علي الكرملي

لا شيء بقيَ ,لم يفعله المتظاهرون في #ساحة_التحرير ببغداد، تنظيف، إسعاف، طبخ، والكثير الكثير، آخرها الرسومات، التي أمسَت تجذب الأنظار نحوها بشدّة؛ لجماليتها ولمضامينها المُعبّرة.

شوهدَت الرسومات لأول مرة مذ أيام أربع في #نفق_التحرير أسفل الساحة بالضبط، كل من لديه موهبة الرسم يرسم على جدرانه المهملة مذ عقد ونيّف، مُتطوعون، فرق، وكذا طلبة الفن التشكيلي في مختلف الجامعات.

الرسامون المتطوعون من طلبة الجامعة المستنصرية- كاميرا الحل

ما أن تدخل النفق، حتى تحير من أين تُوَلّي ناظِرَيْك، وإلى أي جدار تنظر، من فرط بذخ الرسمات ومن كثرتها، ومع كل هذا، لايزال المتطوعون يرسمون، رسموا كل شيء يرتبط بالتظاهرات، كل ما يعبّر عنها.

نُقابلهم بالورود

أثناء وجوده هناك لتغطية التظاهرات، التقى مراسل الحل بفريقٍ صغير من طلبة التربية الفنية بالجامعة #المستنصرية مع أُستاذهم، أثناء رسمهم إحدى اللوحات على الجدار الأيسر من النفق، فتحدّثوا لنا عن رسوماتهم.

«نحن نرسم كل ما يراود ذهننا، شريطة أن يرتبط بالتظاهرات ويُجسّدُها، نرسم لإيصال رسالة التظاهرات إلى العالم، لنقول له بأن تظاهراتنا ”سلميّة“، ليست تخريبية، نحن خرجنا لحقوقنا»، يقول ”حمزة علي“ أحد أعضاء الفريق.

ويُردف، «كما نُريد أن نُبيّن من خلال رسوماتنا، مدى العنف والقمع الذي تعرّضنا له من قبل السلطات، وكيف نقابلهم بالترحاب، جسّدنا لوحة لقُنبلة الغاز القاتلة التي يقتلونا بها، بينما نُقابلهم بالورود، التي نرد بها عليهم».

بوابة عشتار وأسدُ بابل

إحدى اللوحات التي رسمها المتطوّعون- كاميرا الحل

تلك هي ليست الرسمة الوحيدة للفريق، بل سبقتها واحدة أُخرى، وفي أثناء اللقاء، كانوا منشغلين في رسم لوحة ثالثة هي الأكثر قُوّةً من سابقاتها، تعبّر عن الواقع لكنها رمزية في ذات الوقت أكثر من أن تكون واقعية بحتة.

عن تلك اللوحة حَدّثنا “نبيل علي” أُستاذ مادّة الفن التشكيلي في #الجامعة_المستنصرية، ومُشرف الفريق، يقول: «اللوحة عن #المطعم_التُركي، وكيف له أن يكون نقطة انطلاق للحرية، وعن المتظاهرين فيه وصمودهم لأجل تلك الحرية».

«جسّدنا ”بوابة عشتار“ عند المطعم التركي، وهي البوابة نحو الحرية المنشودَة، وفي أعلى المطعم رسَمنا ”أسَد بابل“ الذي يعبّر عن قوة الموجودين أعلى المطعم وصمودهم، لأن كل واحد منهم هو أسدٌ لا مَحالة»، يُبيّن لـ ”الحل العراق“.

خالدةٌ للأجيال

هذا الفريق، ليس الوحيد، لكنه يمتاز عن عشرات الفُرَق الأُخرى الموجودة بتنوع أفكاره ودلالاتها، بدأَت فكرته من قبل الطلبَة، وخطّطوا لتنفيذ لوحاتهم التي ناقشوها، فما كان منهم إلاّ أن يُخبروا أُستاذهم الذي لم يُرِدّهم خائبين.

إحدى اللوحات المرسومة على جدار نفق التحرير- كاميرا الحل

“إيمان مُحمّد” طالبة التربية الفنية في الجامعة المستنصرية وعضو في الفريق، تقول، «انطلقَت الفكرة من عندنا نحن الطلبة، وكُنا خائفين من رفض الأساتذة، لكنهم فاجأونا بترحيبهم بها، فنزلنا مع أستاذنا إلى التحرير بعد القبول».

«لكل إنسان وسيلته، ونحن كطلبة فن تشكيلي، لا نملك غير فرشاتنا وألواننا لنُعَبّر من خلالها عن أفكارنا، لذلك حاولنا ما استطعنا أن نُجَسّد هذه الانتفاضة عبر رسوماتنا»، تُضيف إيمان لـ ”الحل العراق“.

«نحن مستمرون في الرسم هُنا، ولن نترك المكان حتى تحقيق التغيير؛ لأن هذه الرسومات سَتبقى خالدة للأجيال القادمة حينما يمرون من النفق ويرونها، فيتذكّرون هذه الثورة/ الانتفاضة التي قُمنا بها لهم ولأجلهم»، تلفُت ابنَة الـ /21/ ربيعاً.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.