اعترفت طهران بتعرضها لهجوم «سايبراني» قوي ضرب البنية التحتية الالكترونية للحكومة، لكنها رفضت الكشف عن الجهة التي تقف وراءه، في وقت تدل فيه كل المؤشرات أن واشنطن هي المسؤولة عن العملية.

وقال وزير الاتصالات الإيراني «محمد جواد آذري جهرمي» إن طهران تعرضت لهجوم الكتروني شنته «حكومة أجنبية» على البنية التحتية الإيرانية، ووصفه بأنه «كبير جداً»، وذكر أن الكشف عن تفاصيله سيتم لاحقاً بعد استخلاص أبعاده، وفق تعبيره.

وكشفت وكالة رويترز في شهر تشرين الأول/أكتوبر نقلاً عن مسؤوليين أمريكيين أن الولايات المتحدة نفذت ضربة الكترونية سرية على إيران، رداً على هجمات 14 أيلول/سبتمبر التي قامت بها طهران ضد منشآت «آرامكو» في السعودية.

وقال المسؤولان اللذان تحدثا شريطة الحفاظ على سرية هويتهما للوكالة البريطانية إن «العملية تمت في أواخر أيلول واستهدفت قدرة طهران على نشر الدعاية». وأكد أحد المسؤولين أن «الضربة أثرت على معدات».

وأفاد خبير أمن المعلومات «دلشاد عثمان» موقع «الحل نت» بأن «إيران بدأت منذ شهر آذار/مارس تقريباً أن تأخذ خطوات هجومية ضد هجمات إيران الالكترونية، وخصوصاً بعد نشاط مجموعة APT33 ضد الحكومة الأمريكية».

وبيّن عثمان أن الهجمات الالكترونية من هذا النوع «يكون لها أهداف استراتيجية أو تجسسية، ويمكن أن تحقق أهدافاً هامة، وهي أيضاً في أحيان أخرى تكون بهدف الردع»، موضحاً باللهجة العامية «يعني لتخلي إيران تفكر ألف مرة قبل ما تشن هجمات ضد أمريكا وحلفاءها».

ونشرت «نيويورك تايمز» أمس مقالاً حول كشف ملايين البطاقات المصرفية الإيرانية على الإنترنت، في هجوم رجّح خبراء أن تكون طهران وراءه، بحسب الصحيفة الأمريكية.

وبيّن المصدر أنه تم نشر تفاصيل عن 15 مليون بطاقة خصم بنكي في إيران على وسائل التواصل الاجتماعي في أعقاب الاحتجاجات، التي جرى خلالها إضرام النار في مصارف بعدة مدن إيرانية.

ورجحت الصحيفة أن الخرق، الذي استهدف عملاء أكبر ثلاثة بنوك إيرانية، سيؤدي إلى «المزيد من الاهتزاز» في اقتصاد طهران الذي يعاني بشدة نتيجة العقوبات، وسياسة طهران في دعم جهات سياسية وجماعات مسلحة إقليمياً على حساب شعبها.

والرواية الرسمية في طهران تقول إن الخرق المرتبط بالمعلومات البنكية هو «سرقة من قبل مقاول ساخط له حق الوصول إلى الحسابات، وقد كشفها كجزء من محاولة الابتزاز»، ونفي وجود أي عمليات اختراق لحواسيب النظام المصرفي في إيران.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.