مشفى حماة الوطني: خدمة سيئة والطبابة لـ«ناس وناس»

مشفى حماة الوطني: خدمة سيئة والطبابة لـ«ناس وناس»

يشتكي المرضى ومرافقيهم في مشفى حماة الوطني، الخاضعة لسيطرة قوات الحكومة السورية، من المعاملة السيئة من كادر المشفى، إضافةً إلى المحسوبيات في الاستقبال والعناية، الأمر الذي يزيد من معاناتهم إلى جانب تردي أوضاعهم المعيشية والخدمية في المدينة.

الاستقبال حسب الواسطة وشكاوى دون فائدة
وأوضح مصدر طبي من داخل المشفى، فضل عدم كشف هويته لـ«الحل نت» أن الاستقبال في المشفى حسب الأولوية، إذ تكون الأفضلية لقوات الحكومة السورية، ومن ثم لمن لديه واسطة، لافتاً إلى أن الكثير من الأهالي غير القادرين على الذهاب إلى المشافي الخاصة، يتم رفض استقبالهم لعدم وجود واسطة لهم في المشفى؛ أو من الأجهزة الأمنية التي أيضاً لها اليد الطولى.

وأضاف المصدر، أن الكثير من الأهالي تقدموا بشكاوى على إدارة المشفى والكادر الطبي فيه، بسبب التعامل معهم بهذه الطريقة، إلى الجهات المعنية بالأمر الطبي في المدينة، إلا أن جميعها لم تغيّر من واقعه شيء بل زادت المحسوبيات، كون إدارة المشفى على صلة بالأفرع الأمنية، وفق تعبيره.

حشرات على أسرّة المرضى!
أكد مرافق أحد المرضى في مشفى حماة الوطني لـ«الحل نت» انتشار الحشرات وخاصةً الصراصير في غرف المرضى وعلى أسرّتهم، إضافةً إلى وجود القطط وانتشار الأوساخ.

وأشار المصدر، إلى أن بعض العاملين في المشفى يقومون بقضاء وقت دوامهم إما بقضاء أشغال أخرى أو على جوالاتهم ومنهم المسؤولين عن نظافة المشفى، دون أدنى رقابة من إدارته، لافتاً إلى أن هذه الحالة سبّبت حالة من الاستياء بين المواطنين والمرضى الذين باتوا يتخوفون من دخول المشفى الذي أصبح مأوى للحشرات والقوارض، إضافة للاستهتار بالمعاملة الطبية للمريض والتأخير في معاينته والكشف عن مرضه”.

المشافي الخاصة هي البديل

يضطر الأهالي نتيجة للوضع السيء في القطاع الطبي العام للذهاب إلى المشافي الخاصة، إلا أن ذلك ليس بمقدور معظم الأهالي نظراً للمصاريف الكبيرة داخل تلك المشافي.

«أحمد الحسين» مريض من مدينة حماة قال لـ«الحل نت» بعد دخولي مشفى حماة الوطني، وما عانيت داخله من إهمال واستهتار طبي، اضطررت لتأمين مبلغ مالي وقدره 200 ألف ليرة سورية من أقاربي، حتى استطعت الذهاب إلى مشفى «الحوراني» الخاص، إذ تكلّف الليلة الواحدة فيه 50 ألف ليرة، إلا أن المعاملة كانت أفضل بكثير داخل «الحوراني» كون المريض يدخل ومعه المال، أما القطّاع العام فيعتمد على المحسوبيات فقط.

وشدّد المصدر على أن الكثير من أهالي المدينة باتوا يتوجهون إلى المشافي الخاصة عازفين عن الذهاب إلى المشافي الحكومية في حماة، نظراً لعدم وجود الخبرات الطبية الكافية وهجرة معظم الأطباء، مشيراً إلى أن «المريض بات يخاف على حياته».

أخطاء طبية أودت بحياة أشخاص داخل “وطني حماة”
تحدّث العديد من الأهالي في حماة لـ«الحل نت» أن بعض الأشخاص دخلوا إلى مشفى حماة الوطني، ويعانون من أعراضٍ بسيطة كفيروس «الكريب» أو ارتفاع حرارة أو حساسية جلدية او أعراض التهاب الزائدة الدودية، لينتهي بهم المطاف إلى الوفاة، والسبب بحسب قولهم، أخطاء طبية داخل المشفى دون محاسبة.

وأضاف الأهالي أنه في حال تم إجراء عمليات لمرضى، فإن المريض وقبل أن يصحى من التخدير يتم تخريجه إلى المنزل خارج المشفى، مع العلم أن الكثير ممن يجرون عمليات جراحية تحدث معهم مضاعفات بعد أن يصحوا من التخدير، ليواجهونها في المنزل ويذهبوا مرة أخرى إلى مشفى خاص.

الجدير بالذكر، أن مدينة حماة يقطنها أكثر من مليوني شخص، يعانون أوضاعاً إنسانية ومعيشية صعبة، إضافةً إلى سوء الخدمات كانقطاع التيار الكهربائي والمياه وبطءٍ شديد في خدمة الإنترنت، فضلاً عن وجود عشرات الحواجز العسكرية التي تعيق حركة المدنيين داخل المدينة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.