علي الكرملي

بعد أن دَشّنَها #العراق، ما زالت الاحتجاجات تتسع رقعتها لتتجاوز حدود البلَد الواحد، فبعد #الكويت ولُبنان ها هي تحط الرحال في #إيران، في عقر النظام الذي يبسط نفوذه على العراق.

٤٠ عاماً، وإيران تحاول تصدير ثورتها الإسلامية وفشلت، والعراق بـ /٤٠/ يوماً استطاع تصدير ثورته الشعبيَّة لإيران، #احتجاجات (كبيرة) عمَّت الكثير من المحافظات الإيرانية ضد ارتفاع أسعار #الوقود، هذا ما مُعلَن، لكن المخفي هو الكثير.

الباحث السياسي أياد العنبر

القشّة وقدحة الاحتجاجات

«أربعة عقود والشعب الإيراني يعاني من قمع لحقوقه وحرياته الدينية والمدنية، فرض الحجاب القسري ومنع طوائف عدة من ممارسة شعائرها الدينية، كلها. أسباب تجعل من #الشعب_الإيراني منتفضاً»، يقول الباحث السياسي أياد العنبر.

«يُضاف إليها سياسة الحكومة التي جعلت من إيران مفاعل نووي كبير استنزف الموارد وأفقر الشعب بحدة، هذا غير العقوبات الاقتصادية التي جاءت نتيجة سياسة الحكام، ممّا زادَ الطين بلَّة وزادَ من الفقر فقرين»، يُضيف.

ويقول: «في النهاية، لكل حراك اجتماعي سياسي محفزاته وأسبابه الكامنة، في إيران مثَّل رفع أسعار الوقود قدحة الاحتجاجات، والقشّة التي أخفَت وراءَها تلك اللحظة التي تقف على تراكم كبير وطويل من عوامل الكبت السياسي والاجتماعي».

«وما زاد من السخط الشعبي، هو إرهاق النظام الحاكم للاقتصاد الإيراني واستنزافه أعباء الدور الخارجي، تحديداً في اليمن وسوريا ولبنان، باعتبار العراق مثل رئة اقتصادية لطهران»، يلفت العنبر لـ ”الحل العراق“.

من تظاهرات إيران- إنترنت

مُشتركات وتشابُهات

هُناك مشتركات بين إيران والعراق، فبعد نضال طويل ضد نظام الشاه، وبعد انتفاضة استمرّت /16/ شهراً، ذهبَ ضحيتها /١٥/ ألف بين جريح وقتيل، نتج عنها نظام جعل من الشعب يترحم على سابقه، الحال ذاته في العراق الذي جعلَ ساسته الشعب يترحّم على أحد كبار الطغاة على مر العصور.

«ثمَّة أوجه تشابه كبيرة بين أسباب ونتائج الاحتجاجات في كلا البلَدَين، العراق وإيران، منها أن الاحتجاجات في كلا البلدين نتجت بسبب الحكام وسياستهم المهملة للشعب»، تقول صابرين القريشي، مُحلّلة سياسية.

وتُضيف القُريشي لـ ”الحل العراق“، «كل ما يرنون إليه هو مصالحهم الشخصية، فها هو خامنئي أضحى من أثرى الأثرياء بعدما كان مجرد شخص مغمور بائس الحال والكثير من الساسة الإيرانيين على شاكلته».

«تلك هي نقطة كبيرة مشتركة بينه وبين ساسة العراق الذين كانوا يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، واليوم هم اشد ثراء من الثراء نفسه، بينما العراقيون والإيرانيون يعيشون في فقر مدقع، وبطالة كبيرة، كل تلك المشتركات جعلت الشعبين ينتفضان»، تُشير.

أستاذ العلوم السياسية في جامعة النهرين- ياسين البكري

نظرية ”الدومينو“

ثمّة مقطع فيديو متداول – مضحكٌ، مبكي – لإعلامية إيرانية تقول فيه: ”لا وجود لتظاهرات، ومَن خرجوا إنّما خرَجوا للاستمتاع بالثلج“، بتلك الطرق يحاول النظام الإيراني التعتيم وتقزيم حجم الاحتجاجات، لكن هل ينفي ذلك حجمها، وكذا تأثر الشعب باحتجاجات العراق؟

يقول الأكاديمي، ”ياسين البكري“، إن «العوامل الداخلية وزيادة التذمر المكبوت، لا يلغي دور العوامل الخارجية، على الأقل دور التأثير الذي مارسته احتجاجات العراق وثم لبنان، أو ما يعرف بنظرية ”الدومينو“، التأثير والتأثر، كما في الربيع العربي عندما بدأت في تونس وامتدّت رقعتها إلى بقية البلدان».

البكري يقول إن التأثر باحتجاجات العراق واضح جداً، لكن الحكومة الإيرانية تعمل على تخوين الاحتجاجات وقمعها في سياق مقارب لما جرى في ٢٠٠٩ بعد الانتخابات الرئاسية، والتنكيل الذي مورس ضد الإصلاحيين، «ومن هنا يمكن اعتبار احتجاجات ٢٠٠٩، كمران وجذر لما يجري الأن».

«تبقى قابلية استمرار وتوسع الاحتجاجات في ايران احتمالية وسيناريو قابل للتحقق ومرجح في ظل شريحة شبابية واسعة وحرمان اقتصادي كبير وقمع للحريات»، يُشير أستاذ العلوم السياسية في جامعة النهرين لـ ”الحل العراق“.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة