رغم المعوقات والوعود التي لم تُنفذ.. الحياة تعود تدريجياً إلى نينوى

رغم المعوقات والوعود التي لم تُنفذ.. الحياة تعود تدريجياً إلى نينوى

خاص – الحل العراق

بعد أن وضعت الحرب أوزارها في محافظة #نينوى، التي شهدت معارك عنيفة بين القوات الأمنية العراقية وعناصر تنظيم “داعش” في عام 2017، إبان تحريرها، عادت الحياة تدريجياً إلى طبيعتها في أغلب مناطق المحافظة، خاصةً بعد قيام الجهد الهندسي بتنظيفها من #العبوات الناسفة و #المفخخات التي خلفها التنظيم.

ففي خطوة من أجل إعادة الحياة إلى سابق عهدها، قامت القوات الأمنية في أيمن الموصل، بالسماح للمواطنين بفتح المحلات التجارية، بعد تنظيف المناطق بشكل كامل من مخلفات الحرب.

ومع الدمار الكبير الذي خلفته عملية #تحرير محافظة نينوى، مازال هناك الكثير من أهلها يتمسكون بعودة الحياة إلى طبيعتها رغم حجم الدمار والمعوقات التي تواجههم.

المواطن أحمد الجادر وهو من أهالي محافظة نينوى، يقول لمراسل “الحل العراق”: «كانت لدي محلات كثيرة لبيع المواد الغذائية في أسواق الدواسة الشهيرة بالجانب الأيمن من مدينة #الموصل، كانت أغلب العوائل الموصلية تتسوق من محلاتي بسبب المعاملة الجيدة والأسعار المناسبة والبضاعة المميزة».

مبيناً أنه «حتى قبل دخول تنظيم داعش إلى المدينة، قمت بتطوير محلاتي وافتتاح عدة فروع أخرى في أماكن متعددة من المدينة، ولكن بعد قدوم التنظيم قمت بتصفية المواد الموجودة وغادرت المدينة إلى #إقليم_كردستان، وتحديدا مدينة #دهوك، وبعد تحرير المدينة من سيطرة تنظيم داعش عدت إليها على أمل إعادة افتتاح الأسواق التجارية الخاصة بي».

وأضاف الجادر، أنه «رغم الدمار الكبير في المدينة وخاصة في سوق الدواسة، الذي تعرض للدمار الشديد في أغلب العمارات والمحال التجارية، ومنها الأسواق التي كنت أملكها، قمت أنا وأولادي بإعادة ترميم المحال وكلفتنا أموالاً ضخمة وكانت من مالنا الخاص ولم تقم الحكومة حتى الآن بتعويضنا ولو بدينار واحد».

وأكد «بدأت الحياة تعود تدريجيا لهذا السوق الحيوي، الذي يعد مركزاً حيوياً لسكان المدينة خاصةً في أيام الأعياد والمناسبات، بدأت العوائل التي كانت تتسوق من محلاتي بالعودة مجدداً رغم قلة الأعداد، لكن بدأت الأسواق تستعيد عافيتها، وبدأت العمل على إعادة افتتاح الفروع الأخرى في سوق #النبي_يونس في الجانب الأيسر وهنالك تصميم وإرادة من جميع أصحاب المحال في الجانب الأيمن الذي يعتبر روح مدينة الموصل على إعادة الحياة لهذا الأسواق العريقة».

وكشف أن «هناك مشاكل وتحديات نوجهها، من بينها كثر الإتاوات التي تؤخذ منا من جهات أمنية وفصائل مسلحة، بحجة الضرائب تارةً والمحافظة على الأمن وتوفير الحماية تارةً أخرى، مما يثقل كاهلنا لأننا الآن في طور إعادة الحياة وما صرفنا على إعادة الإعمار أضرنا كثيراً، ومن هنا نطالب الحكومة الاتحادية والحكومة المحلية بإيجاد حلولاً عاجلة لهذه المسألة».

من جانبه أكد عضو مجلس محافظة نينوى حسام العبار، لـ”الحل العراق”، على أن «الحكومة المحلية، تسعى بكل ما تملك من أجل إعادة الحياة إلى طبيعتها في الموصل، والمدينة حالياً بوضع جيد، وعادت الحياة إليها، خصوصاً مع افتتاح عدد كبير من المحلات التجارية في الأسوق، التي اعتاد الموصلين على التسوق منها».

وبين العبار، أن «هناك عامل مهم ورئيسي يعيق عودة الحياة الى طبيعتها في نينوى، رغم تحريرها منذ ما يقارب أكثر من السنتين، وهو عدم عودة النازحين إليها، فهناك الكثير من أهالي وتجار تلك المحافظة، مازالوا خارجها، بسبب خوفهم من العودة، لهول ما شاهدوه من تدمير مناطقهم وقتل أقاربهم وجيرانهم وأصدقاءهم».

من جانبه، قال محافظ نينوى السابق #أثيل_النجيفي، لمراسل “الحل العراق”: إن «أهالي مدينة الموصل، منذ الساعات الأولى سعوا إلى إعادة الحياة إلى طبيعتها في مناطقهم ومدنهم»، مبيناً أن «هناك جهات سياسية، وكذلك فصائل مسلحة، هي منْ كانت تعمل على عرقلة عودة الحياة إلى طبيعتها في نينوى، فهم يسعون بكل الطرق إلى أن تبقى المحافظة مدينة أشباح، لكن رغم ذلك يسعى الموصليون إلى جعل مدنهم أفضل من السابق».

وكانت الحكومة العراقية، قد قررت عُقب القضاء على تنظيم “داعش”، تعويض ذوي الضحايا، بمن فيهم المتضررين مادياً، عبر لجنةٍ مركزية في #بغداد بإشراف قضاةٍ يتبعون لمجلس القضاء الأعلى، لتقدير حجم الأضرار وقيمة التعويضات المالية.

ورغم مرور عامين على استعادة نينوى من سيطرة التنظيم، إلا أنها لا تزال مُدمّرة بنسبةٍ تُقدّر بنحو 80%، فيما لم تستطع أغلب العوائل الموصلية حتى الآن من العودة إلى ديارها، بسبب سوء الخدمات، بعد أن بقيت وعود الحكومة العراقية بإعادة إعمار المحافظة حبراً على ورق.

وكان تنظيم داعش، قد أعلن سيطرته على مدينة الموصل في /9/ يونيو حزيران 2014، قبل أن تستعيدها القوات العراقية من قبضة التنظيم في يوليو تموز 2017.

تقرير ـ محمد الجبوري – نينوى

تحرير- سيرالدين يوسف

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.