رئم عادل

مرَّ أكثر من شهرين على بدء #الاحتجاجات في #العراق، التي انطلقت شرارتها في بداية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وما تزال الجوانب الإنسانية بارزة وتظهر متجددة في المشهد السلمي للمحتجين، بضمنها دور #المسعفات الطبيات اللاتي تلقيّن تدريبات على الإسعافات الأولية، في سبيل انقاذ جرحى #المتظاهرين.

بـ”الكولا والبيبسي” تبدو مظاهر التطوع ودعم ساحات الاعتصام، لا سيما في بغداد، حيث العشرات من الشابات المتطوعات يتلقفن المختنقين، بعضهن خريجات كليات المجموعة #الطبية ويُشكلن فرقاً تطوعية بالتعاون مع #المستشفيات أو فرق الإسعاف الفوري، وبعضهن الآخر تعلمن طرقاً سريعة في انقاذ الشبّان الذين يمارسون الكرّ والفر في سبيل نيل مطالبهم.

وبالرغم من عمليات #الخطف والترهيب التي طالت المتطوعات في محاولة لثنيهن عن تقديم المساعدة المادية والمعنوية للمتظاهرين إلا أنهن، وبحسب قولهن، ما زالن يتمسكن بمواقفهن والاستمرار بمساعدة المحتجين.

لا مجال للتراجع

تقول سما محمود وهي طالبة في كلية الطب ومسعفة متطوعة، إن «حوادث الخطف والقتل والترهيب لم تكن ذات تأثير على وجودنا واستمرار عملنا #التطوعي في مساعدة المتظاهرين، وهي أساليب قمعية فاشلة مُتبعة من قِبل السلطات».

مشيرة في حديثٍ مع “الحل العراق“، إلى أن «وجود المسعفات تحديداً ازداد بشكل نسبي وإيجابي عن بداية التظاهرات وذلك لإثبات وجود ودور المرأة المهم في مساندة #الثوار ووجودنا باقي لحين تحقيق مطالبنا».

تحدي الرصاص

نورس الجابري وهي اخصائية بصريات، أشارت إلى أن «#النساء مساندات لاخوتهن في ساحات الاعتصام منذ انطلاق #الثورة، لا سيما المسعفات منهن رغم كل #المخاطر وفي كل الأوقات».

نورس الجابري ـ فيسبوك

موضحة أن «دور النساء المسعفات لا يقتصر على وقت محدد بل كان العديد منهن يلتزمن التواجد بخيم الاعتصام في أوقات متاخرة من الليل خصوصاً في الأوقات التي تشتد فيها المواجهات».

«كنا نعمل لساعات طويلة وبشكلٍ متواصل، فضلاً عن التواجد في الأماكن المتقدمة من المواجهات بين قوات فضّ الشغب والثوار متحديات المجتمع والرصاص والموت»، هكذا تكلمت الجابري.

وعن حقيقة وجود حالات #تحرش طالت النساء في ساحات الاحتجاج، بيَّنت الجابري لـ”الحل العراق“، أن «حالات التحرش والتي انتشر الحديث عنها مؤخراً، لا تعدو كونها #شائعات، وهي كلام غير حقيقي ولا صحة له. نحن بين اخوتنا وأهلنا، وكل المتظاهرين يعملون على حمايتنا بينما نحن نسعف الجرحى، وهناك من يطلب منا التراجع خوفاً علينا من الخطر أو الإصابة».

دروع بشرية للحماية

يعترفن المسعفات بالتحديات، حيث تؤكد “آن فخري” وهي طبيبة معالجة، أن «التحديات الشخصية لم تكن تهبط من عزيمتنا واصرارنا في مساندة أخوتنا في ساحات الاعتصام وحتى الخوف من الإصابة بطلق حي أو قنابل مسيلة للدموع بدأ يتلاشى بعد الأسبوع الأول».

مضيفة في حديثٍ مع “الحل العراق” أن «مفرزتنا الطبية قريبة من نقاط #الاشتباك أو الخطوط الأمامية، كما يطلق عليها في التحرير، وقد رفضنا الانسحاب عند #المواجهات لإسعاف أكبر عدد ممكن جعل من #الشباب المتطوعين كدرع بشري للحماية».

مؤكدة في الوقت ذاته على أن «عبارة “سوي مجال لأختك” هي أكثر ما نسمعه في التجمعات وحالات الرمي المفاجئ، وهي تعني “دع النساء يبتعدن عن الخطر”، وهذه العبارة تجعلنا نشعر بالانتماء لهذه الساحة وبالأمان».

آيفون ادوارد ـ أرشيفية

كسر القوالب

ساعدت التظاهرات على كسر العديد من التابوهات، بحسب الناشطة المدنية آيفون ادوارد، والتي قالت لـ”الحل العراق“، أن «دور النساء ومن جميع الأعمار خلال التظاهرات الأخيرة ومنها المساعدات الطبية حظيت بقبول إيجابي من الشارع #العراقي وهذا ما كان واضحاً من خلال الصور والمقاطع المصورة التي نُشرت على مواقع التواصل والقنوات، وكذلك #التقارير والصحف».

معتبرة أن «هذا القبول سمح للكثير من العوائل على تشجيع بناتهم وزوجاتهم للمشاركة في العمل التطوعي وحثهم على الاستمرار للذهاب للساحات وتقديم الخدمات الطبية أو غيرها من الأعمال التطوعية رغم خطورة الأوضاع في بعض #الأحيان».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.