رصد ـ الحل العراق

سلّط #مراقبون المجهر على الارتباك الذي أظهرته #المنظومات الإقليمية المنضوية تحت قيادة #إيران في مقاربة #الاحتجاجات الشعبية في العراق ولبنان.

فقد كان لافتاً مواقف الفعل العدائية التي أظهرتها إيران وأحزابها التابعة في البلدين من الاحتجاجات.

أفصحت هذه الأطراف عن موقفها الرافض بشكل واضح، فيما كشفت أنها هذه المرة لا تحتاج إلى ركوب #الموجات الجماهيرية وإدعاء تبنّيها لشعارات الشارعيْن العراقي واللبناني، وهو أمر لم يكن ممكنا القيام به هذه المرة لأنها أساسا المنظومة التي قام ضدها الشارع.

ويفيد تقرير لصحيفة “العرب” #السعودية، أن #طهران أدركت أن الاحتجاجات التي اندلعت في #لبنان، وتلك التي اندلعت قبل ذلك في العراق، وتطورت في انتشارها وزخمها، تحمل في دينامياتها الداخلية عداء للمنظومات السياسية التي تحكم البلدين وتشرف #طهران على التحكم بها.

ورأى باحثون في الشؤون الإيرانية أن تجاوز التحركات الشعبية للأحزاب المعروفة حتى تلك التي تناهض التيارات الموالية لإيران، جعل من التعامل مع حركة الشارع أمرا صعبا كونه غير خاضع لسياسة الترغيب والترهيب التي لطالما انتهجتها إيران في التعامل مع كافة #القوى السياسية في البلدين.

ولفت مراقبون إلى الطابع #الشيعي الذي يميز الحراك في العراق على نحو يحول الصراع إلى وجه داخلي يجري داخل البيت الشيعي، بما يحرم الأحزاب الموالية لإيران من اللجوء إلى أدوات #الفتنة والاستعانة بالتاريخ القديم والعودة إلى مظلومية الشيعة القديمة منذ مقتل الحسين بن علي في #كربلاء.

مخاوف من انتقال عدوى العراق ولبنان إلى إيران، خصوصا وأن الأخيرة كانت سبّاقة في الثورة على نظام الحكم، وذكّر هؤلاء بخطاب رئيس الحكومة الأسبق #نوري_المالكي حين تحدث عام 2014 عن أن المعركة في #الأنبار هي بين جند الحسين وجند يزيد، كما بالأجواء التي حضنت قيام #الحشد_الشعبي بناء على فتوى المرجع الشيعي #علي_السيستاني فهم منها نداء لحماية الشيعة من خطر يمثله إرهاب السنة.

ويستهدف الخطاب الإيراني المنتقد للحراك الشعبي في العراق ولبنان تأثيم الأمر بصفته رجسا مشبوها يتبع #السفارات وينفذ أجندات #أجنبية، وبالتالي تخوين المشاركين في هذه الاحتجاجات تمهيدا للتعامل معهم وفق هذا المفهوم.

ويذكّر المتابعون أن الاحتجاجات الشعبية التي اجتاحت العشرات من المدن الإيرانية قبل انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من #الاتفاق_النووي، وفرض الولايات المتحدة عقوبات خرجت من مناطق ومدن محسوبة على التيار المحافظ داخل مشهد السلطة الحاكمة في إيران،

وأن الأمر أقلق النظام السياسي ودفع حتى التيار الإصلاحي للانضمام إلى التيار المتشدد في نعت المتظاهرين بالغوغاء الخارجين عن القانون واتهامهم بتنفيذ أجندات أجنبية مشبوهة تستهدف الجمهورية الإسلامية.

وعظّمت الضغوط الهائلة التي تتسبب بها العقوبات الاقتصادية الأميركية على إيران من حجم وثقل وخطورة الأزمة المعيشية في البلد، الأمر الذي يجعل خروج الناس إلى الشوارع مسألة وقت تتحين لحظة معينة تحاول طهران تأجيلها والوقاية من ظهورها.

وتخشى بعض الأوساط من أن كلمة السر التي أعطاها خامنئي لـ”الحريصين” في العراق ولبنان لإنهاء الاحتجاجات، هدفها تفجير الأوضاع خارج الحدود الإيرانية، داخل ميادين النفوذ في البلدين، لرد موجات العدوى الحتمية التي ستنتقل عاجلا أم آجلا إلى داخل إيران نفسها.

تحرير ـ وسام البازي

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.