أهالي المدن التركية الحدودية يخافون انتقاد الاجتياح التركي لسوريا

أهالي المدن التركية الحدودية يخافون انتقاد الاجتياح التركي لسوريا

نشرت وكالة “فرانس برس” يوم أمس تقريراً تناول حال سكان المناطق الحدودية في المدن التركية وخشيتهم من انتقاد الاجتياح التركي للأراضي السورية خوفاً من بطش نظام أردوغان وأجهزته الأمنية. فعلى الخطوط الأمامية للهجوم الذي شنته أنقرة الأسبوع الماضي والذي يستهدف المناطق الكردية في سوريا على طول الحدود، لم يكن لدى سكان المدن الحدودية التركية سوى أمنية واحدة، وهي عودة الهدوء إلى المنطقة. لكن الكثيرون، كما هو حال سكان مدينة سروج، يخشون التعبير علانية عن أدنى نقد لهذا الاجتياح التركي والذي لن يجلب لهم سوى الويلات.

فقد عم الحزن مدينة سروج، التي تقابل مدينة كوباني (توأمها السوري) في الجانب السوري، يوم السبت الماضي بعد يومٍ من القصف الذي طال المدينة من الجانب السوري والذي أودى بحياة ثلاثة من سكانها. ومن بين القتلى كان هليل ياغمور، عضو مجلس أحد الأحياء وأب لعشرة أطفال. وقد خرج العشرات في جنازته يكفكفون دموعهم ويخفون وجوههم بأيديهم. وفي دعائه بعد الصلاة على الميت، سعى الإمام إلى طمأنة الحضور وحضهم على التعاضد قائلاً: “نحن متحدون ولن ننقسم أبداً”. لكن التوتر بدا واضحاً على السكان المحليين الذين حضروا الجنازة، والسبب في ذلك يعود إلى وجود عناصر من المخابرات التركية بين الحضور بملابس مدنية. الأمر الذي يمنعهم من التعبير عن غضبهم من الهجوم التركي على المناطق الكردية في سوريا وما جره وسيجره عليهم من مآسي.

حيث بدأت تركيا وبعضا لميليشيات السورية التابعة لها هجوماً على المناطق التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب YPG في سوريا. وقد حظيت هذه العملية التي أطلق عليها اسم “نبع السلام” استحساناً كبيرا من المشاهير وأغلبية السياسيين، بالإضافة إلى جزء كبير من الشعب التركي. لكن بالنسبة لأولئك الذين يعارضون هذه العملية، فإن الصمت أمرٌ لا غنى عنه! فالنظام التركي يقمع بلا رحمة أي شخص ينتقد هذا الاجتياح علانية. فمنذ يوم الأربعاء الماضي، تم اعتقال 121 شخصاً وتم توجيه الاتهام لهم بـ “الدعاية الإرهابية” ضد عملية “نبع السلام” على شبكات التواصل الاجتماعي في تركيا. ويزداد الوضع توتراً في البلدات الحدودية حيث يضم أغلبها عدداً كبيراً من السكان الأكراد.

ويقول احد سكان مدينة سروج، طلب عدم الكشف عن هويته خوفاً من انتقام نظام أردوغان، في حديثٍ لفرانس برس: “نحن خائفون من انتقاد العملية”. ويضيف هامساً: “لو كنتم في مكاننا، فسوف تخافون أيضاً. أنا كنت أفضل عدم إجراء أية عملية عسكرية”. ويقول رجلٌ آخر من سكان المدينة يبلغ من العمر خمسون عاماً، طلب كذلك عدم ذكر اسمه للسبب ذاته، عندما سؤل عن رأيه في عمليه “نبع السلام”: “أنا ضد أي نوع من العمليات العسكرية”. وفي الوقت الذي رفض فيه صديقه الذي كان يجلس بحواره الإجابة عن هذا السؤال، انبرت سارية دوجان، امرأة كانت قد حضرت جنازة يوم السبت وقد أنهكتها سنوات العنف لاسيما بعد تجدد الصراع مع الأكراد في العام 2015، لتقول: “نحن نريد السلام! لماذا لا يوجد سوى الحروب والمزيد من الحروب؟ نحن كلنا أخوة وأخوات!”.

أما بالنسبة لؤلئك الذين يؤيدون العملية العسكرية التي أطلقها أردوغان في سوريا، فإنهم ليسوا بحاجة لأن يخفوا أنفسهم. فعند كل قافلة عسكرية تعبر المدينة باتجاه الحدود، تصرخ الحشود مبدية فرحها وهي تلوح بالأعلام التركية. وبينما غادرت مئات العائلات البلدات الحدودية التركية منذ انطلاق عملية “نبع السلام” يوم الأربعاء الماضي، فقد بقيت العديد من العائلات الأخرى أو حتى جاءت من المدن المجاورة لإظهار دعمها لهذا الاجتياح وفرحهم لرؤية أعمدة الدخان تتصاعد في المدن الكردية السورية بعد كل قصف من الجانب التركي. حيث يقول بوب أصلانلي، مزارع من بلدة سيلا نبيار، متباهياً: “نحن هنا لمساندة جنودنا وحكومتنا وشعبنا. نحن هنا للدعاء لهم”.

ترجمة (الحل نت)

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.