في تصوير مسرّب… مرتزقة روس يعذبون شاباً سورياً ويمثلون بجثته

في تصوير مسرّب… مرتزقة روس يعذبون شاباً سورياً ويمثلون بجثته

أظهر تسجيل فيديو نُشر مؤخراً على وسائل التواصل الاجتماعي مجموعة من المرتزقة الروس، وهم جماعة روسية غامضة شبه عسكرية تعمل في سوريا لدعم القيادة السورية ورئيسها بشار الأسد، يقومون بتعذيب شاب فار من الجيش السوري ويقطعون رأسه.

من جهتها أوضحت صحيفة «التلغراف» في تقريرٍ لها تناول الموضوع بأن الفيديو، الذي يعود تاريخه إلى العام 2017، والذي تم عرضه بالكامل على موقع التواصل الاجتماعي الروسي VK فقط خلال الأسبوع الماضي، يُظهر مقاتلين يتحدثون باللغة الروسية يضربون رجل بمطرقة ثقيلة قبل قطع عنقه في عملية إعدام ميدانية خارجة عن نطاق القانون.

وقد لفت هذا التسجيل انتباه الكثيرين من العاملين في مجال الاستخبارات على الانترنت إلى أن تمكنوا من تحديد الموقع الجغرافي للمكان الظاهر في الفيديو وهو مدينة حمص الواقعة وسط سوريا، وبالتحديد حقول الشاعر النفطية، والتي كانت تخضع لسيطرة الجيش السوري، وروسيا في الفترة التي تمت بها عملية الإعدام تلك.

وتواصل روسيا حتى اليوم القتال إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد منذ تدخلها في الحرب السورية في العام 2015. فالجيش السوري كان قد استنفذ قواه، بسبب الإصابات في صفوف جنوده وعمليات الفرار الجماعية لهم، قبل أن يقرر فلاديمير بوتين دعم النظام السوري بتوفير غطاء جوي بالإضافة إلى القوات على الأرض. ومما لا شك فيه فإن القوات الروسية والمرتزقة الروس ساهموا في ترجيح كفّة الحرب لمصلحة الأسد.

وبحسب التقرير، فإن الحساب الخاص الذي قام بنشر تسجيل الفيديو المذكور على موقع VK يرتبط بمقاولي الأمن الروس الذين يطلق عليهم اسم “مجموعة فاغنر”. فشركة الأمن الخاصة تلك، والتي تتألف إلى حدّ كبير من الجنود الروس المتقاعدين، قامت خلال السنوات الأخيرة بشن حروب سريّة بالنيابة عن الكرملين في كل من أوكرانيا وسوريا وجمهورية إفريقيا الوسطى. وبالرغم أن موسكو لم يسبق لها أن صرّحت رسمياً بوجودهم في سوريا، إلا أن دورهم لفت انتباه الرأي العام بعد الغارات الجوية الأمريكية على موقع فاغنر والتي خلّفت العشرات من المقاولين القتلة في العام الماضي.

ومن المعروف عن المجموعة أن لديها قواعد صارمة والتي من شأنها التحكم في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والاتصالات. حيث تتم مصادرة هواتف العاملين لدى فاغنر خلال المهمات ويمنع عليهم نشر أي شيء متعلق بالمهمات بعد عودتهم إلى ديارهم، مما يجعل حصول تسريبات من هذا القبيل أمراً نادراً.

من جانبها بينت «فرق الاستخبارات في الصراع»، وهي منظمة صحافة استقصائية روسية، والتي عملت على تحليل تسجيل الفيديو، بأن المقاتلين الذين يظهرون في التسجيل لا يرتدون الزي الرسمي للقوات المسلحة الروسية وبأن أسلحتهم – وهي بنادق هجومية من طراز AK-74ومدفع رشاش من طراز RPK-74– تبدو نماذج قديمة نسبياً ولا يتم استخدامها من القوات الروسية.

أما الضحية ذي الـ 32 عاماً، والذي يظهر في الفيديو فقد سمّي محمد «حمّادي» عبد الله الإسماعيل، من محافظة دير الزور الواقعة شرق سوريا. وبحسب ما قيل فإن «إسماعيل» قد هرب إلى الدولة الجارة لبنان باحثاً عن ملجأ قبل سنوات عدّة. وقد عاد بعدها إلى سوريا إذ تم اعتقاله وسوقه إلى الخدمة الإلزامية في جيش السوري بعد فترة وجيزة. وفي عملية استجواب سريعة من قبل المرتزقة الروس، وكما يظهر في تسجيل الفيديو، فقد وجّهت إليه تهمة بمحاولة الفرار قبل أن يتم دفعه وطرحه أرضاً. ثم تتعالى ضحكاتهم بينما المطرقة الثقيلة تضرب ساقيه وكتفيه وجذعه. ثم يتعرض بعدها للضرب والركل بينما كان فاقداً للوعي قبل أن يقوم الرجال الروس بفصل رأسه عن عنقه وتقطيع سواعده. وفي الخلفية تُسمع أصوات البعض وهم يقدمون النصح حول كيفية القيام بذلك بأفضل السبل، بينما يصدح صوت أحدهم قائلاً: «هذا مصير كل مقاتل ينتمي إلى تنظيم (داعش)»، متهمين إياه بأنه جهادي لمجرد رغبته في الفرار من الجيش.

وعندما يبدأ المرتزقة بإعدامه يتناقشون عن المكان الذي سوف يتركوه فيه. «حيث قال القائد»، يقول أحدهم. ويتساءل مقاتل آخر قائلاً بينما يركل الرأس المفصول بقدمه: «إذاً، هل سوف نلعب كرة القدم اليوم؟». ثم قاموا بتعليقه رأساً على عقب من قدميه والتقطوا صورة لجثته قبل أن يغرقونها بالوقود ويضرمون النار فيها. ويتساءلون عما إذا كان يتوجب عليهم تغطيه وجوههم من أجل تصوير الفيديو، لكنهم يتوصلون إلى اتفاق بأن لا داعي لذلك كون الفيديو لن يذهب إلى أيّ مكان.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.