بين الانتقاد والترحيب… هل يستمر مجلس الرقة المدني بعمله؟

بين الانتقاد والترحيب… هل يستمر مجلس الرقة المدني بعمله؟

يستمر مجلس الرقة المدني عبر لجانه والكومينات التابعة له، في مدينة الرقة وريفها، بإدارة المنطقة والإشراف على قطاعاتها كافة، على خلاف ما يتم الترويج له من بعض المواقع والشبكات الإخبارية عن قيامه بتعطيل وإيقاف عمله ونشاطاته على جميع الأصعدة، بسبب الاجتياح التركي، وفصائل من المعارضة السورية المسلحة، لمناطق الشمال تحت اسم عملية «نبع السلام»، وللوقوف على حيثيات عملها وما تم تداوله التقى موقع «الحل نت»، ببعض العاملين في المجلس وناشطين ومدنيين، تحدثوا عن استمرارية العمل والمشاريع التي تم إنجازها بالتزامن مع التواجد التركي في بعض المناطق المجاورة، رغم صعوبة العمل.

مستمرين رغم الاجتياح
زياد حداد (ناشط من مدينة #الرقة) تحدث لموقع «الحل نت» قائلاً: إن «اللجان التابعة للمجلس ما تزال تمارس أعمالها اليومية بشكل معتاد وبهمة أكبر، ما يثبت تزييف ما يتم الترويج له والهجمات الإعلامية المستمرة التي تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار المنطقة» وفق تعبيره.

يتابع «الحداد» حديثه، قائلاً: إن «لجنة الصحة أطلقت منذ أيام حملة لقاح جديدة ضد مرض شلل الأطفال في مراكزها الثابتة بالمدينة وريفها بالإضافة إلى أكثر من 20 مركزاً مؤقتاً أنشأتها اللجنة في مدارس المدينة، ومساجدها بهدف استيعاب الأطفال النازحين من المناطق التي اجتاحتها الفصائل المسلحة، إذ تستهدف الحملة أكثر من 110 آلاف طفل بين حديثي الولادة وحتى سن الخامسة»، مشيراً إلى أن «اللجنة بصدد تشكيل 30 فريقاً طبياً للتجوال في القرى التي لا تحتوي على مراكز طبية» مؤكداً أن ما يهمهم مصلحة الأهالي الذين بقوا صامدين ولم يتركوا بيوتهم، وفق قوله.

الخدمات
أما على الصعيد الخدمي فتستمرالورشات الفنية والآليات الثقيلة التابعة لمكتب الخدمات بإزالة الركام والأنقاض المكومة في الشوارع الرئيسة والأحياء الفرعية التي تنتج عن ترميم الاهالي لمنازلهم، إذ تقوم بنقلها إلى المكبات المخصصة بشكل شبه يومي، المواطن زينو الزين (من سكان قرية العطارة بريف الرقة) يروي لموقع «الحل نت» قائلاً:«توجد في القرية حفرة كبيرة بوسط تقاطع طرق تم حفرها من قبل مؤسسة المياه قبل ما يقارب الشهر وابلغت المكتب بضرورة ردم الحفرة التي سببت حوادث سير عدّة بالقرية وتم الاستجابة لطلبي بعده بأيام عدّة، إذ قام المكتب بإصلاح العطل وردم الحفرة وتعبيد الطريق» وفق قوله.

وأشار إلى أن «قيام ورشات المياه بالاستجابة لطلبات الأهالي فيما يخص عمليات تمديد خطوط المياه، إذ قامت بمد خط مياه شرب جديد بطول 35 متر لإيصال مياه إلى حي المشلب، وإصلاح كسر آخر في خط مياه للشرب بشارع القطار جانب مطعم الإيمان، إضافة إلى قيامها بإزالة الجزء المتضرر من الشبكة واستبداله بوصلة جديدة»، مضيفاً قد يقال إنها مطالب بسيطة لكنها ضرورية ومهمة في الوقت الحالي على أمل أن تكون بداية لخدمات أفضل وأكبر.

التعليم
تسير العملية التربوية والتعليمية في المدينة كالمعتاد، ويقصد طلاب المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية أيضاً مدارسهم بشكل يومي دون أيّة مشاكل تذكر، بحسب سلوم الخالدي (مسؤول في لجنة التربية والتعليم) الذي تحدث لموقع «الحل نت»، قائلاً: إن «اللجنة جهزت في بداية العام 30 مدرسة جديدة ورممت 50 أخرى بهدف استيعاب أكبر عدد ممكن من طلاب المراحل الثلاث، واستقبلنا طلاب جدد ممن نزحوا من مناطق الريف الشمالي، وقمنا بتأمين المستلزمات الدراسية لهم من كتب وقرطاسية، كما قمنا بتفعيل مكتب الصحة المدرسية الذي يقوم بجولات يومية على مدارس المدينة وريفها من أجل الإشراف على حالة الطلاب الطبية وكشف الأمراض المعدية ومعالجتها قبيل انتشارها بين الطلاب الآخرين» على حد تعبيره.

الزراعة
تشرف لجنة الزراعة والري على متابعة الواقع الزراعي في الرقة، وتأمين جميع مستلزمات الإنتاج للفلاحين بأسعار زهيدة، كما قامت بمشاريع جديدة عدّة خلال الشهر الحالي تهدف إلى تطوير الزراعة وتسهيل العملية الإنتاجية بهدف الاكتفاء الذاتي، عن تلك المشاريع يقول المزارع مشعل العبد الله (من مدينة الطبقة) لموقع «الحل نت» إن: «عملنا في زراعة الخضار الشتوية هذا الموسم تحسن كثيراً بفضل مشروع الانفاق الذي اطلقته لجنة الزراعة والري ومنظمة (توتول)، حيث قدموا لنا المعدات اللازمة للإنتاج من شبكات ري وخزانات مياه ومعدات حراثة كما قاموا بحراثة أراضينا التي لم نكن قادرين على حراثتها بسبب التكاليف الباهظة».

مكتب الآثار في المجلس
كغيره من اللجان والمكاتب في المجلس لم يتوقف مكتب الآثار عن متابعة أعماله في ترميم آثار المدينة التي تعرضت للنهب والدمار خلال فترة سيطرة تنظيم (#داعش) على المدينة مسبقاً، حيث قام المكتب مؤخراً بترميم أفران الآجر المشوي في موقع «هرقلة» الأثري، عن ذلك تحدثت فاطمة مراد (مسؤولة في المكتب) لموقع «الحل نت» أن: «المكتب رمم فرنين للآجر المشوي من أصل أربعة أفران في موقع (هرقلة) الأثري بريف الرقة الغربي، وما نزال نعمل على ترميم الفرنين الأخريين في الموقع»، مشيرة إلى أن «الآجر المستخرج من الأفران سيستخدم في مشاريع ترميم المواقع الأثرية الأخرى في المدين كمشروع ترميم واجهة متحف الرقة».

وكان #مجلس_الرقة_المدني قد تم الإعلان عن تشكيله بشكل رسمي، في 18 نيسان/ أبريل 2017، لإدارة شؤون المحافظة الواقعة شمال #سوريا، بعد تحريرها من تنظيم «داعش»، وعلى الرغم من الانتقادات والتخوفات التي وجهت لطريقة التشكيل استمر المجلس بعمله، كما تم فيما بعد تشكيل 14 لجنة لتسيير أمور وقضايا المحافظة، من خلال التنسيق والتعاون مع #التحالف_الدولي، وما يهم في هذه الإضاءة أن يبقى المجلس في خدمة المدنيين من مختلف المناطق بعيداً عن التجاذبات السياسية والتغييرات التي طرأت بسبب العملية العسكرية التركية، والسؤال المطروح: بين الانتقاد والترحيب… هل يستمر يستمر مجلس الرقة المدني بعمله؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.