يشتكي طلاب سوريون من تعرضهم لـ “المضايقة والتنمر” من قبل زملائهم الأتراك، ويعتقد أهالي الطلبة أن أهم مسببات هذه الظاهرة، هو عدم إتقان أبنائهم للغة التركية حيث تم إلحاقهم بالمدارس التركية دون تحضير.

ورغم أن الكثير من أهالي الطلاب قدموا شكاوى إلى مدراء المدارس التي حصلت فيها حوادث تنمر بحق أبنائهم، إلا أن الردود التي تلقوها “لم تكن منصفة”، الأمر الذي جعل بعضهم يمتنع عن إرسال أطفاله إلى المدرسة.، وتفكير البعض باللجوء للمدارس الخاصة، رغم كلفتها المرتفعة، حيث يحظى الطالب باهتمام أكبر.

وتحصل حوادث التنمر والاعتداء بحق طلاب سوريين في المدارس التركية بشكل متكرر، وقبل أيام تعرض طالب سوري للضرب من قبل طالب تركي، في إحدى المدارس بولاية غازي عنتاب جنوبي تركيا، ما أدى إلى كسر أنفه وغيابه عن الوعي. وفق مراسل “الحل نت” في الولاية.

وكتب شقيق الطالب الذي تعرض للاعتداء، على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك قائلاً: “اعتداء عنصري جديد تعرض له أخي في مدرسته “إمام وخطيب” والتي تعد من أفضل المدارس في تركيا، وأدى الاعتداء لإغمائه نتيجة تعرضه لضربة من زميله التركي، أدت لكسر في الأنف ترافق مع نزف شديد”.

وأضاف الشاب، “كل ما في الأمر أن أخي دخل إلى دورة المياه وبدأ بتنظيف أنفه، لكن صوت تنظيف أنفه أزعج أحد زملائه، فطالبه بتنظيف أنفه دون إصدار صوت، وحصلت الحادثة بعدها”. متابعاً “أخي سيترك المدرسة كونها ليست المرة التي يتعرض فيها لاعتداء بدوافع عنصرية، وأعرف حالات مماثلة لسوريين تركوا مدارسهم بسبب تعرضهم لاعتداءات وتنمر من طلاب أتراك.” وفق وصفه.

يبدو أن بعض أهالي الطلاب يعلمون أطفالهم الذين يتعرضون لحالات تنمر وعنف، أن يردوا بالضرب على كل طالب يحاول إيذائهم، عملاً بمبدأ “خذ حقك بإيدك”.
بهذا الخصوص تقول اللاجئة السورية “فاطمة”، وهي أم لطفلين يدرسان بمدارس تركية: “لدي طفلان بالمدرسة، الأكبر بالصف الثامن وأخته بالصف الخامس، تعرض ابني لعدة حالات تنمر واعتداء من طلاب أتراك، فقط لأنه سوري، وكان يحصل ذلك في أوقات الفرصة أو الفراغ”، مضيفة: “منذ فترة تم استدعائي من قبل إدارة المدرسة بحجة أن ابني يضرب زملائه باستمرار، لكني لم أتفاجئ لأن ابني يخبرني بأنه يتعرض للعنف اللفظي والجسدي من قبل طلاب أتراك ويرد عليهم بالمثل”.

“علّمت ابني ألا يسمح لأي طالب بإيذائه وأن يرد على كل من يحاول ضربه بالمثل، وأرى أن هذا الأمر ضروري، فلن نرضى بأن يتعرض أطفالنا للضرب على أيدي زملائهم، كما أن فكرة تركهم المدارس غير ملائمة”، برأي “فاطمة”.

استطلعنا خلال إعداد هذا التقرير، أراء بعض السوريين في غازي عينتاب عن الأسباب وراء ازدياد حالات التنمر على طلبة سوريين في المدارس التركية، واختلفت الآراء بين من أعاد ذلك لوجود حاجز اللغة، من رأى بأن السبب هو أهالي الأطفال المتنمرين.

ويقول “جلال” أحد المدرسين السوريين في ولاية عنتاب لـ “الحل نت”: “تقف اللغة التركية عائقاً أمام الطلاب السوريين في المدارس التركية، وأرى بأنها السبب وراء التمييز العنصري الذي يتعرضون له من قبل طلاب أتراك، فهم لا يفهمون في غالب الأحيان الأحاديث التي تدور بين الطلاب الأتراك وبحكم أعدادهم القليلة يتعرضون للتنمر”.

أما “كنان” وهو لاجئ سوري وأب لطفل يتابع دراسته في مدرسة تركية، فله رأي آخر، حيث يقول: “سبب ذلك ما يسمعونه من أحاديث عن السوريين من محيطهم، فيتولد لديهم الحقد والكراهية، وينعكس ذلك تعاملهم مع زملائهم السوريين، كما أن بعض وسائل الإعلام التركية مسؤولة عن الإشاعات الكثيرة التي يتم تداولها عن السوريين”.

يشار إلى أن أعداد السوريين المقيمين في تركيا، والذين هم في عمر التعليم، يبلغ مليوناً و47 ألفاً بحسب مديرية دائرة الهجرة العامة في أنقرة.

تحرير: رجا سليم

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.