بالتزامن مع بدء العملية العسكرية التركية على مناطق شرق الفرات، أعلن البيت الأبيض أن قواته سوف تنسحب من كامل سوريا، ولن تشارك في هذه المعركة، كما غرّد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على تويتر بأنّ «الأكراد يقاتلون تركيا منذ عقود، وأن بلاده لن تشارك في هذه الحرب».

على الرغم من تأثير هذا الإعلان الأمريكي على معركة #شرقي_الفرات، لكن تصريح #ترامب أسال لعاب قوى عدّة في سوريا، كانت تنتظر خروج #الولايات_المتّحدة_الأمريكية، وعينها شرقاً نحو حقول النفط. ولكن دون سابق إنذار، عاد ترامب للتراجع عن قراره، وأكّد مجدّداً يوم الأربعاء الفائت أن واشنطن ستحتفظ بـ «عدد صغير» من القوات الأمريكية في سوريا.

توزيع الثروة
وأضاف ترامب أننا «سنحاول التوصل لحل مع الأكراد يضمن لهم بعض التدفقات النقدية من النفط، وقد نسمح لواحدة من شركات النفط الكبرى للدخول للمنطقة وأداء ذلك بشكل صحيح». موضحاً خلال مؤتمر الإعلان عن مقتل زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي، أنّه قد يعقد صفقة مع شركة «إكسون موبيل» النفطية، أو إحدى الشركات الأمريكية الكبرى للذهاب إلى سوريا، وتوزيع الثروة.

وتبع تصريح ترامب إعلان #وزارة_الدفاع_الأمريكية، البنتاغون، في بيان لها، عن إرسال المزيد من القوات لحماية آبار النفط في شرقي سوريا. وبحسب البيان، فإن وزير الدفاع الأمريكي #مارك_إسبر سيقدم التوصيات اللازمة للرئيس، ترامب، بخصوص استمرار عملية التصدي لتنظيم «داعش» في سوريا.

شحنة عسكرية أمريكية وصلت لحقول النفط
لم تكن هذه الدفعة هي الوحيدة، إذ حصل موقع «الحل نت» على معلومات مؤكّدة من دير الزور، تفيد بدخول شحنة عسكرية أمريكية من #العراق إلى #حقول_النفط في سوريا صباح الثلاثاء الماضي. وبحسب المعلومات، فإن الدفعة الثانية توجّهت إلى حقول رميلان، بعد اجتيازها معبر اليعربية بين #سوريا والعراق، وتتكوّن القافلة من 13 آلية ثقيلة تشمل مدرّعات وناقلات جند ومعها أسلحة متوسّطة وخفيفة.

ويقدر عدد الآبار النفطية التابعة لحقول رميلان وحدها بقرابة 1322 بئرا للنفط و25 بئراً للغاز. وتشير البيانات التي استخرجها «الحل نت» من موقع شركة «بريتش بتروليوم» للنفط، إلى أن الإنتاج النفطي السوري كان يبلغ 406 ألف برميل في عام 2008، وانخفض إلى عام 2009 ليصبح 401 برميل يومياً، ثم أصبح 385 ألف برميل في عام 2010، و353 ألف برميل في عام 2011، و171 ألف برميل في عام 2012، و59 ألف برميل في عام 2013، و33 ألف بر ميل في عام 2014، ثم 27 ألف برميل في عام 2015، و25 ألف برميل في عامي 2016 و2017، و24 ألف برميل في عام 2018. وكان “داعش” يجني منها نحو 40 مليون دولار شهريا في عام 2015، بحسب وزارة الخزانة الأميركية.

واشنطن تهدد بالقوة الساحقة
ورداً على قرار أمريكا باستئناف سيطرتها على حقول النفط، أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيانٍ لها، أن «ما تفعله واشنطن يدل بكل بساطة على (عقلية اللصوصية) على مستوى عالمي».

وذكر البيان أن «ملكية أي من حقول النفط الواقعة على أراضي جمهورية سوريا العربية، لا تعود لإرهابييّ تنظيم (داعش)، ولا للمدافعين الأميركيين عن إرهابيي التنظيم، بل تعود حصرياً لسوريا». هذا الأمر دفع وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، للرد مرّة أخرى على التصريحات الروسية، قائلًا: «سنرد بالقوة الساحقة على أيّة جماعة تهدد سلامة قواتنا هناك».
وأضاف إسبر أن «قوات سوريا الديمقراطية اعتمدت على الدخل من هذا النفط لتمويل مقاتليها، ومنها القوات التي تحرس السجون التي تحتجز مقاتلي (تنظيم الدولة)، وتساعد في هزيمة التنظيم».

إنتاج النفط السوري قد يصل إلى 400 ألف برميل
قال معاون وزير الطاقة السابق، بالحكومة السورية المؤقّتة المعارضة، «عبد القادر علاف» إن «النفط السوري يُعتبر حجمه صغير مقارنةً مع الدول النفطية، وهذا لا يمنع أنّه يحقّق دخلاً يصل إلى ملايين الدولارات يومياً.

وأضاف علاف لموقع «الحل نت»، أن روسيا والولايات المتحدة تجدان في النفط السوري وسيلةً لتمويل الميليشيات التابعة لهما، واللتين تعتمد عليهما في وجودهما في سوريا. منوهاً أنه «إذا تم استثمار النفط السوري بشكلٍ جيّد من قبل الدول المسيطرة عليه قد يصل الإنتاج إلى ٤٠٠ ألف برميل يومياً، وهو رقم جيّد لتغطية النفقات».

وتابع “المسؤول في الحكومة السورية المعارضة، أن «النفط السوري سيطرت عليه الفصائل المعارضة السورية، ثم تنظيم (داعش) وبعدها (قسد) التي ما زالت تديره حتّى الآن»، موضحاً أن «جميع الجهات التي سيطرت على النفط خلال السنوات الماضية، استخدمته كأحد أهم الموارد التابعة لها، وتمكّنت من خلاله من تغطية كامل النفقات التي تحتاجها».

الانسحاب لأجل غير مسمى
ورأى علاف أن الولايات المتحدة، لا يبدو أنّها سوف تتخلّى عن حقول النفط قبل حصول تسوية سياسية شاملة في البلاد، كما أن الروس الذين سيطروا على حقول الغاز والفوسفات يسعون أيضاً لوضع يدهم على النفط.

وأكّد أيضاً أن خلاصة مجموعة العمل الأمريكية، التي درست الوضع في سوريا، كانت إحدى توصياتها ألّا تتخلّى الولايات المتحدة عن منابع النفط منعاً من أيّة سيطرة اقتصادية لروسيا أو #إيران عليها، كما أن الولايات المتّحدة بمجرّد احتفاظها بقاعدة التنف، فإنّها لا تفكّر حالياً بالانسحاب من حقول النفط.

الصورة من الأرشيف

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة