ترجمة- الحل العراق

في شهر تموز عام 2014، وسّع تنظيم #داعش رقعة الأراضي التي يسيطر عليها في كل من #سوريا والعراق، وبدأ في السيطرة على الإرهاب في جميع أنحاء العالم.

حينها، حاولت #وحدة_الصقور، وحدة النخبة في #المخابرات_العراقية، فعل المستحيل: التسلل إلى داخل التنظيم الإرهابي. هذا الرهان المجنون، قام به ضابطان شقيقان، وقد نجحا في ذلك.

حيث يقول مناف، وهو عضو في الصقور، موضحاً: «في عام 2015 ، تسللنا إلى داخل تنظيم داعش جسديًا! أخي الكبير، النقيب حارث وأنا، وقد انضممنا إلى التنظيم تحت أسماء مزيفة وشخصيات مختلفة. والتقينا بقادة التنظيم، وعشنا وأكلنا ونمنا معهم».

المهمة: تنظيم هجمات وهمية

وبسرعة كبيرة، تم تكليف الأخوين بمهام إرهابية في #بغداد. فقد كان تنظيم داعش يعطيهم سيارات مفخخة لتفجيرها في العاصمة العراقية.

يقول مناف: «في الواقع، لقد استلمنا السيارات المفخخة، وقمنا بفبركة انفجارات في الأماكن المتفق عليها مع تنظيم داعش، بحيث لم نتسبب في وقوع أية ضحية أو حتى أضرار مادية جسيمة. وفي كل مرة، كنا نبلغ التنظيم الذي كان يتبنى هذه العمليات بكل فخر».

وهذه حيلة جريئة أنقذت الأرواح من خلال منع هذه الهجمات من قبل إرهابيين حقيقيين مع حماية الضابطين المتسللين إلى التنظيم.

كشف الخيانة بواسطة كاميرا مراقبة

ولكن في نهاية عام 2016، لا ينتبه الأخوان إلى تفصيل هام أثناء تنظيم أحد الهجمات المزيفة، الأمر الذي سيكلفهم الكثير فيما بعد.

ففريق الهجوم الوهمي لم يلاحظ وجود كاميرة مراقبة تابعة لأحد المتاجر القريبة من مكان الهجوم المفترض.

وبذلك تم تصوير كل العملية المزيفة: انفجار السيارة المزعوم، ثم الصقور الذين يركضون إلى الأرض ليلعبوا دور الضحايا.

وقد تم بث مقطع الفيديو هذه على مواقع التواصل الاجتماعي، كي تصل فيما بعد إلى تنظيم داعش الذي أدرك حينها أنه قد تم اختراق التنظيم بالفعل.

حارث يضحي بنفسه

ويتابع شقيقه مناف: «كان حارث متأكداً بنسبة 90٪ من أن أمره قد انكشف، لكنه ضحى بنفسه». فقد قبل في الحادي والثلاثين من شهر كانون الأول من عام 2016 المهمة التي ستكلفه حياته.

وفي ذلك اليوم، استلم حارث شاحنة محملة بـ 800 كيلوغرام من المتفجرات، حيث كان من المفترض أن يفجّرها في نفس الليلة.

وكان برفقة حارث يومها شقيقه وسيارات الأجرة المزيفة، و”فريق تكتيكي” مزود بنظام تشويش لمنع تنظيم داعش من تفجير الشاحنة عن بُعد.

بعد ذلك، أخذت وحدة الصقور السيارة المفخخة لتفكيكها ونزع فتيلها. وبذلك تم إنقاذ عشرات الأرواح، لكن حارث كان قد وقع بذلك مذكرة موته.

البطل الوطني

في الواقع، كان تنظيم داعش قد أخفى في الشاحنة المفخخة تلك نظام تحديد المواقع (GPS)، بالإضافة إلى جهاز تنصت، الذي ستكتشفه وحدة الصقور بعد فوات الأوان.

وبعد ستة أشهر من تلك الحادثة، سوف يبث الجهاديون الفيديو الخاص بإعدام حارث. وفي العراق اليوم، يعتبر حارث بطلاً وطنياً، في الوقت الذي لا يزال فيه الصقور يلجأون إلى هجمات مزيفة في حربهم ضد تنظيم داعش الإرهابي.

 

ترجمه الحل العراق عن موقع (Franceinfo) الفرنسي – بتصرّف

تحرير- فريد إدوار


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.