رصد ـ الحل العراق

أثارت #الاحتجاجات التي شهدتها عدة بلدان عربية الجدل بشأن طبيعة منفذيها، إذ أن معظمهم من #الجيل الذي غالباً ما تسود عنه نظرة اجتماعية سلبية، ويُتهم بالضعف وعدم القدرة على تحمل #المسؤولية وبالكسل والنرجسية.

لكن صحيفة “العرب” السعودية، رأت أن هذا الجيل نفسه أصبح قدوة لأجيال بأكملها، بعد أن تمكن من كسر حاجز #الصمت عن المظالم السياسية والاجتماعية والحقوقية، في بلدان تعاني من #التغول السياسي والفساد، ووقف بكل بسالة في الصفوف الأمامية، ليطالب بسقوط #الأنظمة.

وعلى الرغم من أن هذه الحركات الاحتجاجية، التي يرى البعض أنها جاءت بلا مقدمات وتلقائية التوالد، إلا أنها اتسمت في معظمها بطابعها الثائر والمتماسك والمنظم، لشباب استطاعوا اختراق حاجز الصمت والتعبير عن أنفسهم بالاعتصامات التي باتت سلاحهم، لكشف ما يعتمل داخل صدورهم من مشكلات، وكسر المعتقد السلبي السائد عنهم لدى الأجيال السابقة، فتحولوا إلى قدوة للعالم بأسره.

وفي الأسابيع الأخيرة اندلعت احتجاجات جديدة حاشدة في #العراق ولبنان، وعلى الرغم من تباعد المسافات بالآلاف من الأميال بين هؤلاء المحتجين، إلا أن الأسباب هي نفسها، وبعضها كان إلهاماً لأخرى، في طريقة التنظيم وفي طريقة التعبير عن المطالب.

ويرجح خبراء أن الظروف #الاجتماعية والاقتصاية الصعبة قد ساهمت في الرفع من نسبة الشباب الثائرين وممن فقدوا الأمل في أن تضمن لهم حكوماتها سبل #العيش الكريم.

ومن جانب آخر، فإن جيل الألفية الذي نشأ في عصر #الإنترنت يتوقع من الحكومات أن تكون أكثر فعالية في مواكبة احتياجاتهم وتطلعاتهم، وتبدو الحاجة ملحة لمعالجة هذه المفارقة في الأولويات والتوقعات بين الجانبين.

ويعاني #الشباب العربي من أعلى نسبة للبطالة في العالم، تصل إلى نحو 30.6 بالمئة، وهذه المشكلة تكلف الدول العربية ما يتجاوز أربعين مليار دولار سنوياً، بحسب أحد التقارير الذي أصدره البنك الإسلامي للتنمية ومؤسسة التمويل الدولية.

وبحسب الصحيفة، فإن #الشباب أيضاً يشكلون أكبر مجموعة رديئة الوظائف، وإن كان هنالك فوارق كبيرة بين المناطق. فعلى سبيل المثال، تواصل البلدان الأفريقية (جنوب الصحراء) تسجيل أعلى معدلات العمال الشباب الفقراء في العالم، إذ تبلغ زهاء 70 بالمئة، بحسب منظمة العمل الدولية.

وفي العراق، يشكّل الشباب النسبة الأكبر من حيث التعداد السكاني، ويتظاهر غالبية من هم من مواليد تسعينيات القرن الماضي ضد حكومتهم، فيما يطالبون بتعديل العملية السياسية التي أرهقتهم ومحاربة الفساد وتوفير فرص العمل، وكان المتظاهرون العراقيون يوصفون حتى وقتٍ قريب بأنهم “جيل البوبجي”.

تحرير ـ وسام البازي

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.