أكثر من 240 مخيماً عشوائياً في الشمال “خارج التغطية”

أكثر من 240 مخيماً عشوائياً في الشمال “خارج التغطية”

تنتشر عشرات المخيمات العشوائية في معظم مناطق سيطرة المعارضة في الشمال السوري والتي استحدثها الأهالي نتيجة النزوح المتكرر جراء الحملة العسكرية التي تشنها قوات النظام مدعومةً بالميليشيات المساندة لها والطيران الحربي الروسي، ما دفع مئات الآلاف من المدنيين للنزوح عن مناطقهم.

مخيمات عشوائية بلا خدمات
يقول “محمد الصبيح” مدير مخيم عشوائي في قرية تل عادي، لـ”الحل نت”، إن المخيم أنشئ عشوائياً ولم يحصل قاطنيه منذ أربعة أشهر سوى على سلتي منظفات ومعلبات غذائية، كما أن المياه قليلة جداً في المخيم فتأتي صهاريج مياه للنازحين في المخيم بمعدّل 3 مرات إسبوعيا.
ويوضح “الصبيح” أن أبرز احتياجات سكان المخيم، الذين يبلغ عددهم أكثر من مئة عائلة، مستلزمات التدفئة ومواد غذائية، إضافةً إلى الصرف الصحي لا سيما وأن المناطق معظمها صخرية في الشمال ويصعب حفر الجور الفنية فيها، فضلاً عن خزانات للمياه.

السكان يبيعون أثاث منازلهم لشراء الخيام
يتابع “الصبيح”: معظم عائلات المخيمات العشوائية باعت أثاث منازلها التي أخرجتها من تحت القصف من أجل شراء خيمة تؤويها، إذ بلغ ثمن الخيمة الواحدة 60 ألف ليرة سورية ما يعادل حوالي 90 دولار أمريكي”، ولفت المصدر إلى أن بعض الناحين اضطروا إلى استلاف المال “الدين” من اقاربهم أو أصدقائهم من أجل بناء بعض الغرف لإيوائهم، كون مناطق الشمال يوجد فيها أفاعي وعقارب، ما يشكل خطورة على حياتهم وأطفالهم.

معاناة مضاعفة مع بداية الشتاء.. وغياب لدور المنظمات
يعاني قاطنو المخيمات العشوائية من عدم وجود طرقات داخل تلك المخيمات أو الوصول إليها، ما ينذر بصعوبات مضاعفة مع حلول فصل الشتاء، إلى جانب البرد القارس الذي تشهده مناطق الشمال كونها جبلية.
ويشير المصدر إلى أن الكثير من المنظمات زارت المخيمات العشوائية التي تتمركز في عدد من مناطق الشمال وأحصت عدد العائلات واحتياجاتها وذلك على مدار الأشهر الأربعة الماضية، إلا أن جميعها تكتفي بالوعود دون تقديم أي شيء ملموس.
وحذّر “الصبيح” من تدهور الأوضاع في المخيمات العشوائية، كونه في حال اشتدت مياه الأمطار فإن مياه الصرف الصحي ستطفو على وجه الأرض وستدخل إلى خيام النازحين، والتي من شأنها أن تنشر الأمراض، خاصةً وأنه لا توجد أي فرق طبية تزور تلك المخيمات التي يفتقد قاطنوها لأبسط مقومات الحياة، واصفاً الحياة في تلك المخيمات بـ”المعدمة”.

أكثر من 240 مخيماً عشوائياً في الشمال

أفاد مصدر في “فريق منسقو الاستجابة” المعني بعمليات الإحصاء بالشمال، لـ”الحل نت” بأن عدد المخيمات العشوائية بالشمال السوري بلغ 242 مخيماً موزعة على عدة مناطق أبرزها منطقتي حارم وجسر الشغور ومحيط مدينة إدلب.
وأضاف المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه أن أبرز احتياجات قاطني المخيمات العشوائية هي تسوية أراضي المخيمات والعوازل المطرية ومواد التدفئة والثياب الشتوية والبطانيات وإنشاء الصرف الصحي، إلى جانب المواد الغذائية ومرافق خدمية لا سيما الطبية والمدارس.

الجدير بالذكر أن مخيمات الشمال السوري بشكلٍ عام والتي يقطنها مئات الآلاف من العائلات النازحة من مناطق القصف، تعاني في كل عام من الأمطار وانتشار الوحل، إلى جانب ضعف عمل المنظمات الإنسانية وتقديم الدعم اللازم لقاطني المخيمات، والتي أبرزها استبدال الخيام التي اهترأت على مدار السنوات الماضية، لتبقي قاطني المخيمات على معاناة دائمة ومستمرة سواءً في الصيف حيث الحرارة أو في الشتاء الأمطار والثلج.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.