رغم إزالة معظم الحواجز من دمشق ومحيطها بشكل تدريجي منذ حوالي العام، إلا أن عدة حواجز في داخل المدينة لا تزال موجودة، دون أن يكون لها أية فعالية أمنية أو إجراءات تفتيش حقيقية، بل هي حواجز موجودة من أجل لمّ جبايات وأتاوات كي تسمح للسيارات بالمرور بسلام.

ولم يعد أخذ الرشوة أمراً مُخجلاً بالنسبة لهذه الحواجز، بل بات أمراً صريحاً وواضحاً، وكأنما هو واجبٌ بالقانون أن تدفع السيارة على طريق بيروت مثلاً عند حاجز الرابعة وحاجز الأمن العسكري لكي لا يتم تنزيل كل الأغراض والحقائب التي بداخلها، أو على الطريق المعاكس باتجاه دمشق، عليك أن تدفع للجمارك مبلغ 500 ليرة سورية من أجل تفادي كتابة ضبط جمركي، وهكذا.

ومن بين حواجز الأتاوات المشهورة في دمشق، حواجز سوق الهال قرب باب شرقي، وهذه الحواجز ترصدُ كل السيارات الخارجة من السوق والمحمّلة بالأغراض، وتقف على حاجز التفتيش، ليبقى السائق أمام خيارين، إما أن يقوم بتفريغ كامل حمولته بحجة التفتيش، أو عليه أن يدفع الرشوة المطلوبة.

وبكل تأكيد يلجأ كل السائقين بدون استثناء إلى دفع الرشوة التي تتراوح من 200 ليرة وحتى 5000 ليرة.

فالشاحنة الصغيرة إذا كانت خالية من البضاعة، فعليها أن تدفع مبلغ 200 ليرة سورية، يضعها السائق بيد العسكري بشكل مباشر وبدون تردد، وإذا كانت الشاحنة الصغيرة مليئة بالخضراوات، فيدفع السائق مبلغ 500 ليرة، بالإضافة إلى سلب عدة حبات من الفواكه والخضراوات الموجودة خلف السيارة.

ويرتفع المبلغ إلى 1000 ليرة بالنسبة للشاحنة المتوسطة، وإلى 5000 ليرة سورية بالنسبة للشاحنة الكبيرة أو القاطرة والمقطورة.

ولا يقتصرُ الدفع على السيارات الشاحنة، فيُمكن للسيارة العادية أن تسلك الخط العسكري مقابل دفع مبلغ 200 ليرة مثلا، أو يمكن أن يكون الدفع من أجل السماح للسيارة بالعبور بشكل مخالف بجانب الحاجز، أو العودة عكس السير.

وبكل تأكيد تكون سلطة عناصر الحاجز في هذه الحالة، أقوى من سلطة شرطي المرور حتى وإن كان موجوداً.

وهناك مورد مال آخر للحواجز التي تقوم بحجز أماكن في محيطها، وتجعلها ما يشبه المرآب المأجور، فيمكنك أن تركن سيارتك بجانب الحاجز، بعد تفتيشها، بشرط دفع مبلغ 500 ليرة، أو تقديم بعض الأطعمة والمشروبات لعناصر الحاجز.

وهكذا تتحول هذه النقاط من مصدر للأمان المفروض وحماية الناس، إلى نقطة ابتزاز وسحب أموال من الناس والدراويش.. والويل كل الويل لمن يخالف أو يعارض أو يمتعض!

وينسحب الحال على كل حواجز الأسواق التي بقيت دون أن يتم إزالتها، مثل الحاجز عند مدخل سوق السويقة في منطقة باب مصلى، وحاجز على مدخل سوق باب سريجة وسط دمشق، وحواجز طيارة عند تقاطعات الشوارع الرئيسية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.