ترجمة- الحل العراق

في ظل الصمت الشديد الذي يسببه انقطاع الإنترنت في البلاد، فإن المظاهرات التي بدأت في الأول من شهر تشرين الأول الماضي في #العراق خلفت  319 قتيلاً وآلاف الجرحى. وترى العديد من الجمعيات والباحثون وراء هذا القمع الوحشي يد الجنرال الإيراني #قاسم_سليماني، قائد #فيلق_القدس في الحرس الثوري الإيراني.

وبينما تستمر #السلطات_العراقية في حظر الإنترنت من خلال محاولة منع تداول الصور ومقاطع الفيديو والمعلومات، ترتفع الأصوات أكثر فأكثر ضد القمع الصارم للاحتجاجات في العراق.

حيث قال روبرت كولفيل، المتحدث باسم مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، عشية جلسة مهمة حول العراق: «نشعر بقلق بالغ إزاء استمرار ورود تقارير عن سقوط قتلى وجرحى نتيجة استخدام قوات الأمن العراقية  للقوة ضد المتظاهرين وكذلك عمليات القتل المتعمدة التي ارتكبتها عناصر مسلحة في العراق».

من جهتها، قالت بلقيس ويل، الخبيرة في شؤون العراق في هيومن رايتس ووتش: «إن سلسلة جرائم قتل المتظاهرين التي ارتكبتها قوات الأمن العراقية خلال الشهر الماضي يجب أن تكون موضع اهتمام الدبلوماسيين الذين يقدمون توصياتهم».

حيث دعت “ويل” #مجلس_الأمن_الدولي إلى إدراج هذه الحصيلة لـ “مقتل المتظاهرين” في السجل السنوي لحقوق الإنسان في العراق.

فقد قُتل ما لا يقل عن 147 متظاهراً على أيدي #قوات_الأمن خلال الاحتجاجات في #بغداد والمدن في جنوب العراق خلال الموجة الأولى من الاحتجاجات في أوائل شهر تشرين الأول الماضي.

وبعدها أكدت منظمة هيومن رايتس ووتش على مقتل أكثر من 100 شخص في موجة ثانية منذ الخامس والعشرين من الشهر ذاته.

كما قدّر مكتب حقوق الإنسان التابع لبعثة #الأمم_المتحدة لتقديم المساعدة إلى العراق (Unami) قتلى الاحتجاجات بـ 319 قتيلاً وثمانية آلاف جريح على الأقل، لكن المكتب المذكور يعترف بأن «العدد الدقيق للضحايا يمكن أن يكون أكبر بكثير من ذلك».

ومنذ يوم السبت الماضي، أصبح القمع أكثر وضوحاً، فقد قُتل ستة عشر محتجًا، أكثر من نصفهم في المركز الوحيد في مدينة بغداد، حيث استولت #الشرطة بالفعل على ثلاثة جسور احتشد عليها المحتجون ليل نهار.

ومن الأساليب المستخدمة من قبل السلطات العراقية، إطلاق النار الحي من قبل قوات الأمن، نشر قناصة مجهولي الهوية رسميًا؛ ولكن أيضا «الاستخدام غير المجدي أو غير المتناسب لأسلحة أقل فتكا مثل الغاز المسيل للدموع».

وقد شجبت الأمم المتحدة استعمال هذه الأسلحة الأخيرة والتي تسببت في مقتل ستة عشر متظاهراً جراء انفجار خراطيش الغاز التي أصابتهم إما في الرأس أو في الصدر.

وقد أعرب الناطق باسم لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة عن قلقه، قائلاً: «نشعر بالانزعاج لبيان المجلس الأعلى للقضاء في العراق الذي ينص على أن القانون الاتحادي لمكافحة الإرهاب ينطبق على من يلجؤون إلى العنف وتخريب الممتلكات العامة واستخدام الأسلحة النارية ضد قوات الأمن والذين سيكونون حينئذٍ مستحقين لعقوبة الإعدام».

كما حذر الناطق المذكور من عمليات الاختطاف من قبل مجهولين والتي تطال المحتجين أو حتى المتطوعين الذين يساعدونهم.

من جهتها، قالت هيومن رايتس ووتش إنها تلقت تقارير تفيد بأن «قوات الأمن تهدد وحتى تطلق النار على الأطباء الذين يعالجون المتظاهرين».

ويكشف التقرير أن وراء هذا القمع العنيف، تقف شخصية الجنرال الإيراني قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، وهي وحدة النخبة في الحرس الثوري.

حيث يقول فرانسوا نيكولود، السفير الفرنسي السابق في #طهران، مؤكداُ: «إنه رجل الظل! وهو يتمتع بخبرة واسعة في العمليات السرية، وقد لعب هذا البارع في التكتيك الحربي في السنوات الأخيرة دور القنصل المؤيد للطاغية في سوريا. وهو من أقنع #فلاديمير_بوتين بالتدخل عسكرياً في #سوريا لإنقاذ #بشار_الأسد».

وقد أُرسل سليماني على عجل إلى العراق لقمع التمرد الذي بات يقلق طهران أكثر فأكثر، فهو الذي يقود اجتماعات الزعماء العراقيين الآن.

كما أنه وفي ظل دعم سليماني ومن تحت عباءته قام مكتب حقوق الإنسان التابع لبعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى العراق بتقديم “خارطة الطريق” للخروج من الأزمة يوم الأحد الماضي.

حيث تنص هذه الخارطة على إصلاح انتخابي بسيط والإبقاء على رئيس الوزراء العراقي، المُنتقد بشدة، #عادل_عبد_المهدي في منصبه.

ويضيف فرانسوا نيكولود: «منذ وصول قاسم سليماني، فإن أساليب القمع المستخدمة في بغداد – من رجال الشرطة في الشوارع والقناصة فوق الأسطح – باتت تشبه بشكل غريب تلك الأساليب التي تم اتبعاها في إيران خلال الحركة الخضراء في العام 2009».

من جهتها، تلاحظ منظمة العفو الدولية، والتي تخشى من (حمام دم) في البلاد، أن «بعض خراطيش الغاز المسيل للدموع التي تستخدمها #القوات_العراقية لقتل المتظاهرين هي من صنع إيراني».

ترجمة الحل العراق عن موقع (La Croix) الفرنسي- بتصرّف

تحرير- فريد إدوار


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.