه وعلى الرغم من «حجم التهديدات التي أطلقها الرئيس التركي رجب طيب #إردوغان، فإن عدد قليل جداً- ولا يذكر- من أبناء مدينتيّ رأس العين وتل أبيض نزحوا أو انتقلوا لبيوت أقاربهم بعيداً عن المنطقة الحدودية.

وكانت مجموعات من #قوات_الدفاع_الذاتي قد سيطرت على الموقعين العسكريين اللذين انسحبت منهما القوات الأمريكية، أحدهما في قرية #تل_أرقم (7 كلم شرق رأس العين)، والآخر يقع شرق مدينة #تل_أبيض.

من جانبها قالت قيادات ميدانية من #قوات_سوريا_الديمقراطية لموقع «الحل نت»، أن الجانب التركي، شهد تحركات للقوات العسكرية التركية، إذ «باتت النقاط العسكرية والمخافر الحدودية المقابلة لقرية تل خنزير التابعة لبلدة مبروكة، مزدحمة بالآليات العسكرية، وهو ما أوحى باحتمالية بدء هجوم، لكنه لم يحدث، بينما تبدو الحالة أكثر هدوءً اليوم»، وفق قوله.

وتشهد مدينتا تل أبيض ورأس العين حراكاً شعبياً شارك فيه أهالي المنطقة وأنصار #الإدارة_الذاتية، كما أعلن عن افتتاح خيمتين للاعتصام، صباح اليوم. على أن تستمر الفعاليات الاحتجاجية فيهما على مدار أسبوع كامل، وفق ما أعلن المنظمون على الفعاليتين.

وقالت القيادة العامة لـ«قسد» فجر اليوم إن مناطق شمال شرقي سوريا الحدودية على حافة «كارثة إنسانية وشيكة»، مشيرة إلى أن «وجود مؤشرات ومعطيات ميدانية وحشود عسكرية على الجانب التركي، توحي أن مناطقنا الحدودية ستتعرض لهجوم تركي بالتعاون مع المعارضة السورية»، وفق ما ورد.

وعبرت وزارة الدفاع الأمريكية #البنتاغون عن أسفها من اختيار تركيا التحرك من جانب واحد. مؤكدة أن القوات الأمريكية في شمال سوريا «نقلت بعيداً عن مسار التوغل التركي المحتمل من أجل ضمان سلامتهم» موضحة أنهم لم يجروا أي تغييرات على وجودهم العسكري في سوريا في الوقت الحالي.

وجاء في بيان لوزارة الدفاع التركية أن الجيش التركي بات جاهزاً لبدء عملية عسكرية شرقي الفرات لإنشاء ما وصفه بـ«المنطقة الآمنة». فيما قال مسؤولون أتراك أن العملية ستنطلق خلال 48 ساعة.

وكانت معظم الترجيحات تذهب إلى احتمالية أن يكون هناك تدخل تركي محدود على امتداد طول الحدود لمسافة 100 كلم ما بين مدينتيّ رأس العين (سري كانيه) وتل أبيض (كري سبي)، وهما المنطقتين اللتين شهدتا تسيير ثلاث دوريات مشتركة ما بين #التحالف_الدولي وتركيا. وذلك قبل أن يعلن الجانب الأمريكي عن إغلاق المجال الجوي أمام الطيران التركي، وحدوث تغير في لهجة الرئيس الأمريكي وإصداره تصريحات متضاربة. وعدم موافقتهم على أي إجراء أحادي الجانب من قبل #تركيا.

وعلق السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام في تغريدة على موقع «تويتر» قال فيها: «إلى الحكومة التركية: ليس لديكم ضوء أخضر للدخول إلى شمال سوريا. هناك معارضة كبيرة من الحزبين في الكونغرس، والتي يجب أن تراها خطاً أحمراً يجب عليكم ألا تتجاوزه».

وأضاف غراهام «إذا كنتم تريدون تدمير ما تبقى من علاقة هشة، فإن الغزو العسكري لسوريا سوف يقوم بهذه المهمة»

وكانت وسائل إعلام مقربة من التحالف الدولي، قد نشرت أنباء عن قيام مجموعة من خلايا تنظيم الدولة #داعش بمحاصرة مركز أمني لقوى الأمن الداخلي في الرقة.

فيما أعلن مركز العمليات والتنسيق التابعة لقوات سوريا الديمقراطية على «تويتر»، إن الجيش التركي قصف مساء أمس نقطة تابعة لقواتهم على الحدود قرب مدينة سريكانيه «راس العين» موضحة أن «القصف لم يسفر عن إصابات في صفوف قواتها في النقطة، وأنها لم ترد على مصدر القذائف».

وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية أن الطرف التركي، استهدف بالرشاشات الثقيلة مواقع لها في ريف مدينة سري كانيه-(رأس العين)، دون أن تسفر عن أيّة خسائر.

ونفت مصادر إعلامية من طرف #إقليم_كردستان ما تداولته وسائل إعلام من أن طيران مجهول الهوية قصف قرية تل طويل بريف مدينة ديرك (المالكية 90 كلم شرق القامشلي) مساء أمس، مؤكدة أن القصف حدث على طرف الإقليم.

فيما تبنت وزارة الدفاع التركية، صباح اليوم، عملية الاستهداف بواسطة الطيران، والتي تمت على الحدود بين سوريا والعراق وقالت إنها استهدفت طرق تمويل قوات سوريا الديمقراطية.

وفي سياق متصل، وصلت القامشلي مساء أمس، 70 شاحنة تابعة للتحالف الدولي، في أول دفعة مساعدات عسكرية ولوجستية، تصل إلى مناطق الإدارة الذاتية عقب التهديدات التركية، حيث شملت آليات للبناء وسيارات دفع رباعية وشاحنات مغلقة.، يعتقد أن تكون من بينها حمولات سلاح.

وكان الرئيس التركي، قد أعلن قبل أيام عن إصداره تعليمات بإطلاق عملية عسكرية شرق الفرات، ليعقبه إعلان من #البيت_الأبيض بانسحاب القوات الأمريكية شمال وشرق سوريا، فيما قال الرئيس الأمريكي أن #تركيا باتت مسؤولة منذ اليوم عن مقاتلي «داعش» المعتقلين في مناطق الإدارة الذاتية.

لكن وزارة الدفاع الأمريكية أوضحت لاحقا كما الرئيس الأمريكي، أن لا انسحاب وشيك للقوات الأمريكية، وإن العملية شملت إعادة توزيع ما بين 50 إلى 100 عسكري أمريكي في المنطقة.

وكانت وزارة الدفاع التركية، قد أعلنت أن تركيا لم تتلق الضوء الأخضر من أمريكا بخصوص شنّ أيّة عملية في مناطق #شرق_الفرات، الأمر الذي فُسِرَ على أنه تراجع في اللهجة التركية، بعد صدور تصريحات من دول أوربية عديدة، تعارض أيّة عملية عسكرية تركية في مناطق شرق الفرات.

وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد استقدمت تعزيزات عسكرية من مختلف المناطق بما فيها أرياف #دير_الزور التي تشهد حملات ضد خلايا تنظيم الدولة(#داعش). فيما قالت قيادات من «قسد» إنها ستضطر إلى تخفيف الحراسة وسحب نسبة من المقاتلين الذين يحرسون المخيمات والسجون التي يقبع فيها مقاتلو «داعش» وعوائله، للتصدي لأي هجوم تركي محتمل، معتبرة الدفاع عن أرضهم وأطفالهم الهدف الأول، فيما حراسة السجون أصبحت «أولوية ثانية» بسبب التهديدات التركية باجتياح المنطقة. بالتزامن مع إعلان النفير العام صباح اليوم الأربعاء، ولمدة ثلاثة أيام.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.