حوار خاص- الحل العراق    

«حتى وإن استطاع النظام الإيراني قمع الاحتجاجات باستخدام القوة المفرطة والتعتيم الإعلامي على ما يجري؛ إلا أن هذه التظاهرات هزّت أركان النظام الإيراني وهي الشرارة الأولى والبداية لانهيار نظام “الولي الفقيه” قريباً».

هذا ما قاله المعارض الإيراني والقيادي في حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي #وجدان_عفرواي في حوارٍ مُطوّل مع مراسل الحل #علي_الحياني، بعد احتجاجاتٍ شهدتها مدنٍ إيرانية ردّاً على الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، وفيما يأتي الحوار كاملاً:

————————————-

الحل: بداية نعرف أن التظاهرة انطلقت على أساس الاحتجاج على رفع أسعار الوقود لكنها سرعان ما انقلبت في الساعات الأولى وبدأت تطالب برحيل “الدكتاتور” وهذا يجعل الكثير يشكك بعفويتها وأن هنالك قوى دولية تقف خلفها؟

المعارض والقيادي في حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي وجدان عفرواي

عفراوي- الشارع الإيراني كان يغلي ويبحث عن مبرر للخروج بتظاهرة وهنالك كبت كبير للحريات، بالإضافة لتحمل الشعب العقوبات الاقتصادية والبطالة والتضخم وغياب الحريات العامة للرجال والنساء، والنظام كان يعرف بهذا الأمر وكان يستعد لمثل هذه التظاهرات، ولو كانت هنالك قوى دولية تقف خلف التظاهر، لقدّموا مساعدة ولو بسيطة للشارع المنتفض وأبسطها خدمة الإنترنت.

وهنالك أمر آخر أن الانتفاضة انطلقت من #الأهواز التي كانت محتقنة بالأساس نتيجة قتل النظام للناشط والشاعر الأهوازي حسن حيدري ، وبالتالي جاءت عملية رفع أسعار الوقود لتشعل شرارة الاحتجاجات.

الحل: لماذا التركيز من قبل النظام الإيراني بالقمع بشكل كبير على الأهواز بالرغم من وجود مناطق أخرى كانت فيها الاحتجاجات على نطاق واسع؟

عفراوي: القمع في الأهواز يعود لعدة أسباب، أهمها أن عرب الأهواز بالنسبة للنظام الإيراني يعتبرونهم طابوراً خامساً وهنالك نظرة عنصرية وقومية تجاه أبناء هذه المنطقة ودائماً نحن كبش فداء لأي مشكلة تحدث بين #النظام_الإيراني والدول العربية الأخرى.

أما الأمر الثاني، فيعود لكون المنطقة ذات أهمية اقتصادية كبيرة لكون أغلب حقول النفط الإيرانية تقع ضمن هذه المنطقة، وهي التي كانت سبباً مباشراً في سقوط نظام الشاه لكونها تتحكم بعجلة الاقتصاد.

وثالثاً لما يتمتع به سكان الأهواز من شراسة في التظاهر والاحتجاج، لذلك تم جلب عدد من المليشيات العراقية الموالية لطهران وأيضا مليشيات أفغانية وجعلهم يشاركون في قمع المتظاهرين.

الحل: في السنوات السابقة كانت هنالك تظاهرات واحتجاجات في إيران لكننا نرى دعماً أميركيا بشكل صريح يحدث لأول مرة في هذه التظاهرات ما هو السر؟

عفراوي: للأسف الشديد كنا نتوقع أن يكون للولايات المتحدة الأميركية دوراً أكبر فيما يحصل بإيران ، ولكنها اكتفت بالتنديد والتصريح الذي لا يخدم الشارع الإيراني إطلاقاً، وما زلنا نطالب وننتظر واشنطن بأن تأخذ دوراً أكبر لمناصرة الشعوب المظلومة في إيران ودورها لم كبيراً أبداً.

الحل: ما هو شكل العلاقة بين المؤسسة العسكرية في إيران وتحديداً الجيش مع الشعب الإيراني؟

عفراوي: بعد الثورة التي جاءت بالنظام الحالي في إيران تم تأسيس الحرس الثوري وهو مؤسسة عسكرية عقائدية ويرتبط بالولي الفقيه مباشرة، وكانت نظرة النظام الحالي للجيش بأنه محل عدم ثقة لأنه بالأساس انقلب على نظام الشاه، لذلك تم عزل الكثير من قادة الجيش وتم ترقية العديد من الضباط من أصحاب الرتب الدنيا وإعطائهم مسؤوليات كبرى ليكونوا تحت توجيهات المرشد ويعتبر الجيش مؤسسة ثانوية في إيران.

الحل: هل أحدثت هذه الاحتجاجات اهتزازاً في النظام الإيراني؟

عفراوي: لو تابعنا تصريحات قادة الحرس الثوري والباسيج فأنها تشير إلى اهتزاز أركان النظام وخوفهم مما سيحدث مستقبلاً، لآن هذه الاحتجاجات أدخلت الرعب في قلب المرشد الإيراني #علي_خامنئي وأركان نظامه وقد وصف أحد قادة #الحرس_الثوري الإيراني الاحتجاجات بأنها “كربلاء الرابعة” ، والمقصود أنه إبان الحرب العراقية الإيرانية كان النظام يسمى المعارك بتسميات #كربلاء الأولى والثانية والثالثة وهكذا.

وفي كربلاء الرابعة تم تسريب خطة المعركة للقوات العراقية وبعد مهاجمة #الجيش_الإيراني حصلت هنالك مذبحة وتلقت #القوات_الإيرانية هزيمة كبيرة، وبالتالي المقصود من تسمية الاحتجاجات بكربلاء الرابعة يعني أنها لحقت هزيمة كبيرة بالنظام الحالي.

الحل: هل من الممكن أن تتكرر مثل هذه التظاهرات في المستقبل القريب؟

عفراوي: إذا تابعنا سير التظاهرات في إيران نجد أن كل تظاهرة تكون أقوى وأكبر من التظاهرة التي سبقتها وهذه التظاهرات جعلت هنالك فوارق كبيرة بين الشعب والنظام، وقد أعلنها المرشد صراحة بأنه قد انتصر على العدو والمقصود بالعدو هو الشعب المحتج وإذا استطاعت #إيران خمد هذه #التظاهرات باستخدام القوة المفرطة وتطبيق #الأحكام_العرفية وعزل الشعب عن العالم الخارجي فسيخرج الشعب بأعداد أكبر في المستقبل القريب حال حدوث شرارة مشابهة لعملية رفع أسعار الوقود.

الحل: ما حقيقة وجود دعم مالي من قبل دول الخليج والولايات المتحدة تم تقديمه لمساعدة الاحتجاجات؟

عفراوي: إيران دائماً في كل حدث يحدث في الداخل تضع لها العديد من الشماعات وتوجه الاتهامات للدول التي لها خلافات معها، ونحن نؤكد وبشكل قطعي أن دول الخليج والولايات المتحدة لم تقدم دولاراً واحداً كدعم مالي للاحتجاجات سواءً في الأهواز أو في باقي المدن الإيرانية المحتجة.

ولاتزال دول الخليج تحاول الابتعاد عما يجري في إيران وعدم التدخل بشؤونها الداخلية، ولكن هنالك دعماً إعلامياً من القنوات الخليجية وهذه تغطية إعلامية لما يجري فقط.

الحل: البعض يقول بأن النظام في إيران ليس سيئاً لهذه الدرجة ولديه من الحسنات الكثيرة المقبولة لدى الشعب الإيراني ما هو ردكم؟

الجواب واضح عندما تنتفض 28 محافظة وأكثر من 100 مدينة ضد هذا النظام وعندما لا توجد حريات فردية أو عقائدية أو للشعوب الموجودة في إيران كالكرد والعرب والبلوش وغيرهم، وسابقاً كانت التظاهرات تقتصر على المدن العربية والكردية، لكن اليوم أصبحت المدن الفارسية هي الأكثر نقمةً على النظام وهذا يدل على أن جميع القوميات لم تر أي منافع من هذا النظام الفاسد.

بالإضافة إلى تدخلها بشؤون الدول الأخرى مثل #العراق #اليمن #سوريا #لبنان وحتى في تدخلها بالقضية الفسلطينية أحدثت شرخاً بين الفصائل ولم نجد من هذا النظام خيراً لا في الداخل ولا في الخارج ولا نتوقع منه أي خير لا من قريب ولا من بعيد إطلاقاً.

 

حاوره- علي الحياني


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة