بدأت حالة من القلق والتخوف تسيطر على السوريين المقيمين في ولاية #أورفا جنوبي #تركيا، بعد أن بدأت السلطات التركية تنفيذ إجراءات من التتضييق القانوني والأمني، المشابه لما حصل في #إسطنبول قبل بضعة أشهر، حيث رحّلت السلطات العشرات من السوريين المقيمين في الولاية خلال الأيام الماضية، كما أغلق العديد من المحال التجارية.

وحصل التضييق على اللاجئين في أورفا بشكل مفاجئ ودون أي سابق إنذار، ليصبح من أبرز الأحاديث التي يتبادلها سكان الولاية خلال الأيام الماضية، ودون وجود أي تفسير أو إعلان رسمي من قبل مديرية الهجرة مثلما حصل في إسطنبول.
وتزامن ذلك مع تحضير السلطات التركية لإعادة فتح معبر #تل_أبيض بعد إزالة الجدار الحدودي أمام المعبر، ومن المتوقع أن يتم افتتاحه خلال الأيام القادمة.

وتعرض 12 شاباً للترحيل إلى سوريا بينهم متزوجين ولا تزال عائلاتهم تقيم في أورفا، حيث تم إجبارهم على توقيع أوراق “العودة الطوعية” وتم احتجاز وثائق #الكيملك الخاصة بهم.

شهود عيان
انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الشهادات لأشخاص تعرضوا للترحيل خلال اليومين الماضيين، ومن بينها أحد العاملين في مقهى بولاية أورفا، حيث قال: “جاءنا عناصر الشرطة، الجمعة الماضية، وسألونا من يعمل هنا فأجبناهم نحن العمال واقتادونا إلى المخفر بحجة أخذ إفادتنا ومن ثم يتم تركنا”.
وأضاف: “بقينا في المخفر من الساعة التاسعة حتى الساعة 2 ظهراً ومن بعدها تم تحويلنا إلى مخيم حران، بقينا في المخيم بضع أيام ومن ثم نقلونا إلى غازي عنتاب، وهناك تم تفتيشنا وإرغامنا على خلع كل ملابسنا، ومن ثم طلبوا منا التوقيع والبصم على أوراق وبعدها رحلونا إلى سوريا”.

لم يأخذوا من الشبان أية إفادة، ويبدو أنها كانت حجة لاقتياد الشبان إلى المخفر ومن ثم ترحيلهم إلى سوريا، وكان مجموعهم 12 شاباً جميعهم يعملون في مقاهي ومطاعم في أورفا إلا شخص واحد يملك محلاً لألعاب الفيديو، حيث تعرض جميعهم لذات الإجراءات إلا اثنين منهم.

وفي تسجيل صوتي آخر لسيدة تقيم في أورفا تؤكد، أن ابنها كان يعمل بمقهى وهو من بين الذين تعرضوا لذات الإجراءات ولكن لم يصل إلى سوريا هو شاب آخر، متوقعة أن ابنها رفض البصم على أوراق “العودة الطوعية” التي تجعلهم بحكم العائدين طوعاً إلى سوريا وبملء إرادتهم.

أما الحجة وراء اعتقال الشبان السوريين في أورفا فهي بسبب عدم امتلاكهم إذن عمل، في الوقت الذي يعمل غالبية السوريين في الولايات التركية دون حصولهم على إذن عمل بسبب رفض رب العمل ذاته استخراج هذا الإذن في غالب الأحيان.

معاناة إذن العمل
التقديم للحصول على إذن عمل يحوي تعقيدات كثيرة لعل أبرزها احتمالية رفض منح إذن العمل كما حصل مع العديد من السوريين الذين حاولوا أن يعملوا بشكل قانوني خوفاً من الترحيل أو التعرض لغرامات مالية.

وهناك العديد من الشروط الواجب توفرها من أجل التقدم للحصول على إذن عمل ومن بينها وجود وثيقة الكيملك، ويشترط أن يكون الشخص قد حصل عليها منذ ستة أشهر على الأقل بالإضافة لتقديم الشهادة الدراسة مترجمة ومصدقة من النوتر ودفع مبلغ التأمين الشهري الذي يختلف حسب وضع الموظف بالإضافة للعديد من الشروط الأخرى.

يقول محمد العلي أحد الذين حاولوا الحصول على إذن العمل على أساس وثيقة الكيملك: “المشكلة التي وقفت أمامي أنني اتبعت شروط الحصول على إذن عمل على أساس تأسيس شركة شخصية وجاءني الرفض، ومن ثم عاودت التقديم مرة أخرى وأتاني الرفض للمرة الثانية”.

ويتابع:” تركيا بدأت بفرض غرامات مالية على العمال الذين يعملون دون حمل إذن عمل وتصل الغرامة إلى 3527 ليرة تركية، البعض منا يحاول تطبيق القوانين التركية بحيث لا يتعرض لمخالفات أو غرامات ولكن الحكومة التركية تشدد الإجراءات”.

الجدير ذكره أن عدد اللاجئين السوريين في أورفا حوالي 429 ألف لاجئ وبنسبة تقدر بـ 21،12% من إجمالي عدد سكان الولاية وفق إحصائيات نشرت مؤخراً من مديرية الهجرة التركية.

الصورة: إنترنت

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.