تحضير البرغل في ديرالزور.. طقس احتفال وتعارف تصنعه النساء

تحضير البرغل في ديرالزور.. طقس احتفال وتعارف تصنعه النساء

تشتهر محافظة #دير_الزور بصناعة “البرغل” باعتباره من العادات القديمة المتوارثة، ومن الوجبات المهمة والأساسية في المنطقة، ويرافق عملية إعداده أجواء وطقوس متعارف عليها، تشترك بها العائلة والأصدقاء والجيران أيضاً.

وتمتاز المحافظة بكونها منطقة إنتاج وفير لمادة القمح المتعدد الأصناف، والذي يتم اختيار أجود أنواعه لصناعة “البرغل”، وعادة ما يتم اختيار النوع “القاسي” من القمح.

احتفال البرغل
تقول السيدة “أم عبدالرحمن” من ريف ديرالزور الشرقي، لموقع «الحل نت»، إن “صناعة البرغل وأجوائه أشبه بتجهيزات العرس، فقديماً ترسل ربة البيت فتاتين أو أكثر من قريباتها أو جاراتها يسمّين “الحوَّافات” كما في العرس إلى البيوت التي تضم فتيات يحسنّ صنع البرغل قبل يوم أو يومين من العمل، وفي صباح اليوم التالي تحضر الفتيات المدعوات بأحسن ثيابهن وأتم زينتهن، وهن يرحبن بمثل هذه المناسبة التي تتيح لهن الظهور، وتعرف النساء عليهن وعلى مهارتهن مما ينبئ بأنهن أهل لأن يكنّ ربات بيوت، ومثل هذه المناسبات تيسَّرُ خطبتهن، فتذكرهن الصبايا لإخوتهم الذكور، ولذا يقبلن على المشاركة برغبة حارة وكأنهن يحضرن حفلة سارة».

وأشارت إلى أن “صناعة البرغل يرافقها الغناء المتنوع، إمَّا من إحداهن أو من شخص آخر، وتتناوب الشابات على الغناء وأحياناً يكون من الجميع إمّا “موليا” أو “نايل” أو “أبو الزلف”، وأحياناً يعقدون الدبكة عند العصر قبل الانصراف، وتقدم ربة البيت عشاء للمشاركات يأخذنه معهن، وتحرص الأسرة على إكرام الفتيات المدعوات حتى تضمن عودتهن ولكي يشيع لها صيت في الإكرام”.

عملية التحضير
تقول ميساء الخلف من قرية #الطيبة لموقع «الحل نت» إن “عملية التحضير تتم على مراحل حيث تشمل المرحلة الأولى عملية الغربلة، بمعنى استبعاد الشوائب بكافة أشكالها، ومن ثم عملية السلق، من خلال حلة كبيرة مملوءة بالماء بعد إشعال النار تحتها وتركها حتى تصل لدرجة الغليان ثم بعد ذلك نضع القمح في الماء المغلي ونبدأ بتحريكه”، منوهة إلى “أهمية تحريك محتوى الحلة باستمرار، لتكتمل عملية طهي حبات القمح بشكل كامل ويسمى هنا (السليقة)” وفق قولها.

في هذا المرحلة بالذات، يتجمع الأطفال الصغار بالقرب من القدر، حاملين صحونهم بانتظار “السليقة” التي يقومون برشها بالملح وتناولها على الفور.

تتابع: «بعد إخراج السليقة من القدر نقوم بفرش حصيرة نظيفة على سطح المنزل، لنفرد عليها “السليقة”، وبعدها ننتظر من 3- إلى 5 أيام حتى تجف بشكل كامل يتخللها عمليات قلبها بشكل مستمر، بعد ذلك “نغربلها” في الهواء لتذهب منها قشور القمح، ونعيد تعبئتها مرة أخرى بالأكياس لتطحن».

لافتة إلى أنه «قديماً كان يتم الجرش في مطاحن حجرية (الرحى) وفقاً للنعومة المطلوبة، وقبل الطحن يتم إضافة ماء بنسبة معينة للترطيب من أجل منع تشكل الغبار أثناء الطحن، ويتم فصل ناتج الطحن وفقاً لحجمه إلى أحجام مختلفة، تتميز في استخداماتها المختلفة منها برغل خشن، وبرغل ناعم، أم الآن فيتم جرشها بواسطة مطاحن آلية متنقلة».

واختتمت حديثها منوهة إلى صناعات أخرى تلحق بصناعة البرغل وهي “الفشيق” و”الهِكِط”، أما “الفشيق” فيصنع بالحب المسلوق، ويدقّ ويجرش؛ لكي تكون له لمعة، أمَّا “الهكط” فيصنع من اللبن المصفى ثم يقطع ويترك ليجف.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.