ارتكبت الفصائل الموالية لتركيا في عفرين، جولة جديدة من الانتهاكات، والتي لم تكتفِ بنهب ممتلكات المدنيين، بل طالت أطماعهم أيضاً الممتلكات العامة والآثار، دون أيّة اعتبارات للقيمة التاريخية والاجتماعية لتلك الممتلكات الشاهدة على تاريخ سوريا الممتد منذ آلاف السنين.

المرصد السوري لحقوق الإنسان، أكد أنه حصل على معلومات موثقّة عن عملية السرقة الممنهجة التي تتعرض لها آثار #عفرين، وتحديداً منطقة #النبي_هوري (سيروس) الواقعة بالقرب من الحدود السورية-التركية وتبعد نحو 30 كم عن مركز مدينة عفرين، وتحوي آثار وأوابد تعود للعديد من الحضارات، أقدمها من الفترة الهلنستية عام 280 ق.م،

وقال المرصد السوري، إنه حصل على معلومات ووثائق عن قيام السلطات التركية والفصائل الموالية لها وتحديدا فصيل «صقور الشمال» في 10 أغسطس/آب 2018 و6 أكتوبر/تشرين الأول 2018 و3 نوفمبر/تشرين الثاني، بحفريات تخريبية وعشوائية بالآليات الثقيلة (الجرافات)، ما أدى إلى تدمير الطبقات الأثرية دون توثيقها، إضافة إلى تدمير المواد الأثرية الهشة كالزجاج والخزف والفخار ولوحات الفسيفساء، وغيرها من الآثار.

وحسب ما أسماها المرصد بـ«مصادر موثوقة» فإن «الانتهاكات التي تعرضت لها المنطقة لم تتوقف بعد التواريخ المذكورة، إلا أن عملية توثيق الانتهاكات التي تتعرض لها المدينة تواجه صعوبات عديدة، أبرزها عدم السماح بدخول هذه الأماكن، وتعرض كل من يحاول الاقتراب من مواقع الحفر لأقسى العقوبات من السلطات التركية والفصائل التابعة لها.

وأضاف المرصد، أنه في 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، نشر أحد العاملين (م.ع) في موقع الحفر بشكل غير شرعي للبحث عن الآثار، منشوراً على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي الـ«فيس بوك»، تضمن صوراً لثلاث لوحات فسيفسائية وقطع أثرية أخرى.

ووفقاً للمعلومات التي حصل عليها «المرصد السوري»، فإن المذكور (م.ع)، يمتهن تجارة الآثار وهو من محافظة #إدلب بحسب البيانات التي نشرها على صفحته الشخصية. وقالت المصادر: «لم يذكر صاحب المنشور موقع اللوحات أو هوية الأشخاص الذين يظهرون في الصورة، لكن تلك اللوحات تؤكد أن هذا الموقع هو أحد المواقع الجبلية الخاضعة لسيطرة الفصائل الموالية لتركيا، وهو ما تأكد بعد أن تساءل عدد من متابعيه على موقع التواصل الاجتماعي عن موقع تلك اللوحات، ليجيبهم بأن موقعها هو (النبي هوري/سيروس)، والتي اعترف فيها أنه يجري حفريات في تلك المنطقة».

وفي 11 نوفمبر/تشرين الثاني، حذف المذكور المنشورات التي وضعها على صفحته والصور المصاحبة لها جميعاً، بعد محاولة أحد الصحافيين التواصل معه لتقصي حقيقة اللوحات ومكان ظهورها، إلا أن (م.ع) لم يرد على تساؤلات الصحافي، ولجأ إلى حذف المنشورات. وقالت مصادر موثوقة: «يوم 25 نوفمبر، أعاد (م.ع) نشره صور للوحات الفسيفساء وادعى أن اللوحات التي نشرها سابقاً على صفحته هي لوحات حديثة (مزيفة) وغير أصلية (أثرية)، وأن بعض وكالات الإعلام المسيسة قامت بفبركة الموضوع وحولته إلى مادة ضد القوات التركية على أنها تقوم بالتنقيب مع الفصائل الموالية لها في منطقة #عفرين، وأن الصور التي التقطها كانت صور تذكارية، ولكنها استخدمت للحرب الإعلامية والتحريض على القوات التركية».

الصورة: إنترنت

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة