نشرت وكالة NBC News تقريراً كشفت فيه أن تنظيم “داعش”، يعيد ترتيب هيكلته وبناء نفسه في #سوريا بالرغم من الضربة القوية التي تلقاها التنظيم بمقتل زعيمه “أبو بكر البغدادي” في غارة جوية نفذتها القوات الخاصة الأميركية.

فبحسب تقرير داخلي جديد صادر عن لجنة الرقابة في وزارة الدفاع الأميركية، عمل التنظيم المتشدد على الاستفادة من انسحاب #القوات_الأميركية من سوريا والغزو التركي لشمال البلاد ليقوم بإعادة تجميع صفوفه وتعزيز إمكانياته والتخطيط لتنفيذ هجماتٍ إرهابية في الخارج، والتي من المرجح أن تنتعش بعد مقتل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي.

وقد وصف التقرير الصادر عن المفتش العام في وزارة الدفاع الأميركية يوم التاسع من شهر تشرين الأول الماضي بـ “نقطة تحول”، وهو اليوم الذي تحركت فيه #تركيا نحو سوريا بعد ثلاثة أيام فقط من مكالمة هاتفية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
فقد أثّر الغزو التركي على مهمة الولايات المتحدة ضدّ تنظيم “داعش” وعلى العلاقة الأميركية مع حليفها العسكري الرئيسي في حربها ضد التنظيم #قوات_سوريا_الديمقراطية. كما أثر ذلك على السيطرة الفعلية لهذه القوات على الأراضي في شمال شرق سوريا.

وتجدر الإشارة إلى أن تقرير المفتش العام غطى فترة زمنية أطول من الفترة التي يغطيها التقرير الفصلي النموذجي حول الجهود الأمريكية للقضاء على تنظيم #داعش في سوريا والعراق، وذلك بسبب الأحداث الهامة التي وقعت في سوريا في شهر تشرين الأول من العام الحالي، حيث كان من المفترض أن يغطي التقرير الفترة من شهر تموز إلى شهر أيلول، إلا أن التقرير الجديد امتد لمدة شهر تقريباً لتغطية تلك الأحداث الهامة.

فمغادرة القوات الأمريكية من مناطق في شمال شرق سوريا والتي أعقبها الغزو التركي، خلقت فراغ ملأته قوات النظام السوري والقوات الروسية، وقد منح ذلك تنظيم داعش مزيداً من الحرية لإعادة بناء نفسه، على حد وصف التقرير.

وبحسب تحليل وكالة الاستخبارات المركزية للمصادر المفتوحة، فإن تنظيم داعش استغل الهجوم التركي والانسحاب اللاحق للقوات الأميركية لإعادة بناء قدراته وموارده داخل سوريا وتعزيز قدراته للتخطيط لتنفيذ هجمات في الخارج. فبالإضافة إلى القوات التركية، دخلت كل من قوات النظام والقوات الروسية إلى شمال شرق سوريا في شهر تشرين الأول الماضي، ومن غير المرجّح أن تعطي القوى الثلاث أولوياتها لمحاربة تنظيم داعش، بحسب البنتاغون.

وكانت قوات سوريا الديمقراطية ذات الأغلبية الكردية قد تعهدت إلى حدّ كبير باستمرار عملياتها ضد تنظيم داعش، إلا أنها تعرضت للهجوم من قبل القوات التركية. وفي الوقت الذي نشر في التقرير لم يكن واضحاً بعد عدد المقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية، والذين يبلغ عددهم تقريباً مائة ألف مقاتل، الذين ما يزالون يقومون بعمليات ضد تنظيم داعش في شمال شرق سوريا.

كما أفاد التقرير أيضاً أنه وبالرغم من أن مقتل زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، خلال غارةٍ جوية نفذتها قوات العمليات الخاصة الأمريكية في أواخر شهر تشرين الأول الماضي في سوريا، كان “ضربةً كبيرة” تعرضت لها التنظيم الإرهابي، إلا أنه من المرجح أن يكون تأثيره ضئيلاً على قدرة التنظيم على إعادة بناء نفسه.

وقد تبع الهجوم التركي فرار ما بين مائة إلى مائتي سجين من معسكرات اعتقال أعضاء تنظيم داعش في شمال شرق سوريا. حيث يُذكر بأن معسكرات الاعتقال التي تضم حوالي عشرة آلاف سجين من أعضاء التنظيم تُدار من قبل قوات سوريا الديمقراطية، إلا أنها ممولة بدعمٍ كامل من الولايات المتحدة والتحالف الدولي.

وأشار التقرير إلى أن “قوات سوريا الديمقراطية كانت تنوي الحفاظ على سيطرتها على معسكرات اعتقال أعضاء تنظيم داعش في شمال شرق سوريا، ولو كان ذلك بعدد حراس أقل”.

من جهة أخرى، يشير التقرير أن أحداث شهر تشرين الأول كانت قد تسببت بإعاقة الجهود الإنسانية والجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في المنطقة. فبمجرد دخول القوات التركية، فرّ الآلاف أو تم إخلائهم من مخيمين كبيرين للنازحين من مناطق سوريا مختلفة، ومن ضمنهم حوالي ثمان مائة شخص كانوا منضمين إلى تنظيم داعش.

كما سحبت القوات الأميركية أيضاً الأمن الذي كانت توفره للمخيمات. فإلى جانب الأمن الذي توفره قوات سوريا الديمقراطية لمخيمات النازحين، مثل مخيم الهول، كانت القوات الأمريكية أيضاً توفر الحماية لكن بطريقة محدودة أكثر.

وكان مسؤولو الأمن في المخيم المذكور قد أخبروا المفتش العام بأنه: “يمكن لمؤيدي تنظيم داعش في مخيم الهول استغلال حالة الضعف الأمني للفرار”.

واختتمت وكالة NBC News تقريرها بالإشارة إلى أن تنظيم داعش مستمر في إعادة بناء نفسه في العراق كذلك، إلا أنه يكافح من أجل مزامنة جهوده واستعادة سيطرته على المناطق هناك.

الصورة: إنترنت

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.