رصد ـ الحل العراق

لا يكاد رجل الدين #مقتدى_الصدر ييأس من إمكانية اختراق الحراك #الشعبي والتحكّم به وتوجيهه بعيداً عن مطلب إسقاط #النظام الذي يعدّ الصدر نفسه جزءا منه.

وفيما يسعى الصدر إلى جلب رئيس الوزراء #عادل_عبدالمهدي إلى منصّة الاستجواب أمام مجلس النواب، يصر المحتجون على عدم الاعتراف بشرعية الحكومة والبرلمان على حدّ السواء خصوصاً في ظلّ #القناعة الرّاسخة بأن المجلس تولّد عن انتخابات شابها تزوير كبير.

وأعلن #حمدالله_الركابي المتحدث الرسمي لكتلة سائرون النيابية التي يرعاها الصدر عن جمع تواقيع من أعضاء البرلمان، لاستجواب رئيس #الحكومة عادل عبدالمهدي.

ونقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية، عن الركابي قوله إن «الكتلة ماضية ضمن الأطر الدستورية والقانونية والنظام الداخلي لمجلس النواب، بعملية استجواب رئيس الحكومة، وقامت للغرض بجمع أكثر من خمسين توقيعاً من نواب #البرلمان».

ولا تبدو خطوة استجواب رئيس الوزراء منفصلة عن محاولات متعدّدة لتهدئة غضب الشارع الذي بلغ هذه المرّة سقفا غير مسبوق، بوضع المحتجّين إسقاط النظام على رأس لائحة مطالبهم.

وبحسب صحيفة “العرب” السعودية”، فإن الصدر يحاول توظيف خبرته السابقة في اختراق الاحتجاجات الشعبية وركوبها وتوجيهها وجهة مطلبية بعيداً عن المساس بالنظام القائم، لكن الأمر بدا مختلفاً هذه المرّة نظرا لشمول نقمة #المحتجين للطبقة السياسية برمتها ولمختلف المشاركين في الحكم بغض النظر عن أهمية مواقعهم فيه.

ويستند الصدر في تحرّكاته على قدر من الجماهيرية كان اكتسبها بفعل معارضته خلال السنوات الماضية لكبار الشخصيات الممسكة بزمام الحكم مثل زعيم حزب الدعوة الإسلامية #نوري_المالكي الذي تولّى رئاسة الحكومة لفترتين متتاليتين بين 2006 و2014، كما يستمد بعض المصداقية لدى الشارع من خلال انتقاده لإيران صاحبة النفوذ الطاغي في العراق.

لكنّ شرائح واسعة من العراقيين بدأت ترى في معارضة الصدر وانتقاداته أموراً شكلية، يبحث من خلالها عن دور أكبر في #السلطة التي يرى أنّه لم ينل منها حصة تناسب مكانة أسرته في مجال التديّن الشيعي بالعراق.

ونظرا للاهتمام الإيراني بإخماد موجة #الاحتجاجات العارمة في العراق حماية للنظام هناك، فإنّ نجاح الصدر في مساعيه سيكون أفضل طريقة لحصوله على اعتماد من قبل #طهران ذات الدور الأبرز في اختيار حكّام العراق.

وتنقل “العرب”، عن مصادر سياسية عراقية قولها إن «زعيم التيار الصدري لم ينقطع عن التواصل معها ومحاولة نيل رضاها رغم انتقاده العلني لها».

وعاد الصدر مؤخّرا من إيران التي زارها بشكل عاجل لينغمس مباشرة في الاحتجاجات الشعبية وينضمّ إلى الآلاف من المتظاهرين في مدينة #النجف جنوبي بغداد.

ويشهد العراق منذ بداية شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تظاهرات شعبية عارمة، احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية، تحولات فيما بعد إلى إسقاط الحكومة، وأسفرت حتى الآن عن مقتل ما يقارب من 300 شخصاً، وإصابة 15 ألف آخرين بجروح متفاوتة، وفق المفوضية العليا لحقوق #الإنسان في العراق.

تحرير ـ وسام البازي

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.