«اختزل التنظيم ولايات العراق وسورية في 2018 بولايَتي العراق والشام، فيما قلّص بقية الولايات الـ 16 إلى 4 ولايات فقط، هي خراسان، غرب أفريقيا، الحرمين واليمن إضافةً لولاية سيناء، بعد أن توسّع في مساحات شاسعة من هذه المناطق بصورة خاطفة».

—————————————————

ليث ناطق

ليست الهزائم العسكرية التي مني بها، مشكلةَ تنظيم #داعش الوحيدة، فهناك تراجع مستمر بأعداد مساعدي زعيم التنظيم #أبو_بكر_البغدادي وأعضاء اللجنة المفوضة في التنظيم والتي تعتبر بمثابة رئاسة وزراء، وأعداد أُمراء الدواوين وقادة الصف الأول.

وتمثل هذه الحالة شبحاً للتنظيم لصعوبة تعويضهم وفسح المجال لظهور صراعات بين ما تبقى من قادته أو من تدرّجوا لتعويض مواطن النقص التي ظهرت بسبب قتل أو اعتقال أو هروب هؤلاء القادة.

خشيةٌ متجدّدة

ما زالت #السلطات_العراقية تعتقد أن “أبو بكر البغدادي” موجوداً في #سوريا رغم ما شهده التنظيم هناك من هزائم أفقدته مساحات نفوذه بشكل كبير، لكنها تخشى، على لسان الناطق الرسمي باسم العمليات المشتركة العميد #يحيى_رسول «دفع ما تبقى من عناصر التنظيم باتجاه الحدود العراقية نتيجة العملية العسكرية التركية في مناطق #شرق_الفرات، وما قد ترافقها من حالات هروب من سجون التنظيم».

ويؤكد “رسول” في اتصالٍ هاتفي مع موقع (الحل) «استعداد القطعات العراقية المرابطة على الحدود لذلك» لكنه لم ينكر حاجة هذه القوات لتكنولوجيا حديثة كالكاميرات الحرارية من أجل رصد حالات تسلل عناصر التنظيم.

وعن حالة التنظيم الداخلية، يؤكد العميد “يحيى رسول” امتلاك القوات العراقية «معلومات استخبارية تفيد بصراعات وانقسامات بين قياداته» معتبراً «حالات الانقسام دليلاً على تفكك التنظيم وأنها مؤشر سلبي عن حالته».

بقايا قائد

بعد أن شغل العالم بقوته الخاطفة عبر سيطرته على مدن مهمة ومساحات شاسعة من العراق وسورية في عام 2014، لم يتبقَ لتنظيم داعش سوى مساحات ضيقة مترامية يتحرك عناصرُه فيها.

ويعتقد المحلل العسكري #سرمد_البياتي أن استراتيجية التنظيم الجديدة «تعتمد أُسلوب العصابات والتعرضات السريعة والخاطفة».

لكن “البياتي” يستبعد الجزم في حالات الصراع والانقسام الداخلية بين قيادات التنظيم معللاً ذلك بـ «صعوبة الاتصالات بينهم واعتقال أو قتل أغلب قيادات الصف الأول».

مؤكداً وجود «تنسيق بين القيادات البديلة لأن عقيدتهم واحدة وقائدهم واحد».

وكان رئيس #خلية_الصقور الاستخبارية في #العراق أبو علي البصري،  أكد ذلك في حوار صحفي في آب الماضي بالقول إن «البغدادي مازال يتمتع بنفوذ قوي وطاعة بين أتباعه من جنسيات أجنبية وعربية وعراقية».

لافتاً إلى «أنه أجرى تغييرات لتعويض القادة الذين قتلوا على يد خلية الصقور خلال العمليات المشتركة في سوريا وعمليات تحرير #نينوى والرمادي وصلاح الدين وباقي المناطق المحتلة».

مؤكّداً على «أن البغدادي يعاني عجزاً وشللاً في أطرافه بسبب إصابته بالعمود الفقري خلال عملية لخلية الصقور بالتنسيق مع طائرات قوتنا الجوية بشظايا صاروخ أثناء اجتماعه بمعاونيه في منطقة (هجين) قبل تحريرها عام 2018».

الغُربة بعد فناء الرعيل الأول

في أغسطس آب أعلنت وكالة “أعماق” إحدى وسائل إعلام التنظيم، أن البغدادي رشّح #عبد_الله_قرداش لخلافته، الشيء الذي شكك فيه مختصون حين حلّلوا ذلك الإعلان وأشاروا إلى عبارة (خليفة المجاهدين) التي تعتبر طارئة على لغة التنظيم لاعتياده استخدام عبارة (أمير المؤمنين) أو (خليفة المسلمين) لكنها تبقى مؤشراً على وجود تحركات في مياه قيادة التنظيم.

في حديثه مع موقع “الحل” يؤكد الخبير في شؤون الجماعات المسلحة #هشام_الهاشمي أن «42 من أصل 43 قائداً مؤسساً من النواة الصلبة للتنظيم تم قتلهم».

ويضيف الهاشمي: «تم قتل قرابة 79 قائداً من الصف الأول واستبدل التنظيم معظم قياداته الميدانية والوسطى في أكثر من قاطع عمليات».

وكان التنظيم فيما سبق يتحدث عن تواجده في 35 مدينة عرّفها باسم “ولايات” وقسّمها إلى 19 ولاية في العراق وسورية إضافةً لـ16 ولاية في دول أُخرى متفرقة.

يؤكد الخبير “هشام الهاشمي” أن التنظيم «اختزل ولايات العراق وسورية في 2018 بولايَتي العراق والشام، فيما قلّص بقية الولايات الـ 16 إلى 4 ولايات فقط، هي #خراسان #غرب_أفريقيا #الحرمين و#اليمن إضافةً لولاية سيناء، بعد أن توسّع في مساحات شاسعة من هذه المناطق بصورة خاطفة، معتمداً على انقلاب بعض الجماعات المسلحة لموالاته، وبدرجة أكبر، على قوته الإعلامية التي يعتقد مختصون أنها لعبت دوراً بانتصاراته وتمدده».

إحلالٌ واستبدال

عُرفَ التنظيمُ الإرهابي بقوته الإعلامية مذ ظهر على الساحة، وكان يعتني بنتاجاته الإعلامية فتظهر إصداراته المرئية متقنةً لتستدرج تحليل واهتمام المحللين.

منذ نيسان 2013 أصدر داعش 104 إصداراً مرئياً مستخدماً كل التقنيات الممكنة ومكرّساً لهذه المهمة كوادر محترفة، لكنها تفككت وقضي على رؤوسها.

يقول هشام الهاشمي: «تم القضاء على كوادر ووسائل ديوان الإعلام المركزي لداعش وخاصةً (أبو محمد فرقان) الشهير بالدكتور وائل عادل حسن الفياض».

يستكمل الهاشمي حديثه لموقع الحل: «تم استبدال القادة في ديوان الإعلام بشخصيات أقل شأنا وأقل خبرة».

لم يقتصر تعويض القادة بأشخاص أقل شأناً على ديوان الإعلام، لأنه السبيل الوحيد للبغدادي بتعويض المقتولين والهاربين والمقبوض عليهم.

يضيف الهاشمي: «تم استهداف رئيس اللجنة المفوضة في تنظيم داعش (إياد عبد الرحمن العبيدي) المعروب بـ أبو صالح حيفا ونائبه (إياد حامد محل الجميلي) أبو يحيى العراقي، وتم تسليم هذه المهمة لـ “مشتاق طالب الجنابي” (أبو عمر أو جبار 90) ويساعده “أنور حمد الجنابي” (حجي عارف) وهما أقل قيمة تأريخية في التنظيم وأقل كاريزما».


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.