“لا تكن علينا أيها المطر، فنحن غارقون بالأعباء”، كان هذا لسان حال النازحين في المخيّمات العشوائية عندما بدأت الأمطار تنهمر مؤخراً مبشرة بقدوم الشتاء.

وعادةً، يستبشر الناس خيراً عندما تبدأ أمطار الشتاء بالهطول، خاصة مع انعكاساتها الإيجابيّة على الأراضي الزراعيّة وغيرها، إلا أن قاطني المخيّمات العشوائية في شمال سوريا، أصبحت الأمطار بالنسبة لهم بمثابة “نقمة وعبء”.

كيف يزيد الشتاء العبء على قاطني المخيمات؟

بدايةً، من أزمة الطرق في مخيّمات ريفي #إدلب وحلب شمال سوريا، والتي تفاقمت مع الهطولات المطريّة الغزيرة التي شهدتها المنطقة خلال الأيام الماضية، حيث أدت تلك الأمطار إضافة إلى غرق عشرات المخيّمات، إلى تحويل الطرق الترابيّة لمستنقعات من الوحل، أعاقت حركة النازحين القاطنين في المخيّمات العشوائية المنتشرة في الشمال السوري.

وقال “أحمد الحسن” مسؤول مخيّم “النور” شمال سرمدا، إن الطرق في المخيّمات أصبحت سيئة للغاية وخاصة في المخيمات الواقعة ضمن الأراضي الزراعيّة، “بعض الطرق الرئيسية بين المخيمات تشبه المستنقعات، ومنها الطريق الواصل بين بلدات عقربات وقاح وأطمة، علماً أنه يعتبر طريقا رئيسياً في المنطقة، ويصل ريف إدلب بريف حلب عبر معبر دير البلوط، وبينما يبلغ طوله نحو 10 كيلومترات فقط إلا أن اجتيازه يحتاج إلى أكثر من ساعة”.

وأضاف “الحسن”: “الحفر تملأ الطريق الذي يمر عبر منطقة وعرة، وعرضه لا يتجاوز ثمانية أمتار، فضلا عن كونه طريقاً رئيسياً للمخيمات، إذ يمر وسط مخيمات قاح ليصل إلى مخيمات أطمة، وعند هطول الأمطار يتحول إلى طريق خطر” لافتاً إلى أنه “لم يتم تأهيل الطرق إلى مخيمات النازحين في منطقة الدانا، وعند هطول المطر تنقطع الطرق، ولا يستطيع النازحون التنقل”.

مراسل “الحل نت” جال في المخيّمات قرب بلدة سرمدا بريف إدلب الشمالي واطلع على أوضاع بعض النازحين، الذي يعيشون ظروفاً إنسانيّة بالغة الصعوبة، في ظل الأمطار الغزيرة التي تسببت بغرق عشرات الخيم.

ندى صباغ (أم لطفلين) -وهي تنشر ملابس أطفالها المبللة على أغصان إحدى الأشجار – أكدت لمراسلنا أن مياه الأمطار تسرّبت إلى داخل خيمتها، حين شهدت المنطقة هطولات مطريّة غزيرة خلال الأسبوع الماضي.

وأضافت “صبّاغ” في حديثها لـ “الحل نت”: “الطرق إلى خارج المخيّم مليئة بالوحل، لا نستطيع الذهاب لتأمين احتياجاتنا اليوميّة إلا بشق الأنفس، نسمع عن دعم المنظمات ولا نراه، الطرق بحاجة إلى تزفيت، أطفالي يعانون من البرد والأمطار تزيد الوضع سوءاً كما ترون”.

من جانبها أعلنت العديد من المنظمات الإعاثية، عن فرش أراضي المخيّمات بمادة “الجماش والحصى” لتسهيل حركة النازحين، حيث أكدت منظومة الدفاع المدني أنها عملت على فرش مخيّم “السكة” على أطراف بلدة #محمبل بالحصى، ومساعدة قاطني المخيم في نصب خيام جديدة بعد إغراق المياه لبعض خيامهم.

وتحتوي مناطق ريف إدلب والحدود السوريّة التركيّة على أكثر من ألف مخيّم للنازحين، تضم نحو ١.٢ مليون نازح بحسب إحصائيات رسميّة لـ (منسقي الاستجابة)، ومعظم تلك المخيّمات هي مخيّمات عشوائية تفتقر لأدنى المستلزمات الأساسيّة، ويعاني قاطنوها من أوضاع إنسانيّة صعبة لا سيما خلال فصل الشتاء وهطول الأمطار.


هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة